Home»Correspondants»لن أقول وداعا  » رشيد نيني  » ولكن إلى لقاء قريب

لن أقول وداعا  » رشيد نيني  » ولكن إلى لقاء قريب

0
Shares
PinterestGoogle+

بقلم  /رشيد أبو نزار
في هذا الصمت الذي طال كثيرا  توقعت شيئا  مما جاء في مقالك الأخير  .. ورغم أنه الأخير -كما  قلت -إلا  أني  أحسست و كأني  اٌقرأ عمود شوف  تشوف و فيه  شيء  من  تلك البدايات ،  حين   كان يكتبه رشيد ابن  الشعب البسيط  ورشيد المثقف  والأديب والشاعر  الرصين  المفعم  باللغة  الشريفة  والبلاغة  الأدبية  والاستشهادات  الفكرية ؛  في قالب ابداعي ساخر مُرّ لا نستطيع بَلعه الا مغلفا بتلك اللغة  العذبة..ليس  ذلك  » رشيد » الذي  صنعوه  في  لحظات الانتشاء بالذات   و  نظرات الاستعلاء  حين  كنت  تكتب  من أجل  أن  ترضي  جهة على حساب  جهة في تكرار  ركيك وممل  لنفس التهم ونفس المفردات والختم بأن المساء  هي   الجريدة الأكثر مبيعا في  المغرب  وفي  الأخير اتفقت الجهتان أو كل  الجهات  من يدري   على أكل لحم المثقف  الرشيد  فيك  ورميك عظما كسيحا  لم يشفع لك حتى  عند أقرب الأقربين من نسب الكتابة .. هكذا قذفوا بك  إلى أول زنزانة  باردة  تعد الصراصير وتدوسها بقدميك  كما دست  من قبل أصدقاء صاروا في نظرك مجرد صراصير …وحدها مبادئ حقوق الانسان وحقوق التعبير  شفعت لك كإنسان ولك حق في التعبير؛ وليس كرشيد ولك حق في التشهير…عن ذلك القلم الذي  أردنا  أن  يبق  كما  كان لا  كما شُوّه بلعبة النار ، نستطيع  أن نعيد  قولة » تولستوي »  بشكل  آخر أنه  لا  يجب  أن   نكتب  إلا بقلم  متبرع   بدمه  وحبره  لفائدة  المستضعفين علما أنه  كلما  ازداد  تبرعه  ازداد  قوة  وصحة ونزاهة في  نظرهم وحينها لن  ينكروا تبرعه ولو دفعوا حياتهم ثمنا لحمايته  .. لكن    القلم  حين  خضع  لعملية   « الضوباج » وقع  ما  وقع..

  فمع  « الضوباج  » بدا  القلم  ظاهريا  أنه يزيد قوة  على  قوة  ويوما  بعد  يوم؛ تماما كهاو لرياضة كمال  الأجسام ، فكلما  ازداد   قوة  ظاهرية  وفتلا في العضلات وزهوا  واستكبارا  وانتفاخا فقد  كثيرا من أصالته  وحقيقته  الاولى.. و حين   دق  ناقوس  الخطر  أصبح من غير المحتمل    أن  يتركوك  حتى  تتغول  أكثر  و ينفلت « الريموت كونطرول »  من  بين أيديبهم …فحبسوك  وقطعو  عنك  كل  أنواع المنشطات بما  فيها الأكل  العادي والكتابة  العادية  والرياضة  العادية والهواء العادي  فانهار كل  شيء… حتى » مقالك الأخير   الذي  حاولت  أن تعيده  له  نضارته  الأولى  لم  تتفوق  فيه الى  ذلك  الحد  الكبير »  واستنجدت  بكبار الكتاب  والزعماء  من  « تولستوي » »  الى بريخت »  الى عبد الرحمن منيف  الى « جان جونيه »   الى المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  وحتى « أنا أخماتوفا » ….صحيح  أنه  في  مقالاتك الصحفية الإبداعية   الأولى  والتي  أسميها كذلك  لأنه  فعلا  كان  فيها  كثير من الفنية  والابداعية  التي تضاهي  كتابات الكبار – من  مقالات  محمود  درويش  ومقالات نزار قباني  على  صفحات مجلة  الوطن  العربي وكتابات عبد الرفيع الجواهري  ايام  الاتحاد  الاشتراكي  –  في جوانبها  النقدية والفنية  والانسانية والسياسية والهجومية والدفاعية …قلت  صحيح أنك كنت تستشهد  بمثل  هؤلاء العظماء  ولكنه كان استشهادا واحدا أو اثنين وفي  صميم  الحدث   وليس  استشهادات كثيرة   لمجرد  الاستشهادات  كما  فعلت  الآن  ……ولست  أدري  لماذا  أحس  أن  كل  الأقوال  والأسماء الثقيلة العيار   التي  جئت  بها  لتقول  شيئا  لم تعد تسعفك فيه لغتك  التي كنت فيها انت المُستشْهَدَ به ؛ أو  هي  الحالة  التي  أوصلوك اليها  حين  أصبح  القلم  في  يدك   جامحا  صعب  الترويض تماما  كالفارس  الذي   يغيب  عن  فرسه مدة من الزمن   فتأبى  أن  تطاوعه  كما  كانت  دوما.. وهنا  يتوقف  لكي  يسترجع   بطولاته   وحكاياته  مع  الفرس والفروسية ويستشهد  بمن عاصروه  أو  بمن  سبقوه … هذا  ما تلمسته  في  مقالتك   أو بلاغك  الأخير.

  لكني أحسست  بما  لم  تقله  أكثر بما  قلته.. واعذرني   إن  كنت  صريحا  وقاسيا معك  بعض  الشيء  أو أزيد  من تعميق  جراحك ؛ لأنك أنت  أيضا كنت  قاسيا  وعمقت  كثيرا  من  الجراح  يا  صديقي؛  وقدت  حربا قدرة بالنيابة ضد   العديد  من زملائك وضيقت عليهم  أرض   الكتابة  بما رحبت؛ فمنهم من هَجّرته  إلى  أمريكا  وكندا  ومنهم  من هجّرتهم  إلى  عالم الأنترنيت  كأنك  وحدك تريد أن  تبق   الأكثر قراءة  والأكثر مبيعا؛  والنتيجة  أنهم  وجدوا   متسعا أرحب  واستنشقوا  هواء  أنظف  وعادت  لهم  الحياة  ولازالو  على  قيد  الكتابة…  أما  أنت  فقد  تركوا  لك  الحبل طويلا  لكنه  التف والتف والتف  حتى خنقت به نفسك بنفسك حين  أعلنت توقفك عن  استنشاق اكسجينك الخاص…حتما بقاؤك  على  حالة  الجمود  هاته  لن  يطول  وسوف  تحاول أن  تخلق  ثقبا صغيرا  لكي تتنفس الكتابة   ولو  بينك  وبين  نفسك؛ وقد ترائى  لي  هذا  الثقب  في  جملتك الأخيرة « بانتظار أن تنفرج الأجواء لنلتقي مجددا فتصبح المحنة مجرد ذكرى لاستخلاص الدروس والعبر.  »   نعم  نحن  بانتظار  أن  تنفرج  الأجواء  وبانتظار استخلاص الدروس والعبر وبانتظار ذلك   الرشيد » نيني »  كما  عرفناه في البدايه وإن آلمتنا  هذه  النهاية…
فإلى لقاء قريب…

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *