استقواء طاغية سوريا بدعم الأنظمة الظالمة يشجعه على التمادي في الإجرام
استقواء طاغية سوريا بدعم الأنظمة الظالمة يشجعه على التمادي في الإجرام
محمد شركي
لما كان طاغية سوريا لا يعرف شيئا اسمه الحياء ،فإنه صرح يوم أمس لإعلام أسياده الروس ،وبإيعاز منهم أن نهايته ستكلف العالم ما لا يملك أو كما جاء في تعبيره المتنطع والمخزي في نفس الوقت . ومع أن الجبان لا يستطيع أن يغادر جحره بسبب ضراوة المقاومة المسلحة التي باتت تقصف حتى مقر إقامته الحصين ، وتسيطر على نقط استراتيجية في طول سوريا وعرضها ، فإنه على طريقة الحكام الفاسدين من قبله لا زال يتنطع ، و يخادع نفسه ، ويحلم بالنجاة من مصير الطغاة المخزي الذي لا مفر منه . ولقد سبق للطغاة من قبله أن قالوا مثل قوله وتشابهت أقوالهم ، ولم تغن عنهم شيئا يوم وقوعهم في الفخ وهو يوم مشهود. وطاغية سوريا ما كان ليفوه بهذا الكلام لولا أنه يجد في موقف أنظمة ظالمة متسلطة على شعوبها ،ومنافسة لأنظمة أخرى لا تقل عنها ظلما واستبدادا في العالم بسبب مصالح مادية مكشوفة ، وتعد معرة . فتصريح الرئيس الديكتاتور الروسي بوتن الأخير تعليقا عن فوز الرئيس الأمريكي يدل على محاولة استعادة الروس لطغيانهم من جديد بعد انهيار امبراطوريتهم الشيوعية ، حيث تحدث عن رغبته في ندية مقابلة لندية زعيم حلف الناتو ، وهو ما يعني أنه يريد نصيبه من الكعكة في منطقة الشرق الأوسط الذي كان دائما سبب صراع الأنظمة الطامعة في خيراته .
فالروس يعرقلون كل تعجيل بسقوط طاغية سوريا قبل أن يحصلوا على نصيبهم من الامتيازات في المنطقة ، لهذا يرى هذا الطاغية أن العالم لا يملك ثمن سقوطه ونهايته كما يوحي له بذلك الروس ، وكما يوحي له رافضة إيران الذين يعتبر سقوطه بالنسبة إليهم بداية خرابهم وهلاكهم المحقق . ولا زال الشعب السوري يدفع يوميا ثمنا باهظا قوامه الأرواح البريئة والدماء الطاهرة والدمار الشامل حيث لم يعرف العالم مواجهة نظام لشعبه بسلاح الجو إلا في ليبيا وسوريا ، لأن هذا الأسلوب هو أسلوب الكيان الصهيوني مع الشعب الفلسطيني . ولئن كان هذا الأسلوب منتظرا من عدو كالعدو الصهيوني ، فإنه مستغرب من أنظمة عربية ضد شعوبها. ولقد تأكد في عالم اليوم كما عبرت عن ذلك عدة مرات تدني وانحطاط قيمه الأخلاقية أمام مصالحه المادية حيث سيسجل التاريخ أن العالم المسوق لشعارات طويلة عريضة مثل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة ….إلخ إنما هو عالم لصوص ومجرمين وقراصنة وسماسرة لئام يستفيدون من مصائب الشعوب ، ويرتزقون بدمائها وأرواحها مقابل مصالحهم . والشعب السوري لم يرفع كشعار : » يا الله ما لنا غيرك » اعتباطا ، وإنما كان يعلم علم اليقين أن أفراده كالأيتام في مؤدبة اللئام كما قال القائد المسلم طارق بن زياد رحمه الله . وإذا كان طاغية سوريا يرى أن كلفة سقوطه فوق ما يطيق العالم ، فهو محق لأن العالم الذي يقصده هو عالم المصالح المكشوفة وليس عالم القيم الأخلاقية والمبادىء الإنسانية. وعالم المصالح لا يعنيه سوى الحرص عليها والخوف من ضياعها وخسارتها ، ولكن الطاغية نسي أن الشعب السوري يملك هذه الكلفة وقد قدم منها الشيء الكثير ولا زال يقدم منها يوميا ، ولا توجد كلفة أغلى من أرواح ودماء الشعب الذي سينتصر رغم أنف الطاغية ورغم أنوف الذين يؤيدونه من المجرمين ، ورغم أنف المتفرجين من أصحاب المصالح المكشوفة الذين لم يترددوا بالأمس القريب في غزو بلاد غيرهم من أجل مصالحهم . والشعب السوري الثائر والصامد سيحصل له شرف إزاحة طاغيته باعتماده على الله عز وجل ، وباعتماده على ثورته المباركة حتى لا يمن عليه أحد بشيء بعد انتصاره ، ولا تفرض عليه وصاية من أحد ، ويكون الإسوة الحسنة لكل الشعوب المضطهدة التي تريد التحرر من الاضطهاد والظلم والاستبداد .
إن الشعب السوري بقيمه الأخلاقية العالية يملك كلفة إسقاط النظام المستبد والمتنطع ، وهي كلفة لا يملكها عالم بقيم أخلاقية منحطة منقسم إلى مجرمين يمدون الطاغية بالمساعدة والدعم ، ومجرمين يتفرجون عليه، وهو يعيث في سوريا فسادا ، ولا يزيد إمدادهم للعشب السوري عن عقد لقاءات ما يسمى أصدقاء الشعب السوري من أجل مناقشة كيف يمكن توحيد شعب يعارض نظاما مستبدا مع أن أكبر دليل على وحدة هذا الشعب هو صموده وثورته ضد النظام المستبد . فهل يعقل الحديث إعلاميا عما يسمى توحيد معارضة النظام السوري الفاسد والمستبد ،وهي موحدة بالفعل الملموس بحكم الواقع المعيش على الأرض ؟ ولا يخفى أن أصحاب دعاية توحيد المعارضة السورية إنما يريدون تسوية مطبوخة بين أصحاب المصالح من المجرمين الداعمين لنظام الطاغية ، والمجرمين المتفرجين على الشعب السوري ، وهو ما يعني محاولة إجهاض ثورة الشعب السوري واستغلالها واقتسام ثمرتها بأسلوب عالم تغيب فيه القيم الأخلاقية مقابل جشع المصالح المكشوفة . النصر للثورة السورية المباركة ، والخزي والعارللنظام المستبد ، ولمن يمده بالعون ويشاركه في جرائمه ضد الشعب البطل ، ولمن يتفرج عليه ، وينتظر ابتزاز ثورته وتضحياته ، ولله الأمر من قبل ومن بعد .
Aucun commentaire