ركبت على متن طاكسي فوجدتني أجلس بالقرب من السائق الشاب ، فسمعنا شابا يقول لم نرشيئا من بن كيران ، فوجدت السائق مسترسلا في الكلام ، المغاربة يكيلون بمكيالين ، لم يسبق لهم أن قدحوا ولا انتقدوا ولاأكثروا من الكلام على رئيس حكومة ممن مروا بنفس المنصب على علاتهم ، كما فعلوا مع هذا الرجل الذي لانشك في نزاهته وصدقه وبساطته فما ذنبه إذا كان الشعب هو الذي جاء به ؟؟ قلت يا أخي الناس يحبون الرجل ومن كثرة ما ينتظرون إنجازاته ويعولون على هذه التجربة ، هم يكثرون الكلام عليه ويتتبعون كلامه وتصريحاته وأعماله وهذه ظاهرة صحية لاعيب فيها . قال لي وقد اكتشفت أن كلامي لم يرقه : يا أخي إن بعض ما يقال من بعض الجهات دسم محشو بالسم ، وكأني بهم يسعون إلى إفشال التجربة وإلصاق الفشل بالسيد بن كيران وحكومته وبالتالي فشل من يقول باسم الله ولا أخشى إلا الله ويستدل بالقرآن ويصرح بقيمة راتبه ولانية له في امتلاك ثروة أو تجميعها ، وعلى الجميع كما صبروا على غيره ممن لم يكونوا يبوحون لنا بشيء ان يصبروا على الرجل وحكومته بل وأقترح إعانته عل بلدنا يستمر في الإصلاح والاستقرار والأمن فإننا أفضل من الدول التي قامت فيها ثورات وغيرت أنظمة ، وأنا أستمع له باهتمام وتركيز أخذت أحس أن لصاحبي مستوى معرفي لا يستهان به وأنه يتتبع مايجري في الساحة الوطنية والحق أقول : سررت بهذا النقاش وسعدت بهذا السائق أيما سعادة ، ففاجأني مسترسلا اعلم يا أخي أني موجز في الاجتماعيات ، منذ سنة 1995 واجتزت مباريات عديدة ولم يكتب لي ان ألتحق بوظيفة وكنا ضحية الزبونية والمحسوبية  والرشوة حتى جاء بن كيران ووعد المعطلين بقطع الطريق على المتورطين في هذا النوع من الفساد ، وأحسب هذا إنجازا كبيرا ، وأعاتب إخواني المعطلين على صب جام غضبهم على السيد رئيس الحكومة على الرغم من أنه ليس السبب في استمرار عطالتهم لحد الآن وإنما يجب محاكمة السابقين خاصة وأن الرجل وعد بإيجاد البديل في القطاع الخاص وفي التشغيل الذاتي . قلت له نتمنى أن ترسو السفينة في بر الأمان ويأخذ كل ذي حق حقه .

فقد طويت المسافة في لمح البصر ، ووصلت إلى وجهتي .