وضع لغة الضاد في الإدارة والاقتصاد
وضع لغة الضاد في الإدارة والاقتصاد
ذ.إسماعيل علالي
مما يدعو للاستغراب في الوطن العربي ،هو التهميش الذي طال لغة الضاد في الإدراة والاقتصاد، قبيل الربيع العربي، حيث كانت أغلب المعاملات الإدارية و الاقتصادية تتم فيه بلغات أجنبية،هي في الغالب لغات المستعمر الغربي-فرنسي،أنجليزي،إسباني…-.
والأغرب من هذا كله هو كون اللغات الأجنبية مفعلة حتى في المبادلات والصفقات التي
تتم بين الدول العربية الشقيقة التي تجزم دساتيرها برسمية لغة الضاد.
فهل هذا الاقصاء الذي عانت منه لغة الضاد –وماتزال- في الإدراة و الاقتصاد وغيرهما
من القطاعات الحيوية مرده إلى القابلية للاستعمار ؟ أم إلى مركب النقص الذي ولد
في شعور و لاشعور الأنظمة العربية-المتهاوية- خنوعا وخضوعا مطلقا لقرارات الدول
العظمى اقتصاديا ،تم بموجبه التمكين للغاتها على حساب لغة الضاد بغية نيل رضاها
وفضلاتها الاقتصادية!.
فإذا كان الأمر كذلك –وأحسبه كذلك-فأين هي خصوصيتنا وهويتنا وأين نحن وموقعنا
كأمة إسلامية عربية لها ضغط وتأثير في حركية الاقتصاد العالمي باعتبار ما تختزنه
جغرافيتها من كنوز وثروات !.
إن هذا التعطيل الذي مازالت تعاني منه الضاد في مثل هذه القطاعات ليشكل خطرا على
أبناء العربية- دولا ومجتمعات –،خاصة حين يوظف ثلة من مسؤلينا-للأسف الشديد- في
المحافل الدولية لسانا آخر طواعية للتعبير عنا-مع أن لغة الضاد معتمدة لدى منظمة
الأمم المتحدة- ، مغفلين -ياويلهم- أن الخضوع للآخر، إنما يلمح من خلال توظيف لغته
ومناقشة قضايا الأمة بها، إذ بمثل هذه التصرفات تلمح القابلية للاستعمار التي ينبغي
لمسؤولينا-والحكومات الجديدة خاصة- تجنبها في المحافل الدولية و الوطنية، مع الحرص
على توظيف اللغة الرسمية -لغة الضاد- والاعتزاز بها، لأن معالجة قضايا الأمة العربية
بلسان أجنبي إنما هو اعتراف غير مباشر بسيادة الأجنبي وسلطته و دليل خضوع و
انصهار في بوتقته.
فاللغة كلما كانت مستعملة في كل القطاعات كلما فرضت نفسها، وغيابها في جانب يعني
إقصاءها وعلامة على خلل في منظومة الدول التي جعلت العربية رسمية في تشريعها لكن
عطلتها في مناشط حياتها.
وهذا-التعطيل- إذا استمر سيجعلنا للأسف الشديد أمام تبعية دائمة للآخر ونكسة معرفية
يترتب عنها موت سريري للضاد التي تعد أهم مقوم من مقومات حياتنا وكياننا وهي
الحاملة لثقافتنا ورسالتنا والرابط الموحد بينالمسلمين، رغم تنائي الديار واختلاف
الأقطار وتعدد الدول.
لذلك نلتمس من النخب والحكومات العربية الجديدة ، التي أفرزها-وسيفرزها- الربيع العربي أن تحرص على إعادة الاعتبار للغة الضاد والتمكين لها في مختلف القطاعات والمجالات،والعمل على جمع شمل الأمة الإسلامية وتوحيد الصف وبناء كيان مستقل اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا،غايته الانتاج بدل الاستهلاك، والابداع بدل الاستنساخ والعطاء بدل الأخذ الهجين.
قال فيلسوف الألمان فيخته: ((اللغة تجعل من الأمة الناطقة بها كلاً متراصاً خاضعاً لقوانين . إنها الرابطة الحقيقية بين عالم الأجسام وعالم الأذهان )) .
إسماعيل علالي
3 Comments
اولا ان الربيع العربي افرزته لغة الانترنيت التي هي اللغة الانجليزية والفرنسية بامتياز فكيف تريد له ان يخون اصله ويتنكر له.
ثانيا لقد ازاحت اللغة الانجليزية حتى اللغة اليابانية والصينية من الاسواق العالمية علما انهما لغتا ثاني قوة اقتصادية في العالم فما بالك بلغة الضاد التي ندعو لها الله ان يفك قيدها ويخرجها من التخلف.
نشكرك أستاذ إسماعيل علالي على هذا المقال الرصين،لقد اعترف الفرب بعالمية اللغة العربية لذلك لم يعد هناك عذر لمن يدعي قصورها او أي شيؤ من هذا القبيل.
عانت الضاد وماتزال من تكلاب أذناب الاستعمار وتحقيرهم لها واتهامها بالقصور،إلا أن بوادر العودة أتية،خاصة بعد ان اعترفت اليونسكو بعالمية اللغة العربية وغناها ودروها في بناء الحضارة الإنسانية.
مقال في الصميم بارك الله في علمك أستاذ إسماعيل علالي وكثر الله من أمثالك من المدافعين والغيورين عن لغة الدين