قصيدة » لنا الأقداس في الإسراء وعد »
قصيدة » لنا الأقداس في الإسراء وعد »
محمد شركي
ربوع الشام تغمرها خطوب //ثكالاها يؤرقها النحيب
أتبكي النائحات القدس أودت// كجنات تعاورها الضريب ؟
أم التبكاء تسأله دمشق //وقد أفنى ذراريها المعيب ؟
جراح يا شعوب العرب تدمى //فأي الجرح ضخ له صبيب ؟
أنبكي ما يضيع اليوم منا//بريف الشام تسحقه الحروب ؟
أم الأقداس كبلها لئيم //هناء سجينة وبها تذوب ؟
طوت من أجل مقدسنا وضحت //بمهجتها وبهجتها كعوب
إلى ما الصمت يا عربا غثاء //وشمس العز عانقها المغيب ؟
أليس الموت يا عربان وردا //إذا ما كان في شرف يطيب ؟
ألم يأمر بصون العرض ربي //وحمل السيف شرعه الحبيب ؟
جيوش الفرس في حلب أهانت// عذارى في محياها ندوب
وفي حمص صبايا قد أهينت// يدنسها روافضة كليب
لحزب الله قد نسبوا ذئابا // وللشيطان قائدهم نسيب
عمامته على الآثام أغضت// ولثغته رطانتها تريب
عميل الفرس محتده وضيع//ومن متع فصيلته تصيب
أفي شبعا صهاينة وهود //وسخط الله من عرب يصيب ؟
وفي الجولان صهيون تمادى// وفي حلب لصهيون ضريب
فأي الأرض تبكيها الثكالى //بهذا اليوم تندبها القلوب ؟
وأي جراحنا نزفت تداوى //وليس لها نطاسي طبيب ؟
فالبرشاش يا عربان تشفى //جراح الشام ثائره نقيب
وقنبلة وصاروخ مدو// بأوكار لبشار تذيب
وأوكار لهود في ربوع //لها أمجاد مذ كانت ركوب
فما ليل العدا إن طال باق //وقد طلعت شموس لا تغيب
ربيع العرب أزهر في حمانا// تنمقه شبيبتنا وشيب
فلا الحكام بعد اليوم نخشى// وظلام جرائمهم تنوب
أصبنا العز يوم فرار نذل// بتونس قد تداركها المجيب
وقاهرة المعز بنا أعزت// بها فرعون طوقه الرقيب
وبرقتنا بها قتل العقيد //وقد أخزى نهايته الحسيب
وفي يمن فخامته حروق// صلى نارا وصافحه اللهيب
ونرجو في دمشق حبال شنق //لبشار ومصرعه قريب
وكل الظالمين قضوا خزايا// وكل بعد صولته ذهوب
لنا الأقداس في الإسراء وعد //وللظلام خزي والنعيب
قضاء الله في الآنام ماض// وحكم الله ليس له عقيب
ألقيت هذه القصيدة بمناسبة يوم الأرض في مقر جمعية النبراس الثقافية بمدينة وجدة
Aucun commentaire