الحوادث المشؤومة في الوطن السعيد
بقلم كريم ضرضور
يحتل المغرب المرتبة الأولى عربيا والسادسة عالميا فيما يخص حوادث السير ،والحوادث المشؤومة
التي نحتل فيها الصدارة لا حصر لها في هذا الوطن العزيز ،فجرائم القتل و النهب والاغتصاب وغيرها من الجرائم في تصاعد مستمر ،ورغم ذلك فكل شيء على ما يرام والسعادة هي السمة الغالبة كما يسوق
الاعلام الرسمي.احدعشر قتيلا هي الحصيلة اليومية لحوادث السير والجرحى بالمئات ،لكن رغم ذلك
فاعلامنا الرسمي يقدمها ارقام مجردة بعيدة كل البعد عن بعدها الانساني ، هكذا اضحى المواطن المغربي
مجرد رقم في عالم الحساب والاحصاء ليس الا، موته او حياته لاقيمة لها الا العد والحساب ،تذكروا معي
حادثة تيزي تيشكا قدمها الاعلام الرسمي في ارقام :42 قتيلا و25 جريحا وانتهى الكلام لتنطلق السهرات
والغناء والترويج لوهم كل شيء على ما يرام ،بينما ان حادثة من هذا الحجم لو وقعت في بلد يقدر دم ابناءه لقامت الدنيا و ما قعدت ولاستقال كل من له ادنى مسؤولية من قريب او بعيد ،شيء اخر اود ان اشير اليه الطريقة والبطء الذي سارت به عملية الاسعاف و الانقاذ ولكم ان تتصوروا لو كان في الحافلة سياح اجانب ،بالتأكيد كان سيكون لكل شيء مسار اخر لا للاعلام ولا لاسعاف.دعونا واسمحوا لي ان اتحول الى القلقلة المصاحبة لكل حادثة و ما يروج له الاعلام والمسؤولين عما يسمونه اجراءات
وتدابير وقوانين يرجى منها حقن نزيف الدم المغربي على الطرقات ،طبعا هذا كلام يكاد يصم اذان المغاربة منذ دخول اول عربة الى الوطن السعيد ،فما الذي تحقق على ارض الواقع الا الارتفاع
المهول في حوادث السير ،لقد تبين ان الحديث عن القانون والاجراءات الاخرى مجرد هراءلاطائل
من ورائه ،فالقضية ابعد من ذلك بكثير .الحوادث على الطرقات في هذا الوطن هي صورة من صور الفساد العديدة بل هي مرآة عاكسة للفساد المستشري في كل قطاع والا فالحوادث المشؤومة التي تعكس
الفساد عامة وشاملة وبادية في كل مكان من الوطن ،فالجريمة في اطراد مستمر والاتجار فالممنوعات لم يعد ممنوعا وقتل الناس في واضحة النهار لم يعد يثير احد ،بل ومن الاخبار التي تثير الفضول ليس الا ،ونهب اموال الناس لم يعد يهم احد ،واخبار اغتصاب القاصرين والكبار من الجنسين هي المادة
الدسمة للمنابر الاعلامية ،نعم هذا هو حجم الامن الذي ننعم به نحن المغاربة والمسؤولين عن سلامتنا
وامننا واعراضنا لا يبالون .
Aucun commentaire