النظام الجزائري يستخف بالربيع العربي ويتناسى أنه أول من أجهض هذا الربيع في العالم العربي
النظام الجزائري يستخف بالربيع العربي ويتناسى أنه أول من أجهض هذا الربيع في العالم العربي
محمد شركي
بالأمس عبرت الثورة الليبية عن غضبها من تصريح مسؤول جزائري عرض فيه بالربيع العربي معتبرا إياه وبالا على الأمة العربية وعلى الوطن العربي ، وهو تصريح بخس الليبيين وغيرهم من العرب ثوراتهم التي أطاحت بالأنظمة الفاسدة المستبدة . والغريب أن يتناسى هذا المسؤول الجزائري أن نظام العسكر الفاسد في الجزائر هو أول من أجهض الربيع في العالم العربي ،حيث كان الشعب الجزائري صاحب أعظم ثورة على الاحتلال الفرنسي السباق إلى هذا الربيع قبل كل الشعوب العربية إلا أن حراك الشعب الجزائري جاء في ظرف طغيان نظام جنرالات فرنسا الذين جنوا ثمرة جهاد ونضال الشعب الجزائري ، واختزلوا هذا الجهاد والنضال في حزب سيطر على كل شي ، وفرض على الشعب المسكين احتلالا من نوع جديد بعد الاحتلال الفرنسي ، وهو حزب ظل يرتزق بالثورة الجزائرية التي كلفت الشعب ملونا ونصف المليون من الضحايا . وصار حزب جبهة التحرير إلها في الجزائر قاهرا لإرادة الشعب حتى كانت انتفاضة هذا الشعب التي أفرزت أول تجربة ديمقراطية لم تشهد البلاد العربية ، ولا الغربية مثلها . ولما اختار الشعب الجزائري المسلم حزبا إسلاميا لتمثيل إرادته معبرا عن براءته من حزب جبهة التحرير الذي عاث في البلاد فساد استعمل هذا الحزب القوة العسكرية لإجهاض الربيع الجزائري بطريقة مكشوفة ، وغير مسبوقة في التاريخ . ولم يتحرك ضمير العالم المتشدق بالديمقراطية يومئذ لنصرة الشعب الجزائري الذي سلب منه حقه الديمقراطي لمجرد أنه اختار الإسلام منهجا لتدبير شؤونه . وكان تواطؤ الغرب خصوصا فرنسا والولايات المتحدة مع حزب جبهة التحرير ومع الجنرالات مكشوفا ضد إرادة شعب . وحدثت المذابح الرهيبة التي راح ضحيتها مئات الآلاف من الجزائريين . وكانت بداية البلطجية والشبيحة في الجزائر حيث كشف النقاب عن جرائم فظيعة ارتكبها الجيش الجزائري ، وألصقها بما كان يسميه الإرهاب الإسلامي . وكان الشعب الجزائري يعاين بأم عينه عربات الجيش المرتكب للفظائع ضده تعود إلى الثكنات العسكرية . وبعد استكمال إجهاض الربيع الجزائري من طرف النظام العسكري المستبد عمد هذا الأخير إلى مسرحيات انتخابية هزلية مثيرة للسخرية ، وظل العسكر يصوغ الدستور وفق هواه ومصالحه ليظل جاثما فوق صدر الشعب المسكين . ولما اندلعت الثورات العربية المباركة ضد الأنظمة الفاسدة كانت قوى الشعب الجزائري خائرة بعد إجهاض النظام لثورته ، ومصادرته لانتخاباته الديمقراطية ، وتم خنق ما بقي ومن جذوة ثورته عن طريق القمع البوليسي الفظيع . وبعدما عصفت الثورات العربية بالأنظمة الفاسدة وجد نظام العسكر نفسه في حالة شرود ، فعمد مرة أخرى إلى أسلوب المسرح الانتخابي من أجل تفويت فرصة الربيع من جديد على الشعب الجزائري غير المكترث بهذا المسرح الانتخابي العابث . ومعلوم أن المسؤول الجزائري الذي عرض بالربيع العربي لا يستحيي ، والذي لا يستحيي يقول ما يشاء . وهل يستطيع نظام فاسد أن يعترف بقيمة إسقاط أنظمة فاسدة على غراره ؟ إن الربيع العربي بالنسبة للنظام الجزائري فأل سوء وشر لهذا أطلق فيه المسؤول الجزائري لسانه بالسوء. ويحاول هذا المسؤول أن يجعل من مسرحيته الانتخابية المبتذلة والمثيرة للسخرية بديلا عن الربيع العربي . ولما كان السير على حد السيف مستحيلا فقد قلب المسؤول الجزائري السيف ليسير على صفحته بسلام وأمان . والتحدي المطروح أمام هذا المسؤول المتشبث مع عصابة العسكر بالسلطة تشبث الورم الخبيث بالجسد المبتلى هو العودة إلى حيث انتهت الانتخابات النزيهة التي حصدت نتائجها الجبهة الإسلامية للإنقاذ . فهل يملك هذا المسؤول هو وعصابة العسكر الذكورة حتى لا أقول الرجولة للاعتراف بأنهم قد سطوا على عملية انتخابية ديمقراطية رائدة في الوطن العربي وفي العالم ؟ ولم يعرف العالم من قبل عملية سطو على نتائج انتخابات نزيهة كما فعل جنرالات فرنسا المستبدين بثروات البلاد ، فكيف يتبجح اليوم المسؤول الجزائري بمسرحية انتخابية هزلية محسومة النتائج سلفا ؟ ولن يصدق أحد هذه الانتخابات إلا إذا أطاحت بالنظام العسكري المستبد ، وحاكم الشعب الجزائري هذا النظام كما فعل الشعب الليبي والمصري. إن الربيع العربي الذي سخر منه المسؤول الجزائري هو صفعة قوية ، ومصدر حرج كبير للنظام الجزائري المستبد . والشعب الجزائري الذي قدم مليون ونصف شهيد في جهاده ونضاله ضد المحتل الفرنسي ، وقدم مثل هذا العدد في انتفاضته ضد جنرالات فرنسا قادر على استرداد حريته كاملة غير منقوصة ، وقادر على إفشال المسرحيات الانتخابية الهزلية ، وقادر على صنع ربيع جديد على غرار الربيع العربي في باقي الأقطار العربية . وربما لاقى المسؤول الجزائري هو زمرة العسكر نفس مصير عقيد ليبيا بعمود في مؤخرتهم .
1 Comment
ان السبب الذي جعل الشعب الجزائري لم يلتحق بالثورات العربيةانه عانى من العشرية السوداء ويريد ان يعاقب النظام بمقاطعة مهزلة الانتخابات لرحيل النظام بطريقة سلمية لكن الاكيد ان فاز النظام القائم فثورة الجزائر الثانية ستكون تسونامي لهذا السبب المسؤول الجزائري استبق الاحداث وركب موجة الثورات العربية ليخيف الشعب ناسيا ان الشعب اعطاه مهلة ليفهم ان رحيله لا رجعة فيه بالسلم اولا والقوة ثانيا وهو ما ستكشف عنه الايام