من فضل الله على هذه الأمة أن خصها بأيام وشهور، تتعرض فيها لنفحات ربها،فتجدد إيمانها وتكفرعن سيئاتها،وتتزود بتلك الشحنة الإيمانية التي تستعين بها على عبادة ربها حق عبادته.من ذلك الأشهر الحرم ويوم الجمعة ويوم عرفة.إلا أن شهر رمضان يتميز عن بقية الشهور،لما خصه الله عز وجل من ميزة لم يتميز بها شهرغيره،من ذلك نزول القرآن الكريم في ليلة من لياليه،والتي تعدل ألف شهر.

فكلما حل هذا الشهرالفضيل،إلا وتجلت أنواره الوضاءة،لتوقظ فينا الفطرة الربانية،فنتوجه صوب المساجد زرافات ووحدانا،لنستمع وننصت لقرآن ندي،فتخشع قلوبنا،وتنقشع أمامنا أبواب الهداية.

في كل يوم تنكشف أسرارك يا رمضان يا شهر القرآن،هدأت نفوسنا والله،وقلت خصوماتنا،ونقصت جرائمنا.

انتشرت الرحمة بين الأنام ،وساد الهدوء بين بني الإنسان ،وأغلب الناس ملتزمون بفرائض الصيام.

تحمل المسلمون الصيام في أيام قائظة،ولا من يشكو من عناء الصيام،حقا إنها بركات رمضان.

جمعت يا رمضان على موائد الرحمن خلقا فاق ذاك الذي جمعه المهرجان،تباهى المنظمون بأعدادهم في مهرجاناتهم ،وكانت منك الإجابة بالبينة والبرهان،فمن منكم يعرف كم ولج المسجد من إنسان؟

انتقد الغافلون بناء المساجد ،وقالوا: كفى من المساجد فالمساجد في كل مكان،وجاء الرد منك وها نحن نرى المساجد ضاقت بمحبي القرآن.