الروس وفي تنكر لكل قيم أخلاقية يقايضون مصالحهم بدماء الشعب السوري
الروس وفي تنكر لكل قيم أخلاقية يقايضون مصالحهم بدماء الشعب السوري
محمد شركي
من المواقف المخزية التي سيسجلها التاريخ موقف النظام الروسي من المجازر الرهيبة في سوريا ،والتي يرتكبها النظام الدموي النصيري ضد الشعب السوري التواق إلى الحرية والانعتاق من الحكم المستبد . ولقد وجد النظام الدموي في النظام الروسي الذي لا يقل عنه استبدادا وظلما الداعم الرئيسي بسبب عار الفيتو الذي يلوح به هذا الأخير لمنع أي إجراء رادع ضد نظام فاسد مفسد فاقد للشرعية أصلا ، لأنه ورث الحكم المغتصب بقوة الحديد والنار، ودون إرادة الشعب. وإن النظام الروسي ، وبكل تجرد من القيم الأخلاقية يقايض مصالحه السخيفة بدماء الشعب السوري. وتبدو سوريا في ظل الموقف الروسي المخزي كأنها مجرد مستعمرة روسية يخضع شعبها لحكم الروس. وعوض أن يتفاعل النظام الروسي مع إرادة الشعب السوري ، فإنه اختار الانحياز لنظام دموي فاسد لا يريده الشعب . ولقد استغل النظام النصيري الحاقد تلكؤ جامعة الدول العربية في اتخاذ قرار حاسم لعزله ، والانتصار لإرادة الشعب السوري بايعاز من الروس . ومارست جامعة الدول العربية مسرحيات هزلية مع هذا النظام المستبد ، وكان آخرها ما يسمى إرسال المراقبين العرب ، الذين حاولوا مداهنة النظام المتنطع ، وأحبطوا آمال الشعب السوري، الذي بات يقدم عشرات بل مئات الضحايا يوميا مع آلاف المعتقلين في المعتقلات الرهيبة التي تفوق معتقلات الكيان الصهيوني ، أو المعتقلات الأطلسية أو النازية أوالفاشية . وموازاة مع شعور الشعب السوري بخيبة الأمل والإحباط من موقف جامعة الدول العربية ، خضعت هذه الأخيرة لابتزاز النظام الروسي المهدد باستعمال الفيتو ضد كل قرار يعاقب النظام الدموي النصيري. والمؤسف أنه يوجد ضمن الدول العربية من يقوم بدور السمسرة لفائدة الروس من أجل توفير الغطاء للنظام الدموي السوري لممارسة أبشع أنواع الإجرام ضد الإنسانية . وبالرغم من عملية التلكؤ الفاضحة لجامعة الدول العربية ، والتي أعطت النظام السوري الفرص الكافية لسحق الشعب السوري الأعزل ، فإن هذا النظام قد تمادى في الإجرام حتى اضطر مراقبو جامعة الدول العربية للمغادرة ليخلو الجو للنظام الدموي ، ويرتكب أبشع مما كان يرتكبه حتى في حضور مراقبي جامعة الدول العربية . ولا زال الموقف العربي متخاذلا يتاجر بدماء الشعب السوري من خلال المبادرات الفارغة ، التي تقدم الخدمة المجانية للنظام النصيري الحاقد .
ولا زال الموقف العربي يراهن على الحوار مع نظام ضالع في الجريمة ، يراهن على تركيع الشعب أو إبادته . ولقد بات من الواجب على ضمير العالم أن يهب لنجدة الشعب السوري الذي يباد بطريقة وحشية . وإن الذين يتذرعون بذريعة نشوب حرب أهلية يسوون بين النظام الجلاد و شبيحته العلوية النصيرية ومرتزقة الرافضة الإيرانيين واللبنانيين ، وبين الشعب الضحية . فعلى العالم أن يمكن الشعب السوري من كل وسائل الدفاع عن نفسه المتاحة أمام عصابات الشبيحة العلوية النصيرية ، وعصابات الرافضة من إيران ، ومن لبنان . ومن حق الشعب السوري أن يحصل على وسائل الدفاع عن النفس أمام دعم الروس للنظام الدموي ، وتزويده بالأسلحة ، وحراسة شواطئه بالسفن الحربية المحملة بالإمدادات الحربية . وعلى الشعوب العربية أن تضغط من أجل نصرة الشعب السوري ، وعلى الشارع العربي أن يتحرك على غرار ما كان يفعل عندما كان الشعب الفلسطيني يتعرض للإبادة على يد الجيش الصهيوني. فلا فرق بين الجيش الصهيوني ، والجيش النصيري الذي يضمن السلام والأمن للكيان الصهيوني ، ويبيد الشعب السوري. وعلى الشعوب العربية أن تضغط لقطع بلدانها العلاقة مع الروس الذين لا قيم أخلاقية لهم ، والذين يتاجرون بالدم العربي السوري .
Aucun commentaire