صيام الرياضيين في الأولمبياد دعاية حضارية للإسلام
يعتبر شهر رمضان المبارك وصيام الرياضيين في الأولمبياد من أهم القضايا التي أثارت جدلا وتداولا كبيرا في الأوساط الرياضية العالمية لتزامن هذا الشهر المبارك مع أولمبياد لندن2012، فالرياضيين الذين يمثلون الأمة الإسلامية يمثلون ضلعا رئيسيا من الأضلاع المشكلة للأولمبياد ولعل مازاد في هذه الضجة الإعلامية هو عدم توحد فتاوى المشايخ وعلماء الدين المسلمين حيث وقفوا مختلفين بين ضرورة الإفطار ووجوب الصيام.
والضريبة المنطقية بطبيعة الحال هم قضية الفتوى: الأولمبيين المسلمين، الذين أصبحوا في مفترق الطرق أمام هذا الأمر فأصبح الصوم أو الإفطار اختيارا وليس إجبارا بحسب قناعات وتفسيرات كل شخص وهذا لا ينطبق على دولة بعينها وإنما على كل الدول الإسلامية كقطر والإمارات ومصر والجزائر وتونس والأردن وليبيا وأندونيسيا ….ولعل ما يؤكد تضارب الآراء في الإفطار أو الصوم عند الرياضيين المغاربة ، هو صوم أولمبيي كرة القدم في مقابل إفطار رياضيي الملاكمة مثلا فتجد من يصوم يلح على أن الإمتثال لأوامر الله أسمى من العمل الرياضي والله خير المجزي ، أما من يفطر فيعلل ذلك كون الأولمبياد فرصة العمر وقد لا تتكرر وعلته كذلك أنه يفطر على ضوء رخص رخصها له بعض الفقهاء ..
هذا الجدل تجاوز حدود المجالس الفقهية ليصل أروقة الإتحادات الدولية، فهاهي الفيفا عبر لجنتها الطبية تطالعنا بخبر رائع مفاده أن الصوم لايؤثر سلبا على الرياضيين، بل بالعكس هو ينمي قدراتهم الروحية والعقلية ، باعتبار أن التركيز وهدوء الأعصاب أهم أسباب النجاح الرياضي …ولعل من تابع مقابلة المغرب والهندوراس يستنتج أن اللاعبين بعشرة لاعبين فقط سايروا النسق المرتفع والحوار البدني القوي مع المنتخب الهندوراسي إلى النهاية.. بل كانوا قاب قوسين أو أدنى من خطف الإنتصار في اللحظات الأخيرة فالمخزون البدني عندهم لم ينضب مع العلم أن الفريق الذي يلعب منقوصا في كرة القدم العصرية يكون مآله الخسارة بنسبة مئوية كبيرة…وبذلك فقد أدهشوا كل من علم أنهم لعبوا دون أن يشربوا ولو قطرة ماء في ذلك اليوم الاسكتلندي الطويل
إن ما يثلج القلب هو تداول دين الإسلام بمشتقاته الكثيرة في الأولمبياد ، وبذلك يكون المشاركين المسلمين قد قدموا رسالة حضارية عجزت الحكومات مجتمعة على تقديمها للعالم ، فخوف الرياضي المسلم من ربه يثير كل من لاخوف له باعتبار أن الخوف طبيعة إنسانية ،ولعل أكبر وسام وأسمى تاج ننتظره من هؤلاء الرياضيين هو الثبات على المبادئ والقناعات الراسخة لأن الأولمبياد هو أولا وقبل كل شئ حوار أمم و حضارات ، فصراحة نحس كمسلمين بالفخر والإعتزاز عند سماع رياضيات يتمسكن بالحجاب ورياضيين مسلمين لا يفقهون في لغة الضاد شيئا يتمسكون بالصوم أولا وأخيرا وقبل أي وسام شرف قد يكون وبالا على حامله..
شهر رمضان الكريم يعتبر منعطفا هاما في التاريخ الإسلامي المجيد فبإطلالة سريعة نكتشف أن أهم المنعطفات كانت في هذا الشهر المبارك كمعركة بدر وفتح مكة وفتح الأندلس والهند وفتح عمورية…ومن يدري قد يكون هذا الشهر المبارك فتحا آخر ، يشهد دخول الأجانب في دين الإسلام على غرار ما يقع كل سنة في المساجد المغربية ، فانبهار المشاهير بدين الله الحنيف مسألة معروفة حيث ان كبار المحترفين في الأندية العالمية لاعبين مسلمين يطبقون فريضة الصيام رغما عن أعداء الدين
1 Comment
كم كنا سعداء لو تفضل لاعبوا ألمبياد لندن 2012 بدعاية حضرية لشهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس. كم كنا سعداء لو تفضل أهل الإفتاء في مشارق الارض ومغاربها بحث المشاركين بهذه التظاهرة الرياضية والتشديد على الصيام لاظهار قوة المسلم عند الصيام لقد افتوا
.بالإفطار ونحن ندرك مسبقا الترتيب بسبورة المداليات. لقد حدد الله سبحانه وتعالى متى يمكن الإفطار في رمضان. ولم يذكر الحق سبحانه الألعاب رغم دكره السفر. لهذا أطلب التريت في مثل هذه الأفتاءات التي تكون مجانبة للصواب كما جاء في هذا النص الذي دكر المنظمون بأن الصيام لا يؤتر على المشاركين بل يعطيهم قوة وشحنة للمنافسة .وما أكثر المنافسين من المسلمين الذين لم يلتفتوا إلى الإفتاء بالإفطار في رمضان .وخير ما أختم به هذا التعليق قوله تعالى : *و أن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون *- سورة البقرة الآية 184 .وفق الله كل من يخدم هذا الدين والسلام عليكم