يوم دراسي بمركز التوجيه و التخطيط التربوي بالرباط : واقع التكوين بالمركز على ضوء الممارسات المهنية لأطر التوجيه و التخطيط التربوي
يوم دراسي بمركز التوجيه و التخطيط التربوي بالرباط :
واقع التكوين بالمركز على ضوء الممارسات المهنية لأطر التوجيه و التخطيط التربوي
عبد الغفور العلام : مفتش التخطيط التربوي
يمكن اعتبار تكوين و تأهيل الموارد البشرية حجر الزاوية في تطوير منظومتنا التربوية حيث يشكل التكوين الأساسي والتكوين المستمر للأطر الإدارية و التربوية نقطة الارتكاز الأساسية في نجاح أي إصلاح تربوي ، لأن إكساب الموارد البشرية المهارات و المعارف و الكفايات اللازمة لأداء وظائفها من خلال التكوين ، يساعدها في تنفيذ المهام الموكلة إليها بكفاءة وفعالية و نجاعة .
لدا بات من الضروري تكييف برامج التكوين مع المستجدات التربوية و واقع الممارسة الميدانية و احتياجات المستهدفين و التي تتغير باستمرار نتيجة التحولات المتسارعة ( السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية ) التي تعرفها المنظومة التربوية محليا إقليميا جهويا وطنيا و دوليا.
وفي هذا الاتجاهبدأت العديد من المدارس العليا و الجامعات و مراكز التكوين في إعادة النظر في برامجها التكوينية من أجل تحقيق جودة التكوين وتحديثه والرفع من أدائه ومردو ديته.
في هذا الإطار نظم مركز التوجيه و التخطيط التربوي بالرباط الجمعة 04/05/2012 يوما دراسيا حول : واقع التكوين بالمركز على ضوء الممارسات المهنية لأطر التوجيه و التخطيط التربوي حضره أساتذة المركز و ممثلي المتدربين بسلكي الاستشارة و التفتيش و مجموعة من أطر التوجيه و التخطيط التربوي الممارسين بالميدان.
و تمحورت أهداف هذا اللقاء حول مناقشة و تبادل الآراء بين الفاعلين و المتدخلين لتحسين محتوى التكوين بمركز التوجيه و التخطيط التربوي والعمل على تعزيز مجزوءات التكوين بالمركز على ضوء ما تم اكتسابه من تجارب من خلال الممارسة المهنية الجيدة.
افتتح اللقاء السيد مدير المركز الذي ذكر بأهمية التكوين بمركز التوجيه و التخطيط التربوي (المركز الوحيد في شمال إفريقيا و الرابع عالميا ) و بالدور المحوري الذي يلعبه المركز في تكوين الأطر النوعية ، مستشارين و مفتشين ، و بناء القدرات و الخبرات الوطنية في مجال التوجيه و التخطيط التربوي. هذه الأطر التي ساهمت بشكل فعال في تطوير المنظومة التربوي مند بداية الاستقلال.
و قد انصبت العروض القيمة المقدمة من طرف أساتذة المركز في الجلسة الافتتاحية الصباحية على المواضيع التالية :
– نظرة عامة على التكوين بالمركز والمتطلبات اللازمة لتحسين التنسيق مع الممارسة الميدانية.
– عرض لنتائج اللجان الثلاثة التي اشتغلت على البرنامج الدراسي بالمركز.
– ملاحظات تمهيدية بشأن ممارسة مهن التوجيه التربوي والمهني.
– نظرة تاريخية عن تطور ممارسة التخطيط بالنظام التربوي مند بداية الاستقلال .
– عرض لأهم العمليات التي يقوم بها المستشار و المفتش في التوجيه والتخطيط التربوي.
بعد ذلك قام ممثل عن متدربي السنة الأولي سلك المفتشين بتقديم لنتائج البحث الميداني الذي استقصى أراء عينة من مفتشي التوجيه حول واقع التكوين الأساسي و المستمر لأطر التوجيه التربوي حيث تم من خلاله تقييم فاعلية برنامج التكوين بمركز التوجيه و التخطيط التربوي من خلال أسئلة حول محتوى البرنامج و مدى فائدة المحتوى و طرق التكوين وأسلوبه و درجة التفاعل بين الأساتذة و المتدربين و درجة ملائمة فترة التكوين و موقعه و المستلزمات المستخدمة في العملية التكوينية .
من جانبهم أكد الممارسون في الميدان على أهمية التكوين بالمركز الذي زودهم بكفايات و مهارات مهمة لكن واقع الممارسة الميدانية لا يرقى إلى مستوى التكوين الذي تلقوه . ففي مجال التخطيط مثلا يتلقى المتدرب تكوينا نظريا و عمليا متنوعا (تقنيات التخطيط التربوي ، الإحصاء، ديموغرافيا، التربية والتنمية واقتصاد الشغل…) إلا أن عملية التخطيط التربوي في الممارسة الميدانية تختزل في عمليات تقنية روتينية من إحصاء و خريطة مدرسية هدفها إعداد الدخول المدرسي الذي يحكمه هاجس تدبير الموارد البشرية و المالية و المادية حيث يغيب التخطيط الإستراتيجي و الخريطة التربوية الإستشرافية.
أما المستشارون و المفتشون في التوجيه التربوي فرغم تلقيهم بالمركز تكوين أكاديميا عاليا فإنهم يصطدمون بإكراهات واقع الممارسة الميدانية حيث قلة الإمكانيات و انعدام الفضاءات و ضعف اهتمام المسؤولين بعملية الإعلام و المساعدة على التوجيه التي تهدف بالأساس إلى مساعدة المتعلمين و المتعلمات على مهارت البناء الإستراتيجي لمشاريعهم المستقبلية.
كما عبر الممارسون في الميدان عن الاحتياجات ذات الأولوية في التكوين المستمر لتحسين و تجويد الممارسة المهنية في مجال التخطيط و التوجيه التربوي من خلال التركيز على محاور التكوين التالية :
– صياغة وإعداد وتنفيذ: الاستراتيجيات السياسية خطط وبرامج ومشاريع التربية و التكوين.
– نظم المعلومات:برامج و برانم الإعلاميات…
– التوقعات ونماذج المحاكاة: الأساليب والتقنيات.
– تشخيص الإشكاليات الأفقية لمنظومة التربية و التكوين.
– تقنيات التواصل و مهارات الاتصال و تعزيز وتقوية القدرات والخبرات المهنية : قيادة المشاريع ،إدارة الاجتماعات ، تدبير النزاعات...
بعد مناقشة عامة لمضامين العروض المقدمة عرفت الفترة الزوالية لليوم الدراسي توزع المشاركين على ورشتين :
الورشة الأولى ناقشت واقع التكوين الأساسي و المستمر المستشارين والمفتشين في التخطيط التوجيه التربوي والمهني أما الورشة الثانية فانكبت على محتويات و برنامج التكوين بالمركز ومتطلبات الممارسة المهنية للمهنيين التخطيط والتوجيه التربوي.
وبعد استعراض نتائج الورشات و مناقشتها خلص المشاركات و المشاركون إلى ما يلي:
بالرغم من جودة و أهمية التكوين المقدم من طرف مركز التوجيه و التخطيط التربوي والمكتسبات التي تحققت مند بداية إحداث المركز مع بداية الستينات ( تكوين أكاديمي من المستوى العالي، تجربة وخبرة هيئة الإدارة و هيئة التدريس، غنى مركز الوثائق و خاصة الأدوات والموارد المتاحة للمتدربين، جودة البحوث المعدة من قبل المتدربين تحت الإشراف الأساتذة الباحثين. فضاء متميز للتكوين خاصة مع تجديد وتأهيل فضاء المركز مؤخرا) فإن الملاحظات المرتبطة بتشخيص واقع الممارسة الميدانية لمزاولة مهنة التوجيه و التخطيط التربوي ، تبرز وجود بعض الضعف في التوافق بين الممارسة الميدانية و بعض جوانب التكوين خصوصا الشق المتعلق بالجانب العملي .
لدا أكد المشاركات و المشاركون في أشغال اليوم الدراسي على :
من جهة مركز التوجيه و التخطيط التربوي:
– ضرورة أن يجمع التكوين بالمركز بين متطلبات البرنامج الأكاديمي مع برنامج التكوين العملي ليتوافق مع متطلبات الممارسة الميدانية لأطر التخطيط و التوجيه التربوي و تطوير مهاراتهم القيادية، و تعزيز قدراتهم و خبرتهم التقنية من أجل تخطيط فعال و توجيه ناجح في منظومتنا التربوية .
– العمل على تحقيق التوافق بين الأهداف الإستراتيجية للتكوين بالمركز و متطلبات الممارسة الميدانية و الحاجات المعبر عنها من طرف المستهدفين من التكوين.
– إشراك المستشارين و المفتشين في التوجيه و التخطيط التربوي العاملين بالميدان في بلورة و هندسة برامج التكوين بالمركز.
من جهة واقع الممارسة الميدانية:
– ضرورة الارتقاء بالممارسة الميدانية للمستشارين و المفتشين في التوجيه و التخطيط التربوي لتتوافق مع متطلبات مهنة التوجيه و التخطيط التربوي كما هو متعارف عليه عالميا.
– الحاجة إلى مراجعة النصوص التشريعية و التنظيمية التي تحدد الاختصاصات المهنية لأطر التخطيط و التوجيه التربوي.
– الحاجة الملحة إلى إعداد الإطار المرجعي :
(Référentiel des activités et des compétences) الذي يحدد مهام و كفايات المستشارين و المفتشين في التوجيه و التخطيط التربوي.
عبد الغفور العلام : مفتش التخطيط التربوي
Aucun commentaire