Home»National»كيف يمكن لوزارة التربية الوطنية تسديد الديون الخاصة بالتعويض عن التكوين وهي تماطل في تسديد مستحقات أوجب منه ؟؟؟

كيف يمكن لوزارة التربية الوطنية تسديد الديون الخاصة بالتعويض عن التكوين وهي تماطل في تسديد مستحقات أوجب منه ؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

كيف يمكن لوزارة التربية الوطنية تسديد الديون الخاصة بالتعويض عن التكوين وهي تماطل في تسديد مستحقات أوجب منه ؟؟؟

 

محمد شركي

 

شكر الله التفاتة اللأخ الفاضل الأستاذ رمضان مصباح الإدريسي التي تضمنها مقاله  الوازن :  » ديون تراكمت في ذمة وزارة التربية الوطنية منذ سبعينيات القرن الماضي « ، وهو مقال جاء استجابة لرغبة شريحة من موظفي الوزارة الذين أعياهم تسويف الوزارة بخصوص ما يضمنه القانون من تعويض عن التكوين  للموظفين الذين تخرجوا من مختلف مراكز التكوين . بالفعل وكما جاء في مقال الأستاذ الفاضل  حركت الوزارة راكد ديونها المتراكمة قبل سنتين أو أكثر، وهرع أصحاب الحقوق لإثبات ما في ذمة الوزارة من ديون  من خلال وثائق تثبت مختلف التكوينات التي خضعوا لها . وأذكر أنه يوم اشتد حماس الزملاء المفتشين الذين خضعوا لسنتين من التكوين في مركز تكوين المفتشين  لهذا التعويض  كنت أول المشككين في نية الوزارة بتسديد ما عليها  لموظفيها وذلك لقناعتي و لعلمي أن  وزارتنا بارعة في الاقتطاعات ، ولا يوجد مثلها تلكؤا في دفع المستحقات ، وقلت يومئذ للمتحمسين المصرين على جمع ملفات المفتشين عبر نقابتهم لإيصالها إلى الوزارة على الوزارة أن تعوضكم أولا عن الإطار قبل أن تعوضكم عن التكوين . وما أشبه حال الوزارة وهي تعوض المفتشين عن التكوين ، ولا تسدد مستحقات الإطار بحال الذي يحرص على النوافل  في حين يصر على تضييع الفرائض . والمفتشون لا زال مطلبهم الرئيس  هو حقهم في التعويض عن الإطار ، وهو حق  تتعمد الوزارة التنكر له والتسويف ، وقد تعاقب عليها  وزراء دون أن  يكون منهم  من يقر للمفتشين بهذا الحق  الذي يتمتع به المفتشون في قطاعات عمومية أخرى. وإذا كان الأستاذ رمضان مصباح  يتوقع من الوزير الحالي شيئا بخصوص ما في ذمة الوزارة لموظفيها من ديون متعلقة بحقهم في التعويض عن التكوين ، فأنا أطمئنه  بأن ما يظهره الوزير الحالي  من شطارة لا تعدو مجرد عادة اكتسبها من ثقافة جامع الفنا  الفلكلورية ، ذلك أن الذي يمر بهذه الساحة  ينسى أثناء مروره بها الواقع المعيش ، لأنها ساحة فوق الواقع ، ولأن من فيها اختار ممارسة الخيال والتحليق في أجوائه بعيدا عن واقع لا مكان فيه للخيال . فخريج ثقافة جامع الفنا لن يتحرك ضميره للتفكير في تسديد  ما بذمة الوزارة من ديون مستحقة لموظفيها ،بل هو مشغول بالأجواء الملحمية التي تسببها ثقافة جامع الفنا له ،  لهذا فهو مشغول بالتهديد والوعيد  والويل والثبور وعواقب الأمور .  وهو يحاول أن  يجعل  الأساطير التي تروى في جامع الفنا  حقيقة بتقمصه للشخصيات الأسطورية  من ملوك وعظماء وجبابرة ، والذين كانوا يغنون الناس ما يغني الله عز وجل ،  ويفقرون ويقتلون ويحيون على طريقة النمرود المعاصر لسيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام ، والذي زعم أنه يملك الموت والحياة ولكنه بهت عندما أمر بتغيير مسار الشمس من المغرب إلى المشرق عكس ما يسيرها خالقها سبحانه  . فحال  وزير التربية خريج ثقافة جامع الفنا  السحرية الأسطورية كحال عظماء الأساطير يخيل إليه وهو تحت تأثير ثقافته أنه فوق الواقع ، وأنه يملك أن يذل ويعز من يشاء ويعزل وينصب من يشاء دون أن  يتنبه إلى أن قطار المغرب قد بلغ بفعل وقود 20 فبراير محطة اسمها مغرب المؤسسات ودولة الحق والقانون . ولا زال  الوزير المتشبع بثقافة أجواء أساطير ألف ليلة وليلة يفكر في خلق خطوط خضراء أوحمراء لتلقي شكايات المجتمع المدني  ضد موظفي الوزارة من أجل  ممارسة سلطته الأسطورية عليهم . و لا زال  تحت تأثير الأخيلة والأوهام  حيث أثبت أنه يستطيع  إماتة  بيداغوجيا الإدماج ، وإماتة مؤسسات التميز ، ولا شك أنه  سيبهت عندما  يطلب منه البديل عنهما  كما بهت النمرود في حضرة الخليل عليه السلام . وسيعزل نواب ومديري الأكاديميات الحاليين  ليعوضهم بمناضلي حزبه ونقابته  كما فعل الذين من قبله ، فجروا على الوزارة الوبال بسبب زبونيتهم المنتنة التي زكمت رائحتها الأنوف إذ لا يكاد مناضل من مناضلي الوزير الذي تبتلى به  وزارة التربية الوطنية  أو حتى مغير لجلده الحزبي  يتشفع بانتمائه  لحزب الوزيرسواء صح هذا الانتماء أم كان مزيفا حتى  تستباح له النيابة والأكاديمية يتبوأ منها حيث يشاء ، وسرعان ما يغوص في جيوب الوزارة  لأكل السحت  و ما حرم الله عز وجل  ، ويصير خبيرا في اللف والدوران ، وتبرير النفقات والصفقات معتقدا بغيره البلادة ومستأثرا بالشطارة ولو صدق مع نفسه لرضي بما دون أذني حمار عوض  ربطة عنق موجه رأسها نحو فرجه للدلالة على أنه يفكر بفرجه أكثر مما يفكر بعقله ،ومع ذلك لا زال الوزير الأسطوري يصنف الناس حسب ربطة العنق  ، وقد أقسم بعض العقلاء  الأكياس ألا يربطوا بها أعناقهم  بعد اليوم  لما صارت مؤشرا معتمدا لتصنيف الرجال ، وربما  دخلت ضمن علم الجرح والتعديل ، وعاد فضل ذلك على وزير ثقافة جامع الفنا . وأنا على يقين من أن الوزارة لن  تستطيع حتى  توفير دورات المياه للعديد من  المؤسسات التربوية ، ولن تستطيع التخلص من البنيات التحتية المنهارة لكثير منها  ، ولن تستطيع أن توفر للمتعلمين ما هم في أمس الحاجة إليه  من نقل  وأكل في المناطق المنكوبة بله تسدد لموظفيها ما عليها من ديون هي مدينة بها لهم وقد هلك منهم من هلك وتقاعد من تقاعد ، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا . وأعتقد أن الوزارة ربما حذت حذو الدول الغربية شمال ضفة البحر المتوسط   بإعلان التقشف  والتراجع حتى عن القليل الذي أسكتت به  موظفيها  بدعوى الأزمة الاقتصادية العالمية ، وربما ازدادت فاقتها ، ففكرت في تسريح موظفيها بعدما كانت تتعاقد مع المتعاقدين لسد عجزها في الموارد البشرية . وأعتقد أن  تعويضات موظفي الوزارة المتعلقة بالتكوين في المراكز ستظل ضمن أحاجي  الحكواتي  في ساحة جامع الفنا  على غرار حكايات الوهم والخيال التي تنتهي النهاية السعيدة  حيث يختم الحكواتي حكايته بقوله :  » وهكذا يا كرام  تفضل الوزير ذو الرأي الرشيد بتسديد  ما في ذمة الوزارة من مستحقات للموظفين الأموات منهم والأحياء حتى أن الأموات منهم عادت إليه أرواحهم وشوهدوا في طوابير أمام   شبابيك الأبناك و البريد والقباضات لاستلام أرزاقهم وهم يثنون على معالي الوزير  بما هو أهل له ، ويسلمون  مستحقاتهم المتأخرة إلى ورثتهم ليعدوا مطمئنين إلى قبورهم  وقد رضيت نفوسهم  بهبات معالي الوزير وهي هبات أرقهم الحرمان منها  وهم تحت الثرى  لعقود طويلة . أما الأحياء المتقاعدون منهم فبمجرد استلام مستحقاتهم عادوا إلى عز شبابهم وربما فكروا في تغيير الزوجات اللواتي انقضت صلاحيتهن والمركبات  والمنازل ، كما فكروا في تحقيق كل حلم حرموا منه من سبعينيات القرن الماضي «   وبعد ذلك تذهب أحجية الحكواتي مع وادي الخيال  والأسطورة ، ويبقى هو  مع الأجواد في  الواقع  يجمع ثمن رغيف خبز يدفع به جوع يومه . فالمؤكد يا أستاذ  رمضان  أن ديون الوزارة ستزداد تراكما في  سبعينيات القرن القادم  ، وسيلقى وزراء التربية الوطنية  ربهم وعليهم أوزار الفرعون والهامان والقارون  وساء أولئك رفيقا .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *