المغرب بعد ايثيوبيا في نسبة التمدرس……
بناء على تقرير من معهد » اليونسكو » للإحصاءات, أجري سنة 2011 , رتب المغرب في مؤخرة الدول العربية والإفريقية . حيث أشارالتقرير الى أن نسبة الملتحقين بالتعليم الابتدائي بلغت 90 في المائة سنة 2009 , مقابل 91 في المائة باثيوبيا,و100 في المائة في تونس.
كما أشار التقرير الى أن معدل الانتقال من التعليم الابتدائي الى التعليم الاعدادي, بلغ نسبة 87 في المائة, مقابل 96 في المائة في السودان مثلا. ولعل المتتبع للشأن التعليمي يعلم جيدا الطريقة التي ينتقل بها التلاميذ على مستوى التعليم الابتدائي بالمغرب, إذ تضخم النقط , ومع ذلك تنتقل شريحة هامة تتعدى النصف بمعدل أقل من 3/10 , وهو مؤشر على ضعف المستوى بشكل كبير, وعدم استيعاب التلاميذ للمحتوى بعدد وفير.بل كم من تلميذ انتقل بالأقدمية دون أن يتمكن من الكتابة والقراءة على الوجه الصحيح, وهناك من هو جاهل لها كلية…..
هذا الاحصاء يعني أنه رغم ما يبذل – أو يبدو أنه يبذل- يغادر المؤسسة الابتدائية حوالي 13 في المائة من التلاميذ. رقم مهول وضخم وخطير. قد يقول قائل : هل ترى أنه من اللازم انتقالهم ومتابعتهم للدراسة لتحسين الرقم دوليا وفقا لما تنهجه وزارة التربية الوطنية في اطار ما يسمى » بالتعليم الالزامي » . أقول لهم ,إن الدول الراقية في هذا المجال ,فعلا ينتقل التلاميذ بنسبة 100 في المائة خلال مرحلة التعليم الابتدائي والاعدادي وفق « مبدأ التعليم الاجباري أو الالزامي », كونهم يعتقدون أنه من حق كل طفل تعلم المبادئ الآولية والأساسية من قراءة وكتابة. ولتحقيق ذلك يصنفون التلاميذ حسب قدراتهم ويقدمون الدعم للمتخلفين منهم ,في شكل دروس خاصة مجانية بالمؤسسة ومن متخصصين في شتى المجالات حتى النفسية منها. بخلاف سياستنا التعليمية التي تعتمد الترقيع والتلميع,بجعل كل التلاميذ في سلة واحدة ,الى درجة أن إحدى نيابات التعليم تتوفر على 100 قسم مشترك يتضمن تلاميذ من الآولى الى السادس ابتدائي وداخل حجرة أحيانا لا يتعدى عرضها مترين ,وقس على ذلك.
وبالرجوع الى احصاء اليونسكو لسنة 2011 ,فإن نسبة الملتحقين الى التعليم التأهيلي تتراجع الى حوالي 34 في المائة,مقابل 65 في المائة في مصر, و89 في المائة في البحرين على سبيل المثال.
بمعنى أنه من حوالي مليون ملتحق بالتعليم الابتدائي , يغادر منهم 130.000 تلميذ الى الشارع, ليبتبقى منهم 870.000 متمدرس وتنتقل منهم نسبة 34 في المائة فقط,أي أن المغادرين من التعليم الاعدادي يصل الى 2956800 متمدرس,ليتابع دارسته بالتعليم التأهيلي فقط 574200 متمدرس.واذا علمنا أن نسبة الناجحين منهم بعد التضخيم والنقل والتفخيم تصل الى النصف,فإن الحاصلين على الباكالوريا يصل الى 287100 تلميذ. وهي حقيقة قريبة من الواقع إذا علمنا أن عدد الناجحين يتراوح سنويا حوالي 300.000 متمدرس.
دراسة أولية تعطينا أرقما مهولة عن عدد المغادرين للمؤسسات التعليمية ,الذين لم يتحصلوا على الباكالوريا ,لتصل الى 700.000 متمدرس من بين مليون ملتحق. إنه شباب يرمى به في الشوارع والأزقة ,ليتحول الى قنابل موقوتة من فعل كثرة الانحرافات وأعمال السرقة والمخدرات.
وأكد تقرير التنمية البشرية لسنة 2011 أن المغرب تراجع 16 رتبة في التصنيف الدولي، بعدما جاء في الرتبة 130 من بين 181 دولة، مقارنة مع الرتبة 114 خلال السنة التي قبلها.
وإن كان الجهاز الرسمي يعتبر المعايير الدولية مجحفة في حق المغرب وغير منصفة له ,باعتمادها مقاييس غير علمية , فإن تراجع جودة التعليم مؤشر واضح فاضح …. بتوالي الاصلاحات وتتابع النكبات وتزايد العقبات وكثرة الاخفاقات .
1 Comment
أخي الكريم انا احمل الجزء الكبير من المسؤولية للاباء والوياء التلاميذ لمواكبة ابنائهم منذ الابتدائي والدليل على ذلك ان معظم الاباء الذين واكبوا ابنائهم مهما كان مستواهم الاجتماعي والثقافي استطاع هؤلاء التلاميذ الحصول على نتائج جيدة جدا في ضل هذه الاوضاع التي تعيشها المنظومةالتربوبة واشاطرك الراي ان الدولة ملزمة ببذل الكثير من الجهد لاكن هناك عوامل مهمة قد تخرج عن السيطرة من بينها كما قلت مصاحبة الابناء ومراقبتهم وكنت اتمنى ان تعطى لنا احصاءات كم عدد الاولياء الذين يراقبون ابنائهم خلال مدة دراستهم