مزوار: الحكومة تجر الوطن إلى الهاوية

قال إن كلام بنكيران عن حذف صندوق المقاصة محاولة لإرضاء صندوق النقد الدولي

أخرج صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار ووزير المالية السابق، أسلحته الثقيلة وخبرته في مجال تخصصه، ليشن هجوما شديد اللهجة على بنكيران، ردا منه على الطريقة التي تريد الحكومة أن تصلح بها صندوق المقاصة، معتبرا أن الكلام عن حذف الصندوق واستبداله بدعم مباشر للفقراء «استغفال للمواطنين وجر للوطن نحو الهاوية».
وقال مزوار في مداخلته في ندوة «صندوق المقاصة، واقع وآفاق»، التي نظمها المجلس الجهوي للتجمع بالبيضاء، الجمعة الماضي، بأن «الحكومة فيها الهضرة بزاف… وعندها الفهم ثقيل» ، في إشارة منه إلى أن الفريق الحكومي لبنكيران استغرق أكثر من سنة ليعتمد خطة الحكومة السابقة لإصلاح الصندوق، «لكن بصورة مشوهة، ولم تأخذ منها إلا الدعم المباشر للفقراء» متهما حزب رئيس الحكومة، العدالة والتنمية، بأنه يتحرك وفق أجندة انتخابية سياسوية بالسعي إلى كسب الأصوات الانتخابية بالكلام عن توزيع الأموال، على حساب التوازنات المالية ومصالح الوطن الكبرى، وبأن الأولوية عند إخوان بنكيران هي كيف يربحون الانتخابات المقبلة ولو على حساب المواطنين.
كما حذر مزوار من مغبة أن تتحكم الديماغوجيا في مقاربة موضوع بالغ الأهمية كصندوق المقاصة، معتبرا أن الحكومة «تلفات» ولم تعد تعرف «ما تسبق وما تؤخر» بهذا الخصوص، وذلك في إشارة منه إلى التناقض الواضح في تصريحات أعضاء الحكومة بين من يقول بحذف نظام المقاصة ومن يرى غير ذلك.
وشدد رئيس التجمع الوطني للأحرار على أن «المعارضة التي ننتمي إليها لن تترك الحكومة تفعل ما تشاء ولا أن تستمر في استغفال المواطنين واستغلال حسن نيتهم»، موضحا أن نظام المقاصة لم يكن الهدف منه الاستهداف المباشر للفقراء، بل إن «مهمته كانت هي المحافظة على القدرة الشرائية للمواطنين».
كما اعتبر مزوار أن الحكومة تتناول موضوع المقاصة بطريقة «مغلوطة» وبأنها تريد أن تجد حلا لإشكال مالي على حساب الوضع الاجتماعي في البلاد، معتبرا أن خيار الاستهداف المباشر للفقراء من شأنه أن يوسع دائرة الفقر بالمغرب على اعتبار أن عددا كبيرا من الأسر ستنتقل، مع تحرير أسعار المواد المدعومة حاليا، من الطبقة الوسطى إلى شريحة الفقراء، كما وصف مسألة تقديم أقساط شهرية للفقراء بـ«الصدقة» التي تحط من كرامة المواطنين وتجعلهم يعيشون على هامش المجتمع وتعطيهم الإحساس بأنهم عالة على المجتمع، بدل أن يتم إدماجهم في العملية الاقتصادية ليساهموا في نمو الاقتصاد الوطني.أوضح مزوار أن كلام بنكيران عن حذف صندوق المقاصة مجرد محاولة سياسية من الحكومة لإرضاء صندوق النقد الدولي، مذكرا بأن الحكومة السابقة كان بإمكانها أن تعتمد نفس الوسيلة لتكسب المزيد من التقدم على قوائم مؤسسات التنقيط الدولية « لكننا اعتبرنا أن القرار سياسي ستكون له تبعات اجتماعات خطيرة».
وأشار وزير المالية السابق بأن الاستهداف المباشر للفقراء كان حاضرا في عمل الحكومة السابق، لكن كجزء من حزمة آليات تهدف إلى الإصلاح التدريجي لصندوق المقاصة مع الطموح إلى حذفه في أفق سنة 2020 ، تجنبا لما يمكن أن ينتج من مشاكل تهدد بتفجير الوضع الاجتماعي، رافضا أن تواصل الحكومة الحالية كذبها على المواطنين بتقديم وعود لا يمكن للاقتصاد الوطني أن يتحملها لأكثر من سنتين، حيث سيصل معدل الجز على مستويات كارثية لا يمكن معالجتها إلا بسنوات طويلة قد تعيد إليها شبح التقويم الهيكلي الذي كبل اقتصاد البلاد لأكثر من 20 سنة.
ياسين قطيب/ الصباح