الهيئة الاقليمية للتنمية البشرية بتاونات تنظيم يوما دراسيا حول إعداد مخطط للبرامج والخدمات الاجتماعية ذات الأولوية
نظمت الهيئة الإقليمية للتنمية البشرية لتاونات بتعاون مع مؤسسة التعاون الوطني يوم الأربعاء 10 أبريل 2013 بمقر عمالة إقليم تاونات يوما دراسيا لإعداد مخطط للبرامج والمشاريع والخدمات الاجتماعية ذات الأولوية بالإقليم وذلك على ضوء نتائج البحث الميداني القيم الذي أنجز خلال شهر شتنبر 2012 من طرف فريق العمل المكون من أطر مديرية التعاون الوطني رفقة المصالح الخارجية الإقليمية لبعض الوزارات والقطاعات الحكومية المعنية وأطر قسم العمل الاجتماعي بالعمالة وبعض الفاعلين بالإقليم، حول تشخيص الوضع الذي تعرفه عدة فئات مجتمعية بإقليم تاونات.
وقد تضمن برنامج هذا اليوم الدراسي، الذي ترأسه السيد حسن بلهدفة عامل إقليم تاونات، رئيس الهيئة الإقليمية للتنمية البشرية وحضره المدير العام للتعاون الوطني والمنسق الوطني المساعد للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وممثلي المنظمات غير الحكومية الوطنية وفعاليات وجمعيات المجتمع المدني المهتمة بمجالات المرأة والطفل والأشخاص المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة وأعضاء الهيئة الإقليمية للتنمية البشرية والمنتخبين، إلقاء مجموعة من المداخلات وعرض نتائج التشخيص والمقترحات التي خلصت إليها الدراسة مع تنظيم ورشات موضوعاتية حول الطفولة ، المرأة، الأشخاص المسنين والأشخاص في وضعية إعاقة.
وفي كلمته الافتتاحية للقاء رحب عامل الإقليم بجميع المشاركين وشكرهم على تفضلهم بالحضور لإثراء النقاش والحوار في هذا اللقاء الذي يعد مناسبة لتبادل التجارب والخبرات بين مختلف المتدخلين الوطنيين والجهويين والإقليميين والمحليين حول الورشات الموضوعاتية التي شكلت محور هذا اليوم الدراسي للخروج بتوصيات من شأنها المساهمة في تحسين وضعية هذه الفئات عن طريق إعداد مخطط للبرامج والمشاريع والخدمات ذات الأولوية الواقعية المبنية على دراسة وتشخيص علمي دقيق تراعي الخصوصيات المحلية والحاجيات الحقيقية المعبر عنها من طرف هذه الفئات المجتمعية، مذكرا بالمناسبة بالمشاريع المنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في قطاعات الصحة والشباب والرياضة والفلاحة والتي تهدف إلى تحسين وضعية المرأة والطفل من خلال إدماج المرأة في النسيج الاقتصادي والاجتماعي عن طريق الأنشطة المدرة للدخل والتقليص من نسبة وفيات الأمهات والطفل عند الولادة ومحاربة الهدر المدرسي وتوفير الرعاية وفضاءات ومتنفسات للطفل والتنشيط الثقافي والرياضي والاهتمام بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة عن طريق إنجاز مشاريع وإعداد برامج تراعي حاجياتهم.
وبعد الإشارة إلى السياق والإطار العام لإعداد تشخيص تشاركي ترابي يمكن من تقييم مؤسسات الرعاية الاجتماعية بالإقليم ووضعية الفئات المستفيدة منها ، والهدف المتوخى منه والمتمثل أساسا في إعطاء دفعة قوية لمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثانية وتحسين وضعية المستفيدين منها طبقا للأهداف المثلى لهذا المشروع المجتمعي التنموي في أفق وضع اللمسات الأولى لبرنامج عمل على المدى القريب والمتوسط يستجيب للحاجيات المعبر عنها، أهاب بتظافر جهود جميع المتدخلين من سلطات محلية ومصالح خارجية ومنتخبين وفاعلين اجتماعيين قصد الإشراك في اقتراح ووضع وتنفيذ برامج اجتماعية وتقييمها ومواكبة ومصاحبة حاملي المشاريع.
وفي مداخلته، ذكر السيد المدير العام للتعاون الوطني بالدور الطلائعي الذي تلعبه مؤسسة التعاون الوطني في خدمة هذه الفئات الاجتماعية والأهداف النبيلة التي أسس من أجلها من طرف جلالة المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، والطفرة النوعية والانبعاث الجديد الذي عرفه العمل التضامني القائم على القيم الإنسانية النبيلة عن طريق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أصبحت ورشا وطنيا ، مثمنا الجهود التي تبذلها السلطة الإقليمية بتعاون مع باقي الشركاء في مجال العناية بالفئات الاجتماعية التي توجد في وضعية صعبة والنهوض بأوضاع المرأة والطفل وذلك من خلال البرامج الموجهة لمحاربة الهشاشة ودعم التمدرس بالعالم القروي، معبرا عن انخراط مؤسسة التعاون الوطني الشامل في دعم ومصاحبة المشاريع باعتبارها شريكا استراتيجيا لبرامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كما ناشد بالمناسبة جميع الشركاء والمتدخلين الاجتماعيين للانخراط في وضع وتنفيذ البرامج في إطار من الالتقائية التي تعد من أهم الركائز التي تقوم عليها فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
السيد سليمان الحجام المنسق الوطني المساعد للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أبرز أهم المبادئ والقيم التي تنبني عليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تعد مشروعا مجتمعيا بامتياز كان له الفضل في فترة وجيزة في إحداث دينامية غير مسبوقة في صفوف جميع الفرقاء والعاملين في تدبير الشأن العام بصفة عامة، بالاعتماد على منهجية وفلسفة جديدة في التسيير والتدبير القائمة على الحكامة الجيدة والشراكة، مضيفا أن حصيلة الإنجازات المحققة منذ إعطاء الانطلاقة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2005 إلى يومنا هذا والمتمثلة في إنجاز أزيد من 30 .000 مشروعا بلغت فيه مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ما يزيد عن 11,5 مليار درهم ، أبانت إلى أي حد استطاعت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إحداث تغيير على مستوى سلوكات جميع الفاعلين والمواطنين على حد سواء ، وإرساء ثقافة جديدة تنبني على الديمقراطية التشاركية.
وبعد ذلك ألقى السيد عزيز وهابي رئيس مصلحة الهندسة الاجتماعية بمؤسسة التعاون الوطني عرضا حول النتائج الأولية للتشخيص الميداني الرامي إلى تحديد البرامج
والخدمات الاجتماعية ذات الأولوية للفئات الأكثر عرضة للهشاشة، تطرق فيه إلى السياق والهدف العام للقيام بهذه الدراسة مع منهجية العمل المعتمدة ومراحل إنجاز المهمة ، مع المعطيات المستخلصة بشأن وضعية كل فئة من هذه الفئات المجتمعية في مجالات الصحة ، التعليم ما قبل التمدرس، والتعليم بشكل عام بالنسبة للطفل ،والأمية والصحة والنشاط الاقتصادي والمواطنة والحقوق بالنسبة للمرأة والاستفادة من الخدمات الصحية والمراكز والمؤسسات التي تعني بالجانب الصــــحي لفئتـــــي الأشخــاص المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة ، كما تطرقت نتائج الدراسة إلى التوصيات والمقترحات للتخفيف من معاناة هذه الفئات وتحسين وضعيتهم .
وقد كان هذا العرض موضوع نقاش مستفيض لجميع جوانبه شارك فيه اغلب الحاضرين، حيث تم على إثر ذلك تقسيم المشاركين إلى ثلاث ورشات موضوعاتية تهم المرأة والطفل والأشخاص في وضعية إعاقة والأشخاص المسنين اتسمت أشغالها بالتفاعل الإيجابي والنقاش المستفيض لهذه المواضيع من مختلف جوانبها بكل جدية ومسؤولية بين مختلف المتدخلين، تمخضت عنها مجموعة من التوصيات التي تم تدوينها وعرضها على الحاضرين في اجتماع موسع من طرف مقرري الورشات وصادق عليها الجميع .
وفي كلمته الختامية لأشغال هذا اليوم الدراسي أوضح السيد عامل الإقليم أن هذه التوصيات سيتم استغلالها والحرص على تفعيلها باتصال مع مسؤولي مؤسسة التعاون الوطني من خلال:
üتهيئ برنامج عمل واضح ومتكامل يتضمن مجموعة من المشاريع المقترحة للإنجاز على المدى القريب والمتوسط ؛
üتنظيم لقاء سنوي لتقييم حصيلة المشاريع والمنجزات التي تم تحقيقها في مجال العمل الاجتماعي والآفاق المستقبلية؛
üالتفكير في خلق مقر للجمعيات يشكل فضاء للقاء والتواصل بشكل دائم ومستمر لطرح قضاياهم وتبادل التجارب والخبرات وتقوية قدراتهم ومهاراتهم لتمكينهم من تحسين أدائهم وتطوير مشاريعهم.
Aucun commentaire