بـرنـامــج؟

أخيرا، تم تعيين الحكومة الجديدة، بعد خمسة أسابيع من الانتظار! إنها أول حكومة في ظل الدستور الجديد، وأول حكومة يشارك فيها حزب العدالة والتنمية!
تمثل الحكومة الجديدة مخرجا ديمقراطيا مشرفا، عقب الأحداث التي تشهدها معظم الدول العربية، وتدعو إلى إبداء ثلاث ملاحظات، واحدة تقنية واثنتان عميقتان.
أولا، الحكومة المعينة أمس تضم العديد من الأسماء الجديدة، والشابة نسبيا.
ثانيا، وهذه أول ملاحظة ذات بعد سياسي، نرى أن الحكومة الجديدة تضم امرأة وحيدة، وهو ما يمكن اعتباره تراجعا كبيرا مقارنة مع الحكومة السابقة. نحن نفترض حسن النية، ولا يمكن أن نرجع الأمر إلى «توازنات سياسية» معينة، وما نتمناه هو ألا يكون هذا مؤشرا على تراجع مسلسل تأهيل المرأة المغربية..
على أي حال، هذا يعني أن أحزاب التحالف الحكومي لم تقتنع بأهمية دور المرأة..
وفي الأخير، وهذه ثاني ملاحظة في العمق، لا نعرف، إلى حد الآن، حول أي برنامج تم تشكيل هذا التحالف. فالمعلومات القليلة المتسربة لم تكن تهم إلا الأسماء المرشحة للاستوزار، ولا شيء بخصوص البرنامج.
يبدو أننا اعتمدنا هذا الأسلوب حد العبث: نشكل الحكومة أولا، ثم نتساءل: ماذا ستفعل؟ أما مفهوم البرنامج فيختزل في بعده التصريحي.
مع ذلك، العدالة والتنمية يشارك في الحكومة لأول مرة، بل ويقودها، لذلك كان حريا به، ولو من باب الشفافية، أن يبين للناس القاعدة الإستراتيجية والاقتصادية التي بني عليها هذا التحالف.
على أحزاب التحالف الحكومي، برئاسة بنكيران، أن تشرح النقاط التي توحدها خارج مسألة اقتسام الحقائب الوزارية.
في الحقيقة، من البديهي ألا شيء يربط بين العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية، ولا شيء يجمع بين الرفاق والحركة الشعبية، والشيء نفسه ينطبق على الحركة في علاقتها بالاستقلال… وطبعا لا شيء يربط بين كل هؤلاء وأخنوش!

عبد المنعم دِلـمي / الصباح