أي نحس يطاردالنواب بمدينة جرادة؟ من بين الأربعة نواب الذين عرفتهم نيابة وزارة التربية الوطنية منذ استحداثها حتى الآن واحد فقط نجا بجلده. أهي لعنة تطارد المكان؟ أم أن الزوار الجدد لا يقدّمون الولاء ل »رجال البلاد »؟ أم أن الرقن السري للنيابة عند جِنيّ سندباد؟ ثلاثتهم مفتشون في الأصل ولا يمكن الشك في مؤهلاتهم.ربما كان يتطلب شغل المنصب كفايات خاصّة  لم تُدرَّس لعامّة المفتشين في مركزهم.

     كل من خرجوا منها لاذوا بالصمت وكأن أحدا من أهل المكان أخرسهم. لا أحد تكلم أو حرّر مقالا رغم أن منهم من  يسكن  بيت العنكبوت. أول ما عانيته حين عينت بهذه النيابة أنني توصلت بتعيينين في وثيقتين تحملان نفس الرقم ونفس التاريخ لكن إلى مؤسستين مختلفتين في بلدتين مختلفتين .راسلت حينها النيابة حتى جفّ قلمي وجمعني لقاء مع النائب الإقليمي آنذاك وعرضت عليه المشكل ووعد بحله وكان وعد عرقوب. ذهب ذلك النائب وعوضه نائب مثله. طلبت لقاءه وأطلعته على المشكل ووعدني حينها أنه سيتابع مشكلتي شخصيا وبأنه سيتصل بي هاتفيا عند أي مستجد. تم الاستغناء عن خدماته وجاء خلفه والمشكل قائم. فهمت حينها أن شيئا ما غلط. ولم يسعفني ذكائي لأفهم حقيقة ما يجري حتى سمعت رئيس الحكومة يتحدث عن العفاريت والتماسيح . ذهبت غير ما مرة إلى وادي  تكافيت ولم أر تمساحا واحدا بل أسماكا صغيرة فقط . أما العفاريت فأنا أرتعد حتى لمجرد ذكر اسمها ولو علمت أن الأمر كذلك لقصدت فقيها ليرسم لي حرزا بتميمة تقيني شر كل حاسد ومارد ونميمة.

كان الله في عون المندوب الخامس »خمسة وخميس عليه ».