بلغنا أن إحدى المنظمات الدولية لمحاربة السيدا نظمت الأسبوع الماضي حملة تحسيسية في صفوف الطلبة بمدينة وجدة، ووزعت على بعضهم أكياسا من الواقي المطاطي أو العازل الطبي بدعوى أنهم فقراء. وإذا كنا نثمن أي نشاط لوقاية أبنائنا من مثل هذه الأوبئة والأوجاع التي نبأنا بها الحديث الشريف، فإننا نستنكر هذا السلوك المشين الذي يتمثل في توزيع هدايا مسمومة لشباب عفيف طاهر لا يعرف الزنى ولا يقرب الفواحش. ثم إنَ هذا الواقي المطاطي مجرد خدعة لأن فيروس السيدا يمكن أن يتسرب من جزئياته كما أوضح الخبراء ومنهم الدكتور القضاة حفضه الله. إن العازل الطبي قد يخفف من احتمال الإصابة بمرض السيدا ولكنه لا يمنعه كما أثبتت التجارب الطبية والعلمية. ولا ندر كيف يسقط أطباؤنا في مثل هذه الفخاخ عوض أن يقولوا لأبنائنا بصريح العبارة: اجتنبوا الزنى والشذوذ وانتبهوا لدروسكم ولن يصيبكم اي مكروه بإذن الله.
فرق كبير إذن بين منطق تعميم العازل الطبي وهو دعوة مبطنة لممارسة الجنس في صفوف شباب المسلمين بغرض عولمة الرذيلة ونشر الفاحشة، وبين منطق العفة والطهر القائم على تقوية جهاز المناعة الإيماني بما تزخر به  أمتنا من أحكام  دينية وأخلاق رفيعة.
ولما سألت المذيعة في التلفزة المغربية ممثل هذه المنظمة عن نتائج الفحوصات ونسبة انتشار الوباء بالجهة الشرقية، تجنب الإجابة وراح يطنب في العموميات. و غالب الظن أنهم لم يسجلوا إصابة واحدة في صفوف شبابنا و بالتالي يكون الهدف الأول من الحملة هو ترويج الواقي، ولكن طلبتنا قاموا مشكورين بحملة لوقاية زملائهم من الواقي.