نعتت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها صفية زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها قصيرة ، فقال لها الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام : ( لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته ) نحن أمة الإسلام خصنا الله تبارك وتعالى برحمة عظمى في الخلق لا يعبأ بها إلا صادق ورع ، فيكون خيرنا من يلتزم تقوى الله تعالى فيتقيه ولا يرمي غيره بالنعوت والغمز واللمز فما بال من يصبح ويمسي ينهش في أعراض الناس ، عائشة رضي الله عنها لم يكن قصدها ولا نيتها سوء ، ومع كونها ضرة لصفية رضي الله عنها وقد يلتمس بعض العذر للضرائر ومع ذلك هكذا جاء جواب معلم البشرية  عليه الصلاة والسلام
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) والكبر من بعض معانيه حب النفس والإعجاب بها واستصغار الآخرين رحم الله الشيخ الشعراوي لما أسندت له حقيبة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وبينما ابنه يقود به السيارة بمحاداة المسجد قال له : قف أمام المسجد فدخل الشيخ في غير وقت صلاة ولم يخرج ، قلق الإبن فدخل المسجد ليرى ما في الأمر فوجد ه بثوبه النظيف يجلس على ركبتيه وينظف مراحيض المسجد ، قال : ما الذي تفعله يا أبي ، قال : رأيت نفسي بدأت تزهو فأردت إذلالها وكسر شوكتها
فما بال حثالة لا قيمة لها أينما حلت وارتحلت تفتري على الناس ويضيق صدرها وقد أعماها الحقد والحسد وصدق الله العظيم (( قل موتوا بغيظكم )) هؤلاء محسوبون على الأمة وجعلوها غثاء كغثاء السيل ،  وما بال هذا الصنف من الناس ينسى مدلول الربيع العربي ، ومعه الدساتير الجديدة ، ويفضل العيش بعقلية الستينات والسبعينات ،
لاحظ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعدما يصلي الصبح يذهب إلى طرف المدينة ، فلحقه يوما حتى دخل أبو بكر خيمة مكث بها مدة فلما خرج ذهب عمر ليرى ما في الأمر ، فوجد عجوزا سألها : من الرجل الذي كان عندك ؟ قالت : والله لا أعرفه يأتي فيحضر طعامي ويكنس خيمتي ثم ينصرف إلى حال سبيله . فقال عمر : أتعبت الخلفاء بعدك يا أبا بكر .
دائما أقول للذي يهتم كثيرا بغيره ، إقرأ سيرة السلف الصالح  الذين تشبعوا حقا بروح الإسلام وتركوا فعلا آثارا تقتفى وأسسوا حضارة خالدة ، أما السادي فينا فما زال قلبه مريضا همه الدنيا ( دار من لا دار له )  كما قال الحكماء
لنترفع عن الدنايا ولننظر ليوم تشخص فيه الأبصار. فإن التاريخ لا يسجل الحقد والحسد والدنايا بل يرمي بأصحابها إلى مزابله
انظر إلى بلال بن رباح ، وصهيب الرومي  ، وعمار بن ياسر ، وخباب بن الأرط . . . لهم صفحات مشرقة في التاريخ
وانظرإلى أبي لهب وأبي جهل وأمية بن خلف أين هو ذكرهم ، في مزابل التاريخ