هل ذهب الزاكي ضحية جرأته ومواقفه الصلبة؟

طويت صفحة المدرب جيريس،وغادر الفريق الوطني غير مأسوف عليه،وأسدل بذلك الستار عن ربان المنتخب الجديد،والمتمثل في الإطار الوطني رشيد الطاوسي،هذا الأخير الذي راكم العديد من الالقاب على المستويين القاري والمحلي،ولعل هذا ما رجح كفته على حساب الإطار بادو الزاكي،بدون أن ندخل في حسابات أخرى والتي نتمنى ألا تكون قد ساهمت في إزاحة الزاكي عن تدريب النخبة الوطنية،خصوصا ونحن نعرف أن الزاكي هو رجل مزعج بالنسبة للذين لايجبذون العمل في إطار الوضوح والشفافية.

ولقد كنت أمني النفس بتعيين الزاكي على رأس النخبة الوطنية،لأنني أرى فيه رجل المرحلة،الذي يمكن أن يخرج المنتخب من هذه الهزة النفسية إن صح التعبير،ذلك أن الزاكي إنسان عملي وجدي ،كما أنه رجل بناء وفوق ذلك كله  يحظى بإجماع وطني، نظرا لماضيه المشرف لاعبا ومدربا.إلا أن الأهم بالنسبة لي ،وكذلك

 بالنسبة للشارع الرياضي، هو اختيار إطار وطني والذي لايقل كفاءة عن المدرب الأجنبي إضافة إلى كونه غير مكلف على المستوى المادي.

لذلك وجب أن يتوقف هذا اللغط حول من له الأحقية في قيادة المنتخب الوطني،صحيح أن الزاكي هو مطلب شعبي، نظرا كما قلت لماضيه المشرف مع المنتخب رغم عدم الحصول على ألقاب،ولكن يجب احترام رأي اللجنة التي أشرفت على اختيار المدرب الجديد،ولنتقبل الاختيار بروح رياضية،خاصة وأن اختيارها جاء على مدرب مشهود له بالكفاءة والصرامة،فالمهم بالنسبة لنا نحن المولعين بالرياضة ،هوألا يتم إلهاؤنا عن المشاكل الحقيقية التي تعاني منها الرياضة المغربية بجميع أنواعها،وهي مشاكل في اعتقادي ذات طابع تسييري محض، بمعنى أن العنصر البشري له اليد الطويلة في هذا الفشل الذريع،ذلك ان البنية التحتية موجودة والدعم المادي متوفر،إذن مكامن الخلل واضحة .

لقد نجح المتطفلون على الميدان الرياضي في تحويل أنظار محبي الرياضة على العموم وكرة القدم على الخصوص،عن المشاكل الحقيقية التي تتخبط فيها رياضتنا،واختزلوا ذلك في مشكلة المدرب،ظنا منهم أن الرأي العام مغفل ولا يعي حقيقة الأمور،لذلك نراهم في كل مرة يتهربون من تقديم فاتورة إخفاق سياساتهم الفاشلة،والتي لاتقل عن تقديم استقالتهم ،كما تفعل الأمم المتحضرة التي تحترم شعوبها ،أما وإن مسؤولينا عن الرياضة لايتورعون عن بيع الوهم للشعب، ولايتزحزحون قيد أنملة عن مناصبهم ،فأبشر بالهزيمة تلو الهزيمة،إلى أن يأتي ذلك اليوم الذي تسود فيه ثقافة المحاسبة .