Home»National»ألا تخفي فضيحة احتلال السكن الوظيفي فضائح أكبر وأشنع ؟؟؟

ألا تخفي فضيحة احتلال السكن الوظيفي فضائح أكبر وأشنع ؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

ألا تخفي  فضيحة احتلال السكن الوظيفي فضائح أكبر وأشنع ؟؟؟

 

محمد شركي

 

ما أقدمت عليه وزارة التربية الوطنية من فضح للمحتلين للسكن الوظيفي خطوة جريئة وغير مسبوقة لأن عدم فضح هؤلاء كان سببا في تماديهم في احتلال هذه المساكن المحرمة شرعا وعرفا . وهذه الفضيحة تدخل في إطار ما سماه القرآن الكريم  في سياق الحديث عن جريمة الزنى شهادة طائفة من المؤمنين إنزال العقوبة بالزناة. فالوزارة بفضحها شرذمة المفسدين ،وهم عاشر رهط بعد الرهط التسعة الوارد ذكرهم في القرآن الكريم وبئس الرهط  ،قد جعلت موظفيها في طول الوطن وعرضه  شهودا عليهم  ليحوزوا لعنة العباد في الدارين بما قدمت أيديهم إلى جانب لعنة الله  والملائكة . والسؤال الذي يفرض نفسه هو : ألا تخفي فضيحة احتلال السكن الوظيفي فضائح أكبر وأشنع ؟؟؟  فالذي سمح لنفسه باحتلال ما لا يحق له مع سبق إصرار لا  يمكن أن يتورع عن استباحة كل شيء لا حق له فيه . وما دامت الوزارة قد  فضحت ما كان مستورا ،فلن نتناول بالحديث إلا ما صار مفضوحا. فإذا كان المفضوحون فئات غير متجانسة ،بحيث نجد  ضمنهم من لا تتجاوز فضيحته احتلال السكن ، فإن فضائح البعض الآخر أكبر وأشنع باعتبار المهام التي كانوا يزاولونها ،وما كانت تسمح به من وصول إلى المال العام  بيسر وسهولة ، وفي غياب رقابة جادة وعتيدة مع خبرة كبيرة في كل فنون التحايل والاختلاس . فمن كانت مهمته تخول له أن يكون آمرا بالصرف بلغة الاقتصاد أو قريبا من الآمر بالصرف ، وهو الذي أقام على نفسه حجة الظلم من خلال احتلاله للسكن الوظيفي الذي لم يعد له فيه حق ، لا يمكن أن يؤتمن على ما كان طوع يده من مال عام .  ولقد دار حديث كثير في جهتنا الشرقية على سبيل المثال لا الحصر عن سكن وظيفي أحاطت به المكيفات من كل جهة ، وكانت هذه المكيفات الزائدة عن الحد مؤشرا على ما كان بداخله من أثاث  وتجهيزات، لأن السكن الذي يحتاج إلى عدد كبير من المكيفات لا بد أن يسع أثاثا في حجم زينة قارون وفرعون . ومعلوم أن من لم يوبخه ضميره بسبب احتلاله لمسكن لا يحق له حتى وبخته العدالة  بإنذار لا ضمير له أصلا ، ولا يستبعد ما راج عنه من اقتناء للأثاث والتجهيزات المحرمة لتزيين مسكنه  مما كانت تجهز به  الإدارة ، ومن نفس النوع والموديل . ولقد تحدث يومئذ أخبار عن شاحنات شحنت من هذا المتاع الشيء الكثيرعندما انتهت مهمة المسؤول الآمر بالصرف . ووددنا لو أن الوزارة فتحت تحقيقات جادة لمعرفة فضائح أكبر وأشنع من فضيحة احتلال السكن الوظيفي . وددنا لو اقتحمت الوزارة بعد إذن العدالة على كل من كان آمرا بالصرف من هؤلاء أو قريبا منه من الذين أقاموا على أنفسهم  بينة انعدام الضمير في احتلال السكن الوظيفي أو في اختلاسات حججها دامغة للكشف عن ممتلكاتهم ومقارنتها بمرتباتهم  ، وعن أثاثهم وتجهيزاتهم التي هي من سنخ ما كانت تجهز به الإدارة ، وعن  سياراتهم ، وعن وقودها  وحجم ما أنفق عليه ، وعن فواتير المياه  والكهرباء التي تصرف من المال العام  ، وعن بطاقات الهواتف الخلوية المحمولة  والقارة. ولو  فتحت الوزارة تحقيقات مع  أصحاب المطاعم التي كان يرتادوها هؤلاء، وقارنت ما استهلكوا مما لذ وطاب مع مرتباتهم لكشفت عن عجب عجاب . ولو راجعت إدارات الفنادق حيث كانوا يبتون في أنس مع بنات الهوى وربما غلمان الهوى أيضا لكشف بلاء عظيما . ولو راجعت علب الليل  والحانات والخمارات وأحصت ما استهلك المفسدون فيها من خمر لوجدت ما يعدل أمر الربيع خمرا . ولو راجعت ما دخنوا من سجائر لوجدت  ما يعدل غابة المعمورة دخانا . ولو راجعت أماكن بيع البذلات أو أماكن صنعها لكشفت عن رقم يتنكر له الخيال . ولو كشف النقاب عن الضحايا من الجنس اللطيف التابع للوزارة والذي كان يعامل معاملة ملك اليمين قهرا ويستغل للتسري لكانت الفضائح أبشع وأشنع . ولو تمت مراجعة فواتير ما كان يصرف على  نفقات الوزارة من طعام أو شراب على التكوينات وما يحسب على التكوينات زورا وبهتانا  لوجدت الوزارة أن الدجاجة الواحدة ربما عدلت بنت لبون في ثمنها  أو بقرة حلوب من النوع الألماني أو الهولندي ، وعدلت جرعة ماء معدني  ما يشربه الحجيج من ماء زمزم وما يحملونه معهم  بسعر النقل الجوي . ولو استنطقت عدادات السيارات التي كان يركبها هؤلاء المفسدون لجاوزت المسافة المقطوعة ما بين الأرض  وشقيقها المريخ ، ولما كانت الحاجة إلى مسبار يسبره لأن سيارات هؤلاء المفسدين سبقته إلى ذلك وهي فوق سطح الأرض، وقبل أن تطير في الفضاء.

 وأخيرا إذا كان وزير التربية الوطنية يريد توبة نصوحا تمحو زلته ،فعليه أن ينبش بجرأة في باقي الفضائح عدا فضيحة احتلال السكن الوظيفي ، وربما غفر الله تعالى ما كان منه من إساءة للعباد بسبب فضحه للفساد . .

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. محمد السباعي
    24/10/2012 at 21:38

    بارك الله في الأستاذ شركي، يميل مع الحق حيث مال. نريد من الوزارة تغييرا حقيقيا في كل المسؤولين المشبوهين. فلا يمكن التغيير بوجوه قديمة. ونريد من الصحافة مزيدا من الضغط حتى يقدم للعدالة كل من نهبوا ملايير البرنامج الاستعجالي

  2. المكي قاسمي
    25/10/2012 at 01:45

    اللعاب حميدة والرشام حميدة.هذا ما جال في ذهني لما اطلعت على خبرين شبه متزامنين. الأول أن العابدة،الوزيرة السابقة، توجد على رأس اللائحة »الخانزة » لمحتلي السكن الوظيفي بوزارة التربية الوطنية. الثاني هوأن ذات الهانم، والتي أشرفت على صرف جزء غير يسير من ميزانيات المخطط الاستعجالي، ستتكفل الآن بافتحاص طرق صرف ما أشرفت هي على صرفه، انطلاقا من موقعها كمستشارة لدى المجلس الأعلى للحسابات !! (وللي فهم شي حاجة يعلي صبعو). رسميا، السؤال حول المسألة/ اللغز يوجه للسيد ادريس جطو، لكن عمليا يبدو أن الزغبي ما بيدو حيلة. راه تما وكان.في جميع الأحوال، رجاؤنا هو أن يكون الأستاذ والفقيه احمد الريسوني قد أخطأ لما صرح مؤخرا لإحدى اليوميات المغربية بأن نافذين كبار في السلطة قد يكونوا منخرطين في الهجمة الشرسة والمسعورة التي نلحظها هذه الأيام ضد التوجه الحكومي المتمثل في محاربة الفساد.ولعل آخر نموذج لهذه الهجمة المدروسة هو ما واجهه السيد الرميد من استفزاز خبيث يروم إخراجه عن طوعه، خلال جلسة عامة لمجلس المستشارين. للعلم،فإن الشخص الذي تزعم تنفيذ مأمورية استفزاز وزير العدل هو المستشار الذي أكد السيد طارق السباعي، رئيس الهيئة الوطننية لحماية المال العام،بشأنه،خلال لقاء أجرته معه قناة نسمة التونسية، بأنه من أكبر المفسدين في البلد، وبأنه استحوذ على حوالي خمسة آلاف هكتار من أراضي الغرب الخصبة، مؤكدا أنه مستعد لتقديم الإثباتات على ما يقول.
    خوفي شخصيا أن يكون ما سمي بالاستثناء المغربي قد أصبح قاب قوسين

  3. غيور
    25/10/2012 at 12:47

    مافهمتش كيفاش بنعياد عاد شاد في مسكن الدولة. فينكم آ لوجادة؟ آ النقابات؟ آ الصحافة؟؟؟ وآخرون ذهبوا إلى الحج والعمرة دون أداء الأمانة إلى أهلها؟؟؟ لا حول ولا قوة إلا بالله. شعارهم « نترة من الحلوف ولا يمشي سالم ». كانوا فاضحينا بشعار الحكامة الجيدة!!!

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *