أين يقود « محمد الوفا »قطار التعليم ؟
صورة جد مضببة تلك التي يرسمها وزير
التعليم الجديد محمد الوفا .الوزير
الذي خرج فجأة إلى دائرة الأضواء
وأصبح الشغل الشاغل للمهتمين بقطاع
التربية بعثر المشهد التربوي برمته
بقراراته الفجائية واللهجة الجديدة
،غير المعتادة التي أصبح يخاطب بها
الفرقاء التربويين وكذلك بشخصيته
العجيبة الميالة إلى الحديث بلغة
الشارع (على غرار رئيسه بنكيران)…
إستلم الوفا حقيبة التعليم وهو غير
عالم بلاشك بما تخفيه من مشاكل
والعمل الأقرب إلى الإعجاز الذي عليه
القيام به إذا ما أراد إٍرجاع الأمل
إلى قطاع التعليم من جديد وانتشاله
من الفوضى والعدمية والماضوية …
تبرأ الوفا من البرنامج الإستعجالي
وعزمه التخلي عن الكثير من التدابير
التي كرسها سلفه اخشيشن يطرح أكثر من
سؤال عما إذا كان ذلك قرارا حكيما
خصوصا أن الكلمة الفيصل في الأمر لم
تكن للخبراء والمختصين في هذا الشأن
. فأن نلغي ما كان بالأمس فقط » مخططا
إصلاحيا عظيما »وسوق على كونه المنقد
للمدرسة المغربية وقد صرفت في سبيله
أموال باهضة يجعلنا نمتلك كل الحق في
مطالبة السيد الوزير بالمزيد من
التوضيحات …
هل الوافد الجديد على دواليب
الوزارة يمتلك رؤية واضحة ومشروعا
إستراتيجيا بديلا بناء عليه أصدرت
تلك القرارات ؟أم هي فقط إستراتيجية
لتطييب الخواطر واحتواء الضغوط
وإسكات الأصوات …
قبل أيام تابعنا السيد الوزير في
برنامج حواري تلفزيوني قدمته القناة
الأولى وقد كانت بالفعل فرصة حاولنا
فيها معرفة طبيعة المفاتيح التي
يمتلكها هذا الوزير والبدائل التي
يقترحها لوضع حد لتأزم هذا القطاع .
ولا شك أن القارئ متفق معي في كون
السيد الوزير لم يجب عن التساؤلات
بقدر ما أضاف غموضا بتدخلاته
« العجيبة » وتحليله السطحي للأمور
وشخصيته المثيرة للإنتباه …
بناء على كلام الوزير المسفه
لسياسات سلفه اخشيشن فمن حق
المغاربة معرفة السبب الذي جعل فيه
أبناءهم فئران تجارب ومصير من هدر
المال العام وعبث به دون أدنى مساءلة
…ومن حق المربين كذلك أن يعرفوا
لماذا يعاملون كل مرة كبيادق يجب
عليها تنفيد كل شيء حتى لو كان لهوا
وعبثا ومن وحي شخص لا علاقة له
بالميدان لا من قريب ولا من بعيد …
نظريا محمد الوفا ليس استثناء عن
القاعدة … لأسباب عدة أشرت إليها في
مناسبة سابقة من بينها طريقة
استوزاره المريبة و انتماء الرجل إلى
حزب أذاق المغاربة كل الويلات
وبعد الرجل المتمرس في
الديبلوماسية عن واقع ومشاكل قطاع
التعليم …
فهل سنجد في النهر ما لا نجد في
البحر .ويتبرأ الوفا من « استقلاليته
« ويصنع المفاجأة ؟
لا يجب بأي حال من الأحوال ربط
مصير المنظومة التربوية بأهواء
السياسيين وهم الذين عاثوا فيها
فسادا وخلقوا فيها الفوضى
باختياراتهم العقيمة … ان الأوان كي
يتمأسس القرار التربوي ويصادر من
أيدي السياسيين ،فلا شك أن فكرة
المجلس الأعلى للتربية فكرة سديدة
إذا ما ترجمت فعليا على أرض الواقع
وإذا لم يسلك سبيل الهياكل والمؤسسات
الكثيرة التي لم تضف شيئا إلى
المنظومة التربوية بل بالعكس شكلت
عبئا إضافيا مرهقا لميزانية الدولة .
على الوفا أن يوضح ويقنع أن
سياساته وخططه تروم فعلا الدفاع عن
المنظومة التربوية برمتها …عليه
تقديم الحلول عاجلا لمجموعة من
المشاكل التي لا تقبل التأجيل من مثل
:الإكتظاظ داخل المدارس ،قلة الموارد
البشرية ,محاربة الفساد …كما عليه
مستقبلا بعد حل المشاكل البنيوية
الإنكباب على تحديث النموذج
البيداغوجي وتخليص المنظومة
التربوية من الماضوية …
1 Comment
فعلا بالمغرب لوبيات تسيطر على قطاعات مهمة تمس المواطنين المغاربة في صميم عيشهم وتنهب المال العام…
الدليل على هذا الإدعاء؟ من يريد دليلا فيرافقني لمدة أسبوع ليعرف ماذا يحدث أيضا من خراب وفساد وانعدام المسؤولية لدى العديد من رجال التعليم.
الأدلة الأخرى تتجلى من خلال الإحصائيات وما آل له التعليم العمومي والخاص بالمغرب…
فالتعليم العمومي فاسد لأنه مستهدف من قبل شردمة من قبل لوبيات من القطاع العام والقاع الخاص وتريد أن تغتني على حساب الشعب ومن المال العام…
التعليم بالمغرب يرهق ليس فقط الفقراء بل حتى الطبقة المتوسطة التي تنفق أزيد من 30 في المائة لتعليم أبنائها بالتعليم الخصوصي…فلو صلح التعليم وكل المفسدون عن تخريبه لجاء إليه أبناء الفقراء وأبناء الطبقة المتوسطة أيضا…اللوبيات التعليمية تقهر وتنخر جيوب المواطنين…كفانا استهتارا بالمغاربة…
ومن هنا نقول ونؤكد أن السياسة ليست هي الوسيلة الوحيدة لمحاربة الفساد وحماية الحقوق…كفانا من تسييس المصالح…ومصلحة السياسة…فكل المواطنين أصبحوا على وعي بأن السياسة بالمغرب ضيعت على المغاربة أكثر من 40 سنة…السياسة لا تهم والإنتماء السياسي لا يهم حين نطرح مشكلا لنجد له حلولا…
وهكدا كل إصلاح يأتي به وزير تعليم ( مثلا السيد المحترم محمد الوافا) يبدو لبعض رجال التعليم كحيف في حقهم…وكأن وزير التعليم أتى من كوكب آخر ويجهل واقع التعليم والتربية بالمغرب…فقراراته رغم شعبيتها وسدادها وحمايتها لحقوق الأطفال والطلبة آباء وأولياء التلاميذ، فهي اليوم تجر عليه حملة شنيعة ومبتدلة من رجال تعليم لا ضمير لهم ولا وطنية صادقة…رجال تعليم مغاربة لا يهمهم سوى الدخل والأجر من مال المواطنين ، ولا يهمهم تعليم التلاميد والطلبة…معلمون متغيبون طيلة السنة بشواهد طبية مجاملة…بعض ممثلي نقابات التعليم متغيبون بدون سبب…تلاميذ ذوو مستوى تعلمي رديئ…معلمون لا يعرفون معنى الوطنية…
السيد الوافا جاء بقرارات صائبة جدا ومن الممكن أن تصلح التعليم أو على الأقل ترفع من مستواه الرديئ بالمغرب…
مثلا: فقراره بمنع رجال التعليم من مزاولة التعليم بالمدارس الخصوصية هو قرار ناجح وفي محله للأسباب التالية :
– من هو موظف لدى الدولة فهو ملزم بتحقيق النتيجة؛ لأنه يأخد المال العام. والمواطن هو الذي يؤدي أجور رجال التعليم. فالموظف ملزم بتعليم التلاميد والطلبة وينفق من الوقت الكافي لتحضير الدروس لا أن يتغيب على الحضور في التعليم العمومي ويحضر في المدارس الخصوصية…
– قرار محمد الوافا في هذا الموضوع سيجعل حدا للتسيب الذي يعرفه قطاع التعليم…والقانون يمنع على الموظفين العمل داخل إدارة خصوصية أخرى…فالإستثناء يفتح باب البلطجة والفوضى…
– قرار السيد الوزير سيفتح المجال للعديد من العاطلين بالعمل بالمؤسسات الخصوصية. ومن ثم سيوفر هذا القرار آلاف مناصب الشغل للعاطلين…
– لا يمكن أن يؤدي القطاع العمومي التزامات القطاعالخاص. فالخواص لهم الحق في فتح مؤسسات تعليمية لكن من جيوبهم ومن أموالهم لا من جيوب المواطنين وعلى حساب التلاميد والطلبة والمال العام…
– قرار الوزير في هذا الموضوع سيمكن الخزينة العامة من مداخيل إضافية…فأغلب من يشتغل بالقطاع الخاص هم غير مصرح بهم قانونا وغير مصرح بدخلهم الحقيقي…
– صناديق الضمان الإجتماعي ستصلها موارد جديدة من خلال تشغيل مدرسين جدد بالقطاع الخاص مصرح بهم قانونا ويؤدون الضرائب…ووو
خلاصة القول أن من يحارب السيد محمد الوافا فهو يحارب التلاميد وآباء وأولياء التلاميذ ويحارب التعليم العمومي ويريد أن يغتني تحت دريعة أو أخرى
كفانا تلاعبا بمصالح الشعب..وعلى من يريد أن يعمل بالقطاع الخاص أن يرحل فليرحل إليه بدون التفات إلأى مشاكل المغاربة
التعليم والصحة والقضاء هم القطاعات التي يعاني منها المغاربة يوميا ويؤدي فاتورتها المعفنة…
فليكف هؤلاء وأولائك عن الصخب والرجم وتعفين وشيطنة الإصلاحات في قطاع التعليم والصحة والقضاء وليعلموا أن قاطرة الإصلاح قد أقلعت وأن الرحيل هو بديل اللوبيات والمفسدين في القطاع العام والقطاع الخاص…
وليكن غيرنا متيقنا من أننا بمقالنا هذا لا ندافع عن حزب أو جماعة أو لوبي بقدر ما ندافع عن مصلحة الشعب ومصلحة الوطن ومصلحة أطفالنا ورجال التعليم أنفسهم؛ فرجال التعليم أصبحوا هم أيضا عرضة للنهب والظلم والفساد بسبب شردمة أخرى من بعض رجال التعليم أنفسهم؛ وأنه ليس لنا انتماء سياسي معين يملي علنا أفكارنا فنحن …هذا هو سقف مطالبنا؛ فنحن تحيي ونسفق لكل لإصلاح جاد وفي مصلحة الوطن ونستقبح كل ما يمس المواطنين والوطن. هذا هو نهجنا في هذا الموضوع وطريقة تفكيرنا إلى حين…
وعلى السيد محمد الوافا أن لا يتنازل عن حقنا كمغاربة في التعليم وحقنا في الإحتفاظ بقروشنا في جيوبنا عوض أن نعطيها للتعليم الخصوصي…
فالتعليم الخاص يكفي نفسه وهو قادر على إخراج ذاته من ورطته ولا حاجة له بنهش ونهب المواطنين والمال العام والمعلمين والأساتدة من ذوي النيات الحسنة….
تحية لكل من يساند السيد الوزير محمد الوافا…ومن يرتجي خيرا للمغاربة والمغرب والإنسانية جمعاء…