شقتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان
رمضان مصباح الإدريسي
لولا النساء لما كان للثروة من معنى
الملياردير أوناسيس
لأن أوجه صرف الثروة تنتهي كلها بنون النسوة ,وتعبق بشذاهن؛و هذا ما عناه الشاعر العربي القديم حينما قال:
كتب الحرب والقتال علينا وللغانيات جر الذيول
ولعل زواج أناسيس بجاكلين كنيدي –سيدة أميريكا الأولى ,ذات رئاسة وأدتها المأساة- كان بحثا منه ؛وقد طاولت ثروته شواهق الجبال ,عن أنثى,بدم أزرق, ذات شراهة كبيرة لصرف المال ؛حتى يقنع نفسه بأنه ليس مجرد آلة لعد المال وتنضيده حزما حزما؛ بل عاشقا وعائلا لأنثى تعرف كيف تنطق
جبال الثروة شلالات وأنهارا؛ثم تتعرى,كآلهة إغريقية, لترتمي ,جذلى, في نعيم لا يفنى.
وقبلها قام قصر الزهراء الراحلة ,وتاج محل شاهدين على عشق الأنثى ؛حينما يبدو,للعاشق, المبرر الوحيد للفناء » الصوفي » في حب الجاه ومرادفه المال.
.
أما المعتمد بن عباد ؛الذي تصيده الضرغام المرابطي ,ذو العظم القاسي والجلباب الخشن ؛فقد استكمل
في شعره – وهو أسير بأغمات,عاصب البطن مرمل- حياة نعيم ولى ,وكأنه حلم أو خلسة مختلس.
نعيم مؤنث دائما؛انتهى بأقدام ناعمة ,إلى أن تطأ التراب ,طينا, بعد أن لم تكن تطأ غير المسك والكافور.
ترى بناتك في الأطمار جائعة يغزلن للناس ولا يملكن قطميرا
من الفساد إلى المفسدة:
ان الثروة كلمة مؤنثة ؛و اللغويون يقفون عند حد الأوزان ويجرونها على المماثل ؛ولا يقدمون ما يبرر التأنيث والتذكير ,ربما لأن التقعيد متأخر عن اللغة .
هي مؤنثة – في تحليلي المنفلت هذا- لأن الأنثى هي المبتدأ والخبر فيها: لا داعي لكسب المال اذا لم يكن لإعالة أنثى ؛بدءا من « خبز وزيتون يلا جعنا »؛ ووصولا الى كل شلالات الجبال اليونانية هدية للقادمة من البيت الأبيض..
وهي ,في الحقيقة, من قصص الأدغال الموغلة في القدم ؛اذ كان الرجل القوي هو الذي يحوز أنثاه ,ويتخذ لها مرقدا وظلا ؛ويكفيها عناء البحث عن غذائها .
وليتمتع أكبر قدر من الوقت بحياته الزوجية كان عليه أن يجمع كميات كبيرة من الغذاء حتى لا يغادر كل يوم. هكذا ابتدأ كل شيء .
وهكذا سيظل : الأنثى هي الأصل.
ومن هنا أرى أن ما يقع من فساد ؛من المسؤولين الكبار والصغار ؛حينما يختلون بمسؤولياتهم, في مكاتبهم ,ليس من إبداعهم دائما؛بل تحضر فيه الأنثى, محرضة ؛زوجة أو عشيقة.
ومن الصدف السعيدة بالنسبة لطرحي هذا أن تكون المسؤولية كلمة مؤنثة بدورها.
هذا لا ينفي كون الإصلاح,أيضا, يأتي منهن؛ محذرات ومبصرات على قدر حبهن لأزواجهن ,وحرصهن على نظافة أياديهم.
وما دامت الأمور هكذا تغدو كلمة « مفسدة » في أمور الشأن العام ,أقوى دلالة من كلمة »الفساد »
لعل الفساد يقع من الواحد والمفسدة من الاثنين ؛ومن هنا ستظل المفسدة ولادة.
كان على الفبرايريين أن ينتبهوا إلى هذا أيضا ,ويطالبوا بإسقاط المفسدة أيضا.
معيار جديد لاختيار المسؤولين:
لم تعد مقولة « الرجل المناسب في المكان المناسب » تفي بالغرض ؛ما دام المناسب ,أي المقتدر ,يظل بحاجة الى من يحصن مقدراته ,وينميها ويوجهها صوب تحمل المسؤولية بالكيفية المطلوبة .
أصححها كالآتي: » الرجل المناسب ,ذو الزوجة المناسبة,في المكان المناسب ».
وعليه فلنختار وزيرا ,مثلا, علينا بعد استكمال تعبئة خانات الكفاءة أن نيمم صوب أم الأولاد- مع أمل أن تكون الوحيدة في حياة زوجها- لنعجم عيدانها, حتى نعرف هل ستكون قوة داعمة له في إخلاصه لواجبه أم قنبلة موقوتة في جيبه قد تودي به –بشرهها- في كل حين.
لو أصدقنا الخبر المسؤولون السابقون, الموجودون حاليا وراء القضبان ,في انتظار بث القضاء في التهم الموجهة إليهم ,لتحدثوا عن مفسداتهم أكثر من فسادهم.أي عن شريكاتهم في الفساد ؛ولعلهم سيستعيدون لحظة تقطيب الزوجة ,وفلبها ظهر المجن لزوجها ؛وهي تخبره بكيت وكيت من هدايا ,ونعيم تسبح فيه عارية فلانة زوجة فلان .وعن أبناء فلان الذين يفطرون في كندا ويتعشون في جبال الألب.
وعن شقة الشانزيليزي التي لم تعد تكفي للا فلانة ؛وهي على أهبة الانقضاض على زوجها ليعززها بأخرى في ما نهاتن.
لماذا العجب ألم يكن نا بوليون ,وهو يستجيب لنزوة إحدى عشيقاته,يحرك فيالق الجيش ,ويشعل النيران لتتفرج هي حتى على القتال العسكري؛ بعد أن قاتلها الإمبراطور,طول الليل, في الفراش.
ولماذا نذهب بعيدا وقد أصدرت ليلى الطرابلسي سيرتها الذاتية قبل زوجها زين العابدين. لماذا تنتظر أن يصدر هو مذكراته ؟ألم تكن هي الحاكمة في قصر قرطاج؟
منذ سنين عديدة حدثنى عون أمي, كان مكلفا بالحراسة بباب وزير في حي السويسي عن كون الوزير الحقيقي ليس هو فلان المعروف بل أحيانا زوجته , وأحيانا بناته وأبناؤه.
لما طلبت التوضيح قال لي: « هو مسكين داخل خارج عيان » قد ينام من العياء ببذلته الرسمية أما هم
فيستفيدون فعلا من نعيم الوزارة . »ايوا شكون الوزير »؟
كان لهذا العون فهم خاص للدولة ,وحتى للاقتصاد؛فحينما تم تأسيس دار السكة بسلا قال لي :الآن ستنتهي كل مشاكل المغرب المالية؛وسينتهي الفقر.قلت كيف؟ أجاب سيطبعون ما شاؤوا من المال » الكاغط موجود ».
والى أن يقول القضاء كلمته في رجال « تحت الخيانة » ستظل الشريكات بمنآى عن المساءلة ما دام الشاعر قد قال : كتب الحرب والقتال علينا.
وما دامت شبكة المؤهلات, لتقلد المناصب السامية, لا تفسح لهن حيزا.
ولعل الفرنسيين يعنون هذا حينما يقولون: » زوجة الجنرال هي جنرال الجنرال ».
شقتان باريزيتان تعبقان بالياسمين:
كم كانت صادقة السيدة لطيفة بناني السميرس ,البرلمانية المحنكة ,وهي تسمي وزيرة الصحة,السابقة, ياسمينة بادو ب »زهرة الحكومة ».
انها تسمية رومانسية لا شأن لها بالسياسة وأداء الوزيرة؛وبحكاية اللقاحات.
حتى الصحافة تحدثت كثيرا عن أناقة الأنثى قبل أن تتحدث عن أداء الوزيرة.
وما دامت الأمور بالخواتم فان آخر ما سمعناه من الوزيرة هو حديثها عن « ليلة المانطة » أو الليلة البيضاء الباردة التي قضتها في الصف بباب ولاية البيضاء ,لتضمن تصدر الميزان في لا ئحة الرموز الحزبية. تحدثت عن معاناتها كمرشحة عادية ؛رغم كونها وزيرة .
ثم تحدثت عن كونها من عائلة ليست من ذوات الثراء .
ثم قيل بأن ياسمينة زغردت في حملاتها كما تزغرد سائر المغربيات. لا ضرر ولا عيب في هذا ؛ما دام حتى بنكيران يهز عطفيه اليوم في البرلمان؛ ولم تعد تنقصه غير عصا الرئيس السوداني عمر البشير.
واليوم نسمع عن شقتين باريزيتين بمليارين ؛لعل اقتناءهما كان دفعة واحدة وبشيك واحد.
هذا يخالف ما يدفع به السيد رئيس الحكومة ,من كون راتب الوزير لا يمكن من امتلاك السكن الا بعد توفير مناضل.
هل فهمتم شيئا؟
انسجاما مع تحليلي يجب أن أبحث عن الأنثى ؛لكن في حالة ياسمينة فهي الأنثى الأنيقية والوزيرة ؛فمن فعلها؟
ولم نسيء الظن دائما؟ ألا يمكن لراتب وزيرين ألا يشتري عقارا حلالا في باريز؟
وعن أي راتب سنتحدث؟ هل الرسمي الذي تحدث عنه رئيس الحكومة أم « النوار » الذي أثاره البرلماني أفتاتي؟
يا مواطني وجدة ستي هل فهمتم شيئا؟
Ramdane3@gmail.com
Ramdane3.ahlablog.com
Aucun commentaire