الأبعاد النفسية والتربوية للإنجاز التاريخي للمغامر النمساوي فيليكس
الأبعاد النفسية والتربوية للإنجاز التاريخي للمغامر النمساوي فيليكس
يوما بعد يوم تتجسد قدرة الإنسان على التحدي،هذا المخلوق العجيب الذي استودعه الله عجائب قدرته،،هي ذات القدرة التي ألهمته فبنى حضارة ،لعل من أهم عناوينها البارزة عجائب الدنيا السبع،ويكفي هنا ذكر أهرامات الجيزة بمصر العربية،فعندما تقف أمام هذه الأعجوبة من أعاجيب الزمان،تقف بحق على قدرة هذا الإنسان الذي استطاع قبل ستة آلاف سنة أن يفكر ويتحدى الطبيعة لينجز ذلك السبق التاريخي في زمانه ومكانه.وبفضل هذا الإنجازأصبحت مصر تتبوأ مكانة مرموقة على مستوى السياحة العالمية،وكل هذا كما قلنا بفضل قدرة الإنسان على الابتكار والابداع.إلا أن ابداعات الإنسان قد لاتكون لها دائما فوائد مباشرة على اقتصاد البلد وراحة المواطنين خاصة على مستوى التكنلوجيا التي سهلت الكثير من الأمور على الإنسان،فهناك فوائد أخرى قد لايلمسها الإنسان العادي الذي لايؤمن إلا بالنتيجة المباشرة والآنية على غرار المسائل الاقتصادية التي ذكرنا فيما سبق.والحديث عن هذا يجرنا إلى ما شهده العالم هذه الأيام والمتمثل في القفزة التي أنجزها المغامر النمساوي فيليكس على علو39 كلم ووصوله إلى اليابسة سالما،قد لايبدو هذا الإنجازفي ظاهره ذا أهمية كبرى،وقد يقول قائل :وماذا بعد؟وهذه أقوال ألفناها وشبعنا منها إلى حد التخمة،خاصة من الذين لايغوصون في تحليل الأشياء ويكتفون بالظاهر منها.ففي اعتقادي هذا إنجاز ذو أثر بالغ على الأجيال التي لازالت تعوزها القدرة على المغامرة والتحدي،كما أنها ذات أبعاد نفسية وتربوية والتي أرجو أن ينتبه إليها الممارسون التربويون ويحاولوا ترسيخها في نفوس الناشئة من ذلك:
1 ــ العزيمة وعدم التردد عند الإقدام على أي عمل يعود بالنفع على الفرد والمجتمع.
2 ــ الإيمان بالقدرة على التفوق.
3 ــ الأخذ بالأسباب قبل الشروع في أي عمل، من ذلك حسن الإعداد وأخذ جميع الاحتياطات الضرورية.
4 ــ توطين النفس البشرية على الشجاعة والابتعاد عن نزعة الخوف والتردد.
5 ــ الطموح وعدم الارتهان إلى الخمول ولعب دور المتفرج،خاصة عندما يلمس الإنسان من نفسه القدرة على تقديم إضافة ما لوطنه.
6 ــ التحلي بروح المبادرة والمبادأة.
كل هذه الأبعاد التي ذكرتها لخصها المغامر النمساوي فيليكس عندما قال وهو يلمس الأرض:(كلما ارتفع الإنسان إلى أعلى أحس كم هو صغير)هذه قولة من ذهب يجب أن تعلق على أبواب المدارس والمعاهد لأنها قولة باختصار تحرض الإنسان على التواضع وعدم الغرور والإحساس الدائم بأنه فوق كل ذي علم عليم.
Aucun commentaire