حراس المصالح الصحية و المدرسون الدائمون أُطـُــرٌ أم « بيادق » تحت إمرة الفرعون؟؟
شرح ….. ملح ( 36)
حراس المصالح
الصحية و المدرسون الدائمون
أُطـُــرٌ أم « بيادق » تحت إمرة الفرعون؟؟
شتّان بين الـثـّــرى و الـثّـُـريا و بين الماستر العالي و هلوسات السلك الثاني، شتان بين مهن تحترم كرامة و حقوق المنتمين إليها و بين « حارس مصلحة صحية » أو موظف يزاول التدريس بالمعاهد التأهيلية كلاهما بدون مرجع قانوني يرسم معالم تخصصه و يفصل في القيمة العلمية لدبلومه.
لن ننكر أهمية و قيمة التجارب و المعلومات التي يتبادلها الطلبة الموظفون بالسلك الثاني لمعاهد تأهيل الأطر في الميدان الصحي طيلة سنتين من الدراسة و بذات المقدار من الأهمية وجب الوقوف بتمعن على مجموعة من التناقضات و الإشكالات التي تبصم منهجية و أجواء هذا التكوين. بداية، فالمُـستفيد منه يخضع لقانونين اثنين هما الوظيفة العمومية و القانون الداخلي لهذه المعاهد، من مُستَملحات المصدرين أن الأول ينعته بالموظف الراشد الكامل الأهلية أما الثاني فيُسميه تلميذا قاصرا تحت الوصاية!! و ما يمنحه الأول من حقوق و تسهيلات يُقيده الثاني بشروط و تعجيزات، فالرخصة المرضية و رخصة الولادة مثلا يتم التضييق عليهما في القانون الداخلي للمعاهد الذي يفرض عدم تجاوز ثلاثين يوما من الغياب في السنة و لو بوجود رخصة، و إلا يتم فصل المعني أو رسوبه. فلا الطالبات الموظفات المتزوجات من حقهن الإنجاب خلال سنتي التكوين و لا عُـذرُ المرض القاهر أو الحادث العابر أو الزواج الطاهر يشفعون داخل قانون مؤسسة هدفها تكوين أطر ترفع مستوى الصحة و تحافظ على مكتسباتها و تسهر على إنسانيتها!! هاته الأخيرة تُنتَهَك بين جنبات معاهد السلك الثاني بالمغرب، من خلال دروس نظرية يومية من ثمان ساعات تعتمد إجمالا على التجارب و المعلومات التي يطرحها الطلبة الموظفون و على بحوث فردية و جماعية زائدة عن الحد، لكنها تُختَتَم في نهاية كل أسبوع تقريبا بامتحان كتابي تتحول فيه بعض المواد المُرتكِزة أساسا على العمل الجماعي كالتخطيط الصحي مثلا إلى عمل فردي (اللِّي يَحْسَبْ بُوحْدُو كَـيشِيطْـلُو) تحت مراقبة مشددة!! … و بذلك تتبخر مقاربة التكوين التشاركي أمام امتحاناتٍ تُصاغ من جانب واحد بأسئلة مباشرة أحيانا و بعيدة عن التقييم الفعلي للمستوى التحليلي لدى الطالب المُوظف. ناهيك عن الإرهاصات النفسية العميقة التي يتركها ذات المنهج التكويني في دواخل المتخرجين من بين مَطَبّاته و أشواكه تصل إلى حدّ حمل عددٍ منهم لأمراضٍ نفسية ما يزالون يُعالَجون منها …
جملة من الأسئلة التي تُخالج الفكر الساذج لأي تلميذ بالسلك الثاني تبقى بدون تفسير شافٍ و تُوقع على مستقبل ضبابيٍّ لتكوين ارتجاليٍّ … اعتبِروها أسئلة بريئة من تلميذ قاصر كما أردتم له أن يكون من خلال قوانينكم، فاقبَلوها و تدبَّروها لعلكم تلتقطون بعض الحكمة من أفواه القاصرين …
هل المنظومة الصحية بحاجة إلى حُراس المصالح الصحية كما هو الحال آنيا أم إلى مُسيّري المصالح الصحية بكل ما لهم من قانون تنظيمي و تعويضات تفرضها المهمة التسييرية !؟ ما هي القيمة العلمية لدبلوم السلك الثاني لمعاهد تأهيل الأطر في الميدان الصحي خارج المؤسسة الصحية!؟ في غياب المعادلة العلمية هل يُمكن لخريجي السلك الثاني وُلوج المدرسة الوطنية للصحة العمومية و قد أضحت تابعة للتعليم العالي !؟ في حال ما إذا استغنت وزارة الصحة عن التكوين في هذا السلك بعد تبني نظام إجازة ماستر دكتوراه في علوم التمريض هل سيلقى خريجو السلك الثاني نفس مصير خريجي مدارس تكوين الأطر أفواج 92 – 93 – 94 – 95 !؟ ما موقع المدرسين خريجي السلك الثاني داخل نظام إجازة ماستر دكتوراه !؟ و ما محل الدبلوم الحالي للسلك الأول في قاموس نظام إجازة ماستر دكتوراه المستقبلي!؟ هل تضع فعلا وزارة الصحة تصورا شاملا و واضحا لمنهجية تكوين موظفيها أم تسِير خَبط عشواءٍ !؟
لن نختلف في القيمة الفريدة العجيبة للتجارب التي يتبادلها طلبة (عفوا تلامذة السلك الثاني! ) لكن و من باب الغيرة و ابتغاء الأفضل لهذا المسلك، و لربما كان الفوج الحالي آخر عنقوده و مسك ختامه. إن الحاصلين على الماستر الوطني في إحدى الجامعات المغربية بالموازاة مع دبلوم السلك الثاني الصحي يشككون في جودة و عقلانية و إنسانية هذا الأخير…الذي يرتكز على سبع عشرة وحدة في السنة الواحدة ما يعد ضعف وحدات النظام الأول و كلنا يعلم أن الماستر الوطني نوعان تقني و آخر مبني على البحث و لكل منهما تنظيمه الزمني و البيداغوجي غير أن منهج السلك الثاني الصحي يختزل خليطا من الاثنين إضافة إلى لمسة طبية للوزارة تُخبئ قصورها خلف مقاربة التكوين التشاركي باستعمالات زمن مُغلقة على طول الأسبوع و امتحانات مباشرة كل أسبوع أضف إلى ذلك واجبات فردية و جماعية يومية كما سلف ذكره ،لدرجة يجد فيها الطالب (عفوا التلميذ! ) نفسه تائها و منهكا وسط هاته العشوائية البيداغوجية الزائدة عن الحد. ناهيك عن الاختلاف الملاحظ بين مختلف معاهد المملكة بخصوص تباين عدد وطبيعة الوحدات المُـتاحة و طرق التعاطي معها…هنالك جملة من الإشكالات و النواقص يجب أن نحصيها و نتدارسها بشجاعة و إذ نتحدث عن جودة و قيمة هذا السلك اللتان تفوقان نظيرتيها بالماستر الوطني يلزمنا في المقابل التساؤل عن سر تبخيس ذات الدبلوم من طرف وزارة الصحة لاسيما بين طيات قوانينها الداخلية!؟ و عدم دفاعها على معادلته الوطنية كما دافعت على دكتوراها الطبية!؟ و لماذا لا يتوفر خريجو هذا السلك على ذاتيتهم القانونية و المهماتية بما عليها و ما لها داخل المرافق الصحية!؟ و على استقلاليتهم الوجودية و التقريرية بعيدا عن ظـل الرئيس الطبيب و المدير الطبيب و المندوب الطبيب الذين يتبنون غالبا ثمار مجهودات الفريق بقوة القانون؟؟!!
خلاصة القول فتلميذكم كان مبهورا بتكوينكم و هو يراقبه من بعيد، لكن و بعد أن أُقْحِمَ في دهاليزه أدرك أن » المَنْدْبَة كْبِيرَة و المَيّتْ فـَــارْ » و أنه يرفض بلوغ سن الرشد على أيديكم و يُفضل أن يبقى قاصراً بريئاً من هَلْوساتكم و خطاياكم… » أُو دَرْجَة دَرْجَة حتى يْحَن مول الرْجـا « . و اعذروا زلات و هفوات أخيكم و رفيقكم محمد عبد الله موساوي.
1 Comment
vraiment un grand style de notre aimable langue l ARABE ET UNE ANALYSE REELLE DE CE QU ON VIS J VOULAIS METTRE 5 SUR 5 MAIS D UNE FAUTE IL M A MARQUE 1 SUR 5 DSL