Home»National»لقد آن الأوان لمراجعة صرف الأموال على ما يسمى الخبرات الأجنبية التي تخرب المغرب

لقد آن الأوان لمراجعة صرف الأموال على ما يسمى الخبرات الأجنبية التي تخرب المغرب

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد آن الأوان لمراجعة صرف الأموال على ما يسمى الخبرات الأجنبية التي تخرب المغرب

محمد شركي

ليس مجال الرياضة وحده هو المجال الذي  تستنزف فيه ما يسمى الخبرة الأجنبية أموال الشعب الطائلة ، بل ظاهرة تبذير الأموال على الخبرات الأجنبية المغشوشة تمس كل القطاعات بما فيها القطاعات الحيوية ذات الخطورة .  ولقد نشرت من قبل مقالا وددت فيه لو أن الأسى والحزن والألم الذي يشعر به المغاربة المصابون بالهوس الكروي  في الفشل الرياضي  يشمل أيضا الفشل في القطاعات الهامة والحيوية أيضا كقطاع التربية والتعليم على سبيل المثال لا الحصر. وفي هذا المقال أود لو أن مراجعة صرف الأموال على ما يسمى الخبرات الأجنبية لا يقتصر على قطاع الرياضة فقط  ، بل  يشمل جميع القطاعات من أجل وقف نزيف الأموال التي تهدر مقابل سخرية ما يسمى الخبرة الأجنبية من المغاربة. فعلى الحكومة الجديدة أن تراجع وبقدر من سوء الظن ـ لأن سوء الظن ليس كله مذموما بل بعضه من حسن الفطن كما يقول العقلاء الأكياس ـ ما يصرف من مال على ما يسمى الخبرة الأجنبية ، وألا تحسن الظن  بها في جميع الأحوال. فعلى غرار هدر المال العام في قطاع الرياضة الذي لم يجلب للمغاربة سوى الخسارة  المرة ، والندم والحسرة يوجد هدر آخر للمال العام في قطاع التربية  والتعليم على سبيل المثال  لا الحصر ،حيث صرف مال طائل للمقاول البيداغوجي البلجيكي مقابل ما يسمى بيداغوجيا الإدماج ، وما هي ببيداغوجيا ، بل مجرد إجراء ذي طابع تقويمي داخل بيداغوجيا كشف تنزيله ميدانيا أنه لا يسمن ولا يغني من جوع كما يقال . وعلى غرار الإشهار الإعلامي الذي اعتمده مدرب الفريق الوطني الأجنبي ، وهو إشهار أسال لعاب المغاربة خصوصا عندما أطمعهم في الكأس الإفريقية  ،  » والطماع لا يخلي دار أبيه سوى الكذاب  » كما يقول المثل الشعبي عندنا ،قام المقاول البيداغوجي البلجيكي بحملته الإشهارية لتسويق  سقط متاعه  المسمى بيداغوجيا ،هو وعصابة السماسرة المستفيدين من ريعه . فكما كذب المدرب على المغاربة  في المجال الكروي ،كذب أيضا عليهم المقاول البيداغوجي في المجال البيداغوجي  . وحصل ما يسمى الخبيران  الأجنبيان  في الكرة والبيداغوجيا على أموال طائلة مقابل الخسارة الفادحة للمغرب كرويا وبيداغوجيا . ولئن كانت خسارة الكرة ليست في حجم خسارة التربية والتعليم ،مع أنها أيضا خسارة قياسا مع ما صرف عليها من مال الشعب ، فإن الطامة الكبرى في خسارة التربية والتعليم التي لا  تقف تداعياتها  عند حدود الخسارة المادية ، بل تتعدى ذلك إلى الخسارة البشرية التي لا تعوض . ولا نشك في أن كل القطاعات عندنا  إنما سبب إفلاسها هو ما يسمى الخبرات الأجنبية التي تنخر أموال الشعب ، وتراكم مقابل ذلك إفساد البلاد. والمؤسف أن المسؤولين عندنا  يعانون من عقدة الانبهار بما يسمى الخبرة الأجنبية  ، لأن هذه الخبرة تخدعهم ببريقها اللامع في بلدانها الأصلية ، حتى إذا ما جلبت إلى بلدنا  ذهب بريقها  الشيء الذي يعني أن هذه الخبرة مشبوهة ، ومشكوك في أمرها وفي نواياها  . ولا يقبل بعض المسؤولين عندنا أن يشكك  أحد فيما يجلبون من هذه الخبرات المغشوشة أو الغاشة. ويجند هؤلاء المسؤولون  بطانة  من الانتهازيين  الذين يرتزقون مع هذه الخبرات الأجنبية الغاشة ، فيسوقون للإشهار الكاذب المبهرج لغشها مقابل ما يحصلون عليه من رشوة . ولقد علمنا  التاريخ أن الأمم إنما تعتمد على أبنائها المخلصين  من أجل النهوض بها . وثقافتنا العربية فيها حكمة بالغة مفادها :  » ما حك جلدك مثل ظفرك «    حيث جرب أسلافنا العرب أظفار غيرهم فلم تف بغرض حك جلودهم ، فتركوا لنا هذه الحكمة الثمينة . فعلينا ونحن نخوض فترة محاربة الفساد والإفساد أن  نعول على رب العزة ، وعلى أظفارنا  لحد جلودنا . ولا بد أن يتخلص المنبهرون بالأجانب من عقدة انبهارهم ، ويستعيدوا ثقتهم في أبناء وطنهم المخلصين. وصدق من قال :  » حمارك الأعرج  خير من جمل جارك  » . ولقد كانت الثقافة العربية  شديدة الثقة بنفسها حتى أثر عنها  القول المشهور :  » كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر  » ، وهو وقول  فضل مسيلمة الكذاب في قومه على رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولئن كان هذا القول باطلا في سياق الحديث عن  رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه يعكس مدى  ثقة العرب  بأنفسهم حتى في حالة كذب من هو منهم  مقابل صدق من ليس منهم . أما نحن  فلقد فقدنا منذ زمن بعيد الثقة في أنفسنا ، وركبتنا عقدة الانبهار بالأجنبي ، وعقدة الثقة العمياء فيه حتى في حال  انكشاف فساده وإفساده  ، وعندنا أن كذب الأجنبي أفضل من صدق من هو منا . ولقد آن الأوان لمراجعة إهدار المال العام  الذي صار سائبا تعبث به ما يسمى الخبرة الأجنبية مقابل تدمير مكتسباتنا . ورب ضارة تجلب نفعا كما يقال إذ  قد يفضي التحقيق في  الفشل في مجال كرة القدم  إلى التحقيق في الفشل في مجالات أخرى  أهم من الرياضة وأخطر لمنع نزيف الخسارة ، ونزيف المال العام .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. moutatabbie
    28/01/2012 at 17:04

    j’apprécie beaucoup votre façon d’analyser cher monsieur,et si vous me le permettez je voudrais conclure votre article par cette belle formule de son auteur : « celui qui sème le vent récolte la tempête ».

  2. ismael
    28/01/2012 at 21:56

    إنه منطق الصفقات التي يصعب مراقبتها،لكن مالم يدركه هؤلاء السماسرة أن معظم الشعب المغربي تبين له أن هؤلاء يتآمرون على مصلحة البلاد و العباد لأن الذي لا ينصت للشارع و لا إلى نصائح من هم أدرى بمشاكل التعليم خصوصا لا تقبل نواياه الحسنة تجاه مبادراته لأنه يخطط لمنظومة لا يرضى هو شخصيا أن يكون أبناؤه فئران تجارب لها حيث نجدهم يدرسون بعيدا عن مناهجها و طرقها و حتى عن مدارسها، حيث أصبح المغاربة يحنون إلى الماضي التليد بجوعه و قهره لأن هذه المصطلحات التربوية الرنانة لا تملك القوة السحرية لتجاوز هذه الأزمة، مثلها مثل من إختار رنة جذابة لهاتفه النقال معتقدا أنه بذلك لا تأتيه إلا الأخبار السارة و الدعوات إلى الولائم و الحفلات
    أما ما يخص فريقنا الوطني فالنتيجة التي حصل عليها كان بالإمكان أن يحصل عليها مع جدتي كمدربة لهم بالمجان و دون مغادرتها لبيتها و لا حاجة لنا بمدرب لا علاقة له مع المغرب سوى الراتب،لأن الفشل هو الشيء الوحيد الذي يتحقق دون مجهود و للأسف الأسود حتى الفشل كلفهم غاليا غاليا غاليا و تداريبهم بماربيا الإسبانية خير دليل على التبذير الفظيع لأموال دافعي الضرائب

  3. Mhammed Alem
    28/01/2012 at 22:40

    Ok mon frère Si Chergui (totalement d’accord) mais -en termes d’approche évaluative fiable -concernant les « experts étrangers »- il ya un distingo à faire : l’un en appelle à nos « compétences » reconnues internationallement et à eux d’être au niveau de le professionnalisme reconnu et admis… l’autre fait appel à notre -soi-disant- professionnalisme et… pour « démanteler » ses « prétentions »… avons les « joueurs connus et reconnus »….(il s’agit de ne pas d’éconduire un Gérets pédagogique » par pure réaction passible d’être perçue comme de l’impressionnisme réactionniste (je ne dis pas réactionnaire)… Produisons de l’intelligence professionnellement « opposable’… Après, tout sera facilement cadrable.
    Merci pour ton article.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *