لقد طلب من بنكيران أن يبين الفساد ولونه فلما فعل لم يقل له الآن جئت بالحق؟
لقد طلب من بنكيران أن يبين الفساد ولونه فلما فعل لم يقل له الآن جئت بالحق؟
محمد شركي
لقد سمى الله عز وجل أطول سورة في القرآن الكريم باسم البقرة إشارة إلى عقدة من عقد بني إسرائيل ، وهي على غرار العقد المقتبسة من الأساطير ،و التي اتخذت مرجعيات لنظريات تحلل النفس البشرية وما فيها من عيوب غير أن عقدة البقرة حقيقة وليست أسطورة كعقدة أوديب وإلكترا وما شابه . وعقدة البقرة تتعلق بالادراء وهو اتخاذ الدريئة،وهي ما يتستر به لغرض الخديعة تماما كما يفعل الصائد ليخدع الصيد ،حيث قتل بنو إسرائيل نفسا وتستروا على جريمتهم باتخاذ دريئة،فكشف الله أمرهم عن طريق معجزة البقرة التي ضرب المقتول ببعضها فأنطقه الله عز وجل بما تستر عنه القتلة. ولما كان القتلة على يقين من أن الله عز وجل كاشف دريئتهم لا محالة تظاهروا بجهلهم بالبقرة فطلبوا من نبيهم أن يدعو الله ليبين لهم ما هي وما لونها . وكلما بين لهم ما يميزها عن غيرها زاد تظاهرهم بجهلها حتى اضطروا إلى معرفتها حين اكتمل وصفها فقالوا حينئذ : « الآن جئت بالحق « . فحال المتخصصين في انتقاد بنكيران وحكومته شبيه بحال قوم موسى حيث قال لهم بنكيران إني محارب مفسدة قالوا أ تتخذونا هزءا قال أعوذ بالله أن أكون من الهازئين ،قالوا بين لنا أين هي قال إنها مفسدة لا ظاهرة ولا مضمرة عوان بين ذلك ، قالوا بين لنا ما لونها قال إنها واضحة لا غبار عليها تسوء الناظرين قالوا إن المفاسد تشابهت علينا وإن شاء الله لمهتدون قال إنها مفسدة لا تبقي ولا تذر معيبة لا شية في عيبها . وإذا كان قوم موسى بالرغم من دريئتهم قد قالوا له في آخر المطاف : الآن جئت بالحق ، فإن قوم بنكيران بالرغم من انجلاء أمر المفسدة لا زالوا متشبثين بدريئتهم يتظاهرون بجهل مفسدتهم . فقلد طالب قوم بنكيران بالكشف عن مفسدة المقالع فلما بينها واستبانت كما استبانت بقرة موسى قالوا له هذا لا يكفي .ولقد مرت بهذا الوطن حكومات متعددة كلها عاينت وعايشت بل تورطت في المفاسد فلم يفكر أحد في يوم من الأيام أن يكشف مجرد الكشف عن لوائح بأسماء المفسدين .
ولما جاء دور حكومة ذات مرجعية إسلامية ألزمت بأن تفعل ما لم تفعله الحكومات التي سبقتها ، إذ عليها أن تكشف الفساد ، فإن قالت إنه وبال عظيم حربه لا تبقي زرعا ولا ضرعا، قالوا ما بال المفسدين صاورا عفاريت وتماسيح يقال لهم عفى الله عما سلف . ولما كشف عن أسماء بعض العفاريت والتماسيح قيل لها هذا لا يكفي ، ولم يعترف لها أحد حتى بالجرأة في الكشف عما لم يكن أحد من قبل يجرؤ على الكشف عنه .ومنتقدو حكومة بنكيران لما رأوا لوائح المفسدين تنشر منعهم عنادهم حتى من مجرد القول : « الآن جئت بالحق » كما قالها أهل العناد من قوم موسى . ولهذا تعتبر عقدة المفسدة عند منتقدي حكومة بنكيران أعقد من عقدة البقرة عند بني إسرائيل . وما بقي إلا أن يخرج الله عز وجل ما تخفي نوايا وطوايا هؤلاء المنتقدين الذين لا تعنيهم المفاسد في حد ذاتها لأنهم جزء منها ، وقد طبعوا معها لعقود وتطبعوا عليها وعلى السكوت عليها سكوت الرضا والتورط ، وإنما يعنيهم وصول حزب محسوب على الإسلام إلى مراكز صنع القرار، وهم أصحاب أحزاب فيها العتيد وفيها المطبوخ الذي طبخ ليغطي سوءة العتيد الذي لم يحقق في فترات توليه زمام الأمور لهذا الوطن خيرا، بل كان عونا للمفسدين على المفاسد بشكل أو بآخر كما أنه كان مصدر الفساد . ولن تقف عقدة المفسدة في وطننا عند هذا الحد ، ولن ينفع بنكيران وحكومته وصفها أو وصف لونها لأنها ستظل عند البعض متشابهة عليهم ولن يهتدوا إن شاء الله تعالى أبدا. ولو علم الله فيهم خيرا لهداهم . وأقسم برب موسى وهارون وبرب محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أن الذين يطالبون بنكيران بالكشف عن المفاسد والمفسدين يعرفونها جيدا كما يعرفون أبناءهم ،ولن تفيدهم بيانات الكشف التي يطالبون بها ،ولكنهم يتشبثون بدريئتهم وحسب المتشبثين بالدريئة أنهم يضمرون الخديعة. فهم يريدون تصيد بنكيران وحكومته عن طريق شراك الخديعة والمكر ، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله. ولن يكون مصير أصحاب عقدة المفسدة أقل من مصير أصحاب عقدة البقرة.
2 Comments
bien dit, ya tt un compertement special pour la pjd en general !!
يجب على السلطة الرابعة أن تقوم بواجبها في دعم الإصلاحات الجذرية والحقيقية التي تقوم بها حكومة بن كيران. أبواق الفساد يريدون نسف هذه الإصلاحات وإجهاضها أي « الصابوطاج » بالإضرابات والأكاذيب والتشويه. بن كيران لم يخلف وعده وهو يتقدم وفق الإمكانات المتاحة ولكن بخطى ثابتة ويعطي المثال من نفسه في ترشيد نفقات التسيير. الشعب معه وإعلام الدولة والحرس القديم يحاربه. إنها مهمة صعبة أما الانسحاب والركون للمعارضة فهي سهلة ومريحة وتحقق شعبية أكبر..لا بد لإخواننا في العدل والإحسان أن يلتزموا الحياد على الأقل إذا رفضوا دعم بن كيران. لا تكونوا سندا لأزولاي الذي طالب بفصل الدين عن الدولة لأنه شعر بالتغيير العميق القادم.