سبحان الله كتبت مقالا أتحدث فيه عن تسرع السيد وزير التعليم ,واستهانته المرتقبة برجال التفتيش من خلال بعض ما قيل.لأفاجأ ومن خلال دفاتر تربوية بقرار آخر يعده السيد الوزير ,يرمي الى

الرفع من نسب النجاح لتصل إلى 100% في الابتدائي و80 % في الإعدادي و75% في الباكلوريا…..

من قراءتي الأولية ومن خلال التجربة السابقة,حيث عمدت وزارتنا في ما مضى وانقضى الى تسمية ما يسمى بجيل مدرسة النجاح,على أساس انتقال يصل الى 95 في المائة في التعليم الابتدائي,وبالمعدل وبدون تكرار.وعلى  أساس تعلم المبادئ الأولية للقراءة والكتابة والحساب….النتيجة انتقال معظمهم بمعدل هزيل ودون تعلمهم أية قراءة أو كتابة تذكر …والبقية للقارئ الكريم.لنسمع من جديد بقرار من حديد ,قد يعيدنا الى التخلف…..  الى ما قبل الميلاد.

   – ما معنى أن ينتقل جميع التلاميذ من التعليم الابتدائي؟

  – ما هي الظروف التي هيأت لهم لينتقلوا بهذه الكيفية؟

 – هل يملك السيد الوزير عصا سحرية  لتحويل التخلف الى تقدم؟

 – ألم يستفد من تصريحات جيرتس مدرب المنتخب الوطني عندما وعد المغرب بالكأس ,فعاد بالفأس؟.

 – هل يمكن بالقول والتصريح ,إنقاد التعليم من كبواته؟

  –  ومتى كان النجاح مائة بالمائة دليل على التقدم.؟

  –  ألم يكن التعليم ببلادنا متقدما ورائدا ,عندما كان النجاح بالعتبة ؟

            لو انتقلنا الى التعليم الإعدادي . حاليا يتم الانتقال بنسبة 40 في المائة من تلاميذ هذا المستوى ,وتنزل العتبة الى 7/10 ,كمعدل للانتقال,وبمستويات ضعيفة ….

 – عندما نصل الى الباكلوريا ,تصل حاليا نسبة النجاح الى حوالي 45 في المائة,مع تضخيم في المعطيات.فكيف نصل الى 75 في المائة؟

 – ألا يعلم السيد الوزير أن جل الحاصلين على الباكلوريا ,يعانون في الجامعات والمعاهد؟

 – ماذا يقول السيد الوزير عندما يعلم أن أستاذا يدرس معهدا للمهندسين ذكر لي بأن بعض التلاميذ لا يعرفون حتى احتساب المساحات؟

إنني لست مع التشدد في النجاح ,أو التضخيم في المقرر. لكنني مع ضرورة إعداد مخطط شمولي استراتيجي في شكل مشروع وزاري ,يروم دراسة الوضعية الحالية وتشريحها من خلال أبحاث حقيقية واقعية,ووضع بيئة التمدرس بعين الحسبان, ودراسة مكامن الضعف لتصويبها ,ومكامن القوة لدعمها…..بل إنني أدعو الى مناظرة تربوية علمية يحضرها الغيورون على التربية  والتكوين من كل الفئات, لتشريح الأوضاع بكل شفافية وصدق ومسئولية,بحثا عن خطة مدروسة وعمليات محروسة,لتقديم وصفة علاجية تدرجية. إننا لا نتعامل مع أرقام ,بل مع طاقات بشرية من معلمين ومتعلمين وقائمين,يحتاجون الى إرجاع الثقة والى المناصفة ,والى العدل,والى الإنصات …..للتعبير عن حقيقة انشغالاتهم, وإقحامهم في إصلاح جوهري متدرج قادر على التصويب بخطط مهيكلة مستمرة ثابتة ,قابلة للتصويب من الاعوجاج. لا من مجرد شعارات وكلام يساير الربيع أكثر مما يقف على  الوجيع.

   فعلى سبيل المثال ورغم قلة تجربتي وتخصصي, وقلة أبحاثي الميدانية….إلا أنني يمكن أن أقدم وصفة متواضعة لترقية التعليم الابتدائي  من مستوى الى مستوى أحسن وبتدرج ومهنية:

  1- القضاء كلية على الفرعيات وتعويضها بالمدارس الجماعاتية ,والتي توفر قاعات الدرس والمبيت.بطبيعة الحال في ظل ظروف حسنة وتتبع جيد…

2- القضاء على الأقسام المشتركة تدريجيا,لما تشكله من عائق في تطبيق هذه المقاربة أو تلك…

3- استفادة جميع التلاميذ من التعليم الأولي, بدمجه داخل مؤسساتنا الابتدائية,لتمكينهم من تكافؤ الفرص….

3- تقليص عدد التلاميذ الى 25 تلميذ بالفصل كأقصى عدد….

4- تحفيز الأساتذة والإداريين العاملين بالبوادي ماديا ومعنويا.

5- تخفيف البرنامج الدراسي وفق حقيقة المستويات,وتغيير المنهاج بما يتفق وظروف المتمدرسين والمتمدرسات .

6- إرجاع النجاح بالعتبة ,للحفاظ على التحفيز والتنافس ,وإظهار حقيقة المستويات.

7- …….

إنه بضع من مقترحات تقتضي وضع خطة محكمة وفق مشروع بنيوي بعيد النظر,يقوم على تحسين التعلمات,وتوظيف المكتسبات , توظيفا إيجابيا.فكيف يعقل أن جيل اليوم يملكون من الذكاء والفطنة ما غاب عن جيل الماضي,في وقت يتراجع مستواهم باستمرار,ويتهربون من المدرسة باحثين عن ملهيات خارجية وعطل ولو كانت متتالية؟؟؟؟؟ ألا تعتبر المفارقة غريبة والوضعية عجيبة,لم تنفع معها عملية تربوية ولا مادية ولا مالية…..بل لا بد من وقفة ودراسة مستفيضة لهذا التناقض الغريب….فهل من مجيب؟؟؟؟؟؟