لماذا نعلم أبناءنا الموسيقى والرقص؟

                 الغِنَاءُ لَهْوٌ مَكْرُوهٌ يُشْبِهُ البَاطِلَ ومَنْ اسْتَكْثَرَ مِنْهُ
فهُوَ سَفِيهٌ تُرَدُّ شَهَادَتهُ.

المقروط محمد مقروف

قال تعالى:  » وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ  » (سورة لقمان:الآية 6)
إن بعض الآباء إن لم نقل كل الآباء وخاصة الأمهات يحرصون على تعليم أبناءهم فن الموسيقى والغناء والرقص على أنهم هم الشيء الأفضل للطفل والفتاة، توجد فيهم المتعة والسعادة للطفل والآباء معا. ومن ثم الشهرة والمال وضمان العيش الكريم. وعلى أساس أن من لم يعلم أو يلقن إبنه الموسيقى والرقص إنسان متخلف أو متأخر رجعي لا يساير موضة العصر أو أنه لا يحادث العصرنة.
ألا توجد أشياء أخرى أهم يمكن تعلمها أو تعليمها للطفل البريء ويمكن الإفتخار بها والرأس مرفوعة. سيقول بعض الآباء إبننا موهوب في الموسيقى والغناء أو الرقص. أقول أخي أختي ألا يمكن أن يكون هذا الطفل موهوبا في القرآن والسنة – الفقه والحديث- ألا يمكن أن تكون موهوبة في فن رياضي مثلا ألا تعتبر الرياضة تسلية ودفاعا عن النفس وصحة أم أنكم تريدون الطريق الملتوية وتزجون أو تلقون بأبنائكم إلى التهلكة؟
ألا ترون أن الفتاة التي تمتهن الغناء يدفعها ذلك للتبرج ثم إلى إرتكاب الزنا وباقي المحرمات. أتعتقدون أن الغناء أو الشهرة للفتاة يحصلان دون ذلك؟ لابد من مقابل للوصول إلى المبتغى والآباء يتغاضون عن الأمر بالرغم من أنهم يعلمون كل شاذة وفادة. وأتحدى من يقول العكس. ناهيك عن المحرمات الأخرى من خمور وكحول ومخدرات…
والطامة الكبرى الفتاة التي تحترف الرقص وتتعرى وتهز نصفها أمام الجميع وأبواها ينظران ويصفقان ويضحكان مفتخران على مرأى من الجميع. عن ماذا تصفقان أنتما الإثنان ألا تخجلان من نفسكما ألا تريان إلى أين دفعتما بإبنتكما؟
ولا نتجاهل الولد الذي يغني ويرقص بدوره وما يؤول إليه مصيره من تناول للمخدرات وملاحقة الفتيات وإرتكاب كثرة الشوائب…
أين الدين أين الصلاة من هذا كله أين العمل للآخرة…
والغريب أنك عندما تتحدث إلى هؤلاء أول ما يقولون الله سبحانه أعطاني هذه الموهبة منحني هذا الصوت الجميل …
أقول له أو لهم الله منحك هذا الصوت أو هذه الموهبة لتسخيرها فيما احل الله. إستخدامها في الدين والعبادات في تجويد القرآن في الأدعية في الدعوة إلى الله في الإبتهال إليه عز وجل.. لا في هز الوسط والتغني بما حرم الله سبحانه وتعالى…
= قوله تعالى:  » وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ  » (سورة لقمان:الآية 6).
= ومن الناس من يشتري لهو الحديث} أي ما يلهي منه عما يعني {ليضلَّ عن سبيل الله بغير علمٍ } طريق الإسلام { يتخذها هزؤاً } مهزوءاً بها { أولئك لهم عذاب مهين } ذو إهانة{.
= قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما: لَهْوَ الْحَدِيثِ- هو الغناء، وقال مجاهد رحمه الله: اللهو بالطبل (تفسير الطبري).
= قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  » ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة »  رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91)
= قال الإمام عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: الغناء مبدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن (غذاء الألباب).
= قال الشافعي في كتاب القضاء: الغناء لهو مكروه يشبه الباطل ومن استكثر منه فهو سفيه ترد شهادته.
= ونقل القرطبي عن بعضهم قوله : لا تقبل شهادة المغني والرقاص . قلت – أي القرطبي – : وإذ ثبت أن هذا الأمر لا يجوز فأخذ الأجرة عليه لا تجوز.
إذا لم تخف ربك وينهاك دينك عما تفعل فافعل ما شئت.
ولـ: لله في خلقه شؤون..