Home»National»مخاوف الغرب والشرق وطوابيرهما الخامسة من وصول الإسلام إلى مراكز صنع القرار

مخاوف الغرب والشرق وطوابيرهما الخامسة من وصول الإسلام إلى مراكز صنع القرار

0
Shares
PinterestGoogle+

مخاوف الغرب والشرق وطوابيرهما الخامسة من وصول الإسلام إلى مراكز صنع القرار

محمد شركي

لن نستغرب  مواقف الغرب بزعامة الولايات المتحدة ، ولا مواقف الشرق بزعامة روسيا من الثورات العربية التي أطاحت بالأنظمة الفاسدة ، وهي في طريقها لاستكمال الإطاحة بما بقي من هذه الأنظمة التي لا تعدو كونها طوابير خامسة تدين بالولاء للغرب أو للشرق. وأخوف ما يخافه الغرب والشرق على حد سواء هو وصول الإسلام إلى مراكز صنع القرار ، لأن ذلك يعني القضاء على أحلامهما، ومصالحهما في العالم العربي والإسلامي.  فلا ينتظر من روسيا  الملحدة التي تفكك اتحادها بسبب نظام حكمها الشمولي الجائر إلا الوقوف إلى جانب النظام السوري الفاسد والدموي الذي هو طابورها الخامس في منطقة الشرق الأوسط بعدما خسرت طوابيرها الخامسة الأخرى في مصر زمن ديكتاتورية عبد الناصر ، وفي ليبيا بعد سقوط طاغيتها . ولا بد أن تسير روسيا  بواخر حربية محملة بالسلاح لحماية  النظام النصيري المنهار يوميا تحت ضغط الشارع السوري المتزايد . ولا بد أن تهدد روسيا من وصول الإسلام إلى صنع القرار في سوريا ،لأنها ذاقت مرارة الإسلام في أفغانستان ما لم تذقه في غيرها ، ولا زالت مخاوفها من إسلام الشيشان تتزايد  يوميا . ولا ينتظر من روسيا  المسخ التي فقدت إمبراطوريتها الملحدة ، واحتفظت بنفس  نظامها الشمولي  بعد الانهيار حيث تشبث فلاديمير بوتين  بالحكم وزور الانتخابات من أجل ذلك  ، ولا زال يحلم بإعادة الإمبراطورية المنهارة التي حاولت الدوس على الإسلام إلا أنها أصيبت بشوكته القاتلة في خاصرتها. ولن ننتظر من روسيا سوى المحاولات اليائسة لإنقاذ طابورها الخامسة  المنهارفي سوريا. ولن ننتظر من الغرب بزعامة الولايات المتحدة سوى المحاولات الماكرة من أجل الالتفاف على الثورات العربية بغرض قطع الطريق على وصول الإسلام إلى مراكز صنع القرار ، وهو حلم سيتحطم على صخر الإسلام ،  بعد خلق الكيان الصهيوني في قلب منطقة الشرق الأوسط لتسهيل التحكم فيه ، وفي ثرواته التي تصنع مجد الغرب الزائف . ولقد  ذاق الأمريكان في أفغانستان المسلمة ما ذاقه الروس من قبل ، ولحقتهم لعنة أفغانستان ، وهي لعنة تنبؤ بالانهيار الاقتصادي والسياسي لكل من حاول غزو هذا البلد المسلم  . ولن ننتظر من الغرب ومن الشرق  سوى التوجس من الإسلام مهما كان حجم هذا الإسلام  ،لأن طبيعته أنه يبدأ غريبا ثم  يصير طوفانا بعد ذلك يدمر كل أنواع الفساد . ولما كان الغرب والشرق معا  إنما تقوم أنظمتهما على الفساد ، وقوامه تحكيم شرائع الأهواء ، فإنهما يتخوفان من شرع الله عز وجل الذي هو أساس الصلاح والإصلاح في هذا العالم . ومن المعلوم أن الغرب والشرق  معا لا يتخذان  فقط من الأنظمة المتسلطة على رقاب الشعوب العربية والإسلامية  طوابيرهما الخامسة ، بل توجد طوابير خامسة مندسة في العالم العربي والإسلامي ، وهي تدين بالولاء إما للغرب أو للشرق . وهذه الطوابير الخامسة  المندسة هي التي تتزعم اليوم حملة التشكيك والتخويف من وصول الإسلام إلى مراكز صنع القرار. فهذه الطوابير المندسة الفاسدة ظلت صامتة لعقود لا تنتقد الأنظمة العربية الفاسدة ، والتي كانت طوابير خامسة مثلها ، ولكن عندما حان الربيع العربي ، وانهارت  هذه الأنظمة الفاسدة ، واختارت الشعوب العربية الإسلام بديلا عن طغيانها ، أخذت الطوابير الخامسة المندسة في النعيق مشككة مرة في كفاءة الإسلام وقدرته على  قيادة الأمة ، ومخوفة مرة أخرى منه على طريقة الغرب بزعامة الولايات المتحدة ، أو الشرق بزعامة روسيا .  ولقد بلغ الأمر ببعض هذه الطوابير الخامسة القوادة للغرب أو الشرق حد التشكيك في القوى السياسة التي وصلت إلى مراكز صنع القرار، واتهامها بأنها مجرد صناعة أمريكية أو من وحي أمريكي ، وطبخة  لأنظمة فاسدة عبارة عن طوابير خامسة ذات ولاء أمريكي . وتعتبر بعض هذه الطوابير الخامسة  المندسة أن سكوت الغرب عن وصول الإسلام إلى مراكز صنع القرار مجرد  تكتيك ظرفي من أجل إعادة طبخة جديدة للعودة بالعالم العربي إلى سابق عهده قبل ربيعه . وهذا النوع اليائس من الخطاب  يسوق له الغرب بواسطة طوابيره الخامسة القوادة من أجل بث روح اليأس في الشعوب العربية ، وتحقيق هزيمتها من الداخل بعدما عجز الغرب عن تحقيق هزيمتها من الخارج عبر مخططاته المنهارة أمام إرادة الأمة الصلبة . ولن تفيد روسيا النظام الدموي في سوريا ،كما أنه لن  يحميه تقاعس الغرب عن نصرة الشعب السوري ،ولو  على سبيل الدعاية الإعلامية ، كما فعل مضطرا بعدما تأكده من انهيار أنظمة سابقة كانت موالية له أمام إرادة شعوبها  القاهرة ، تماما كما فعل أمام إصرار الشعب الليبي على إسقاط نظام الطاغية . ولم يفلح الغرب في قطف ثمار ثورة الشعب الليبي  ، ولا ثمار ثورتي الشعبين التونسي ، والمصري من خلال التظاهر بالوصاية على هذه الثورات وعلى شعوبها . ولقد تحركت الشعوب العربية إيمانا بعقيدتها  ودينها  ، ولم تعول على غرب أو شرق ، كما تروج لذلك فلول الطوابير الخامسة المندسة  في العالم العربي والقوادة للغرب أو الشرق . ووصول الإسلام إلى مراكز صنع القرار حتمية تاريخية  تتجاوز تنجيم وتأويل الطوابير الخامسة المندسة وغير المندسة التي  أذهلتها رغبة الشعوب العربية في العودة إلى الإسلام من أجل إعادة بناء مجدها الضائع . ويبدو موقف الطوابير الخامسة القوادة للغرب والشرق مثيرا للشفقة، لأنهم وجدوا أنفسهم خارج اللعبة ، ولم يخطر ببالهم أن   تنهار أحلام من اتخذهم طوابير خامسة  مندسة  تخدم مصالحه  داخل الوطن العربي . ولتطمئن هذه الطوابير الخامسة القوادة بأن عودة الشعوب العربية إلى الإسلام  هو خيار واع  وراسخ ، وليس مجرد حمى عابرة كما يتمنى الغرب أوالشرق وطوابيرهما الخامسة اليائسة سواء كانت أنظمة أم فلولا مندسة . وسيكون للعالم العربي والإسلامي شأن  بعد استكمال الإسلام لمهمته الحالية ، وهي إعادة الثقة للشعوب العربية والإسلامية في هويتها . ولقد صار نعيق الطوابير الخامسة القوادة ممجوجا ، وعليها أن تفكر في  الصمت أو الرحيل من أرض اختارت الإسلام  بديلا عن عهود الذل والهوان ، والانسلاخ من الهوية ، والرضا بالمهانة  ، وبالمراتب المنحطة  خلف الغرب أو الشرق الفاسدين المفسدين .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *