Home»National»مرجعية القرآن الكريم الحق والحقيقة

مرجعية القرآن الكريم الحق والحقيقة

1
Shares
PinterestGoogle+

مرجعية القرآن الكريم الحق والحقيقة

 

محمد شركي

 

استرعى انتباهي استعمال أحد العلمانيين الذين استضافتهم قناة ميدى 1 سات في برنامج  » بدون حرج  »  وهو برنامج دأب على التجاسر بوقاحة على الإسلام وتشريعاته في عدة حلقات استعمال عبارة  » الجانب الميثولوجي في القرآن  » . وقد كان صاحب هذه العبارة يتشدق بها ملء فيه تشدق الواثق بما يقول مما حذا بي لكتابة هذا المقال لدحض وهمه الذي يعتمد كمرجعية الظن الباطل الكاذب المنزل تنزيل الحق القطعي. وفي البداية  لا بد من الإشارة إلى أن مرجعية دين الإسلام هي الحقيقة  أو بالتعبير القرآني هي الحق . والحق والحقيقة شيء واحد ،وهما نقيضا الباطل . وكما أن الحق يعتبر مرجعية  عند أهل الإسلام ، فالباطل أيضا يعتبر عند أهله  ممن لا يدين بالإسلام مرجعية .والمرجعيتان على طرفي نقيض أبد الآبدين. والباطل أو البطل ـ بضم الباء وتسكين الطاء ـ هو الكذب ، ومن ثم كان الحق صدقا باعتباره نقيضا للكذب. وفضلا عن دلالة الحق على الصدق فهو يدل  أيضا على العدل ،مما يعني أن الباطل يدل على الظلم  باعتبار علاقة التناقض التي تربطه بالحق . و حق يحق ـ بضم الحاء ـ  الشخص معناه غلبه على الحق  أي أبطل باطله أو أزهقه ، ومنه حاق ـ بتضعيف القاف ـ محاقة وحقاقا في الأمر إذا خاصمه  . وما سمي يوم القيامة حاقة إلا لأن كل مجادل ومخاصم بالباطل تحقه الحاقة أي تغلبه ، أي يواجه الحقيقة التي كان ينكرها . والإسلام وهو الدين الذي يعتبر القرآن الكريم الناطق الرسمي باسمه ،إنما اكتسب مرجعيته التي هي الحق من مرسل رسالة القرآن الكريم إلى البشرية،  ألا وهو رب العالمين جل جلاله القائل في رسالته للبشرية : (( فذلكم الله ربكم الحق )) فالله عز وجل وصف ذاته المقدسة بالحق  أو الحقيقة  ، وما سواه باطل، لهذا يقول جل شأنه : (( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل )) ولقد أنكر الله عز وجل على خلقه أن يظن به غير الحق فقال : (( يظنون بالله غير الحق )) . وأضفى سبحانه بعد ذلك وصفه على فعله جل شأنه فقال: (( والله يقول الحق وهو يهدي السبيل )) فوصف فعل القول الصادر عنه بالحق . وقوله إنما هو رسالته للبشر لقوله سبحانه : (( ذلك أن الله نزل الكتاب بالحق )) ،والكتاب هو الرسالة، وهذه الرسالة هي القرآن الكريم .  والقرآن الكريم كلام الله سبحانه ،وهو فعله الذي أضفى عليه صفته التي اتصف بها، وهي صفة الحق  . ومن هنا نجزم أن مرجعية القرآن الكريم هي الحق  أو الحقيقة . وكل ما يصدر عن حق أو حقيقة فهو حق وحقيقة . ومن مصدر الحقيقة  الذي هو القرآن الكريم علمنا أن الكون حقيقة لقوله تعالى : (( وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق )) . ولما كان هذا شأن السماوات والأرض، ومن فيهن فلا يتصرف ولا يقضى فيهن إلا بالحق لهذا قال الله تعالى : (( والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء )) وقضاء الله عز وجل هو حكمه  وتصرفه في ملكوته بالحق المناسب  لما خلق بالحق ، والمنسجم مع صفة الحق فيه جل شأنه  . وما يسري على فعل الله تعالى وعلى ما خلق وقضى ، يسري على كل شيء ،لأن خلو ملكوته من الحق معناه فساده لهذا يقول جل شأنه : (( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن )) بمعنى لو سادت الأهواء البشرية لهيمن الباطل والظلم  ، وما الظلم سوى وضع الأمور في غير ما وضعت له أصلا وحقيقة . ومن هنا حذر الله رسوله صلى الله عليه وسلم من اتباع  أهواء البشر المناقضة للحق بقوله تعالى : (( ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق )) مما يعني أن مرجعية القرآن حق وحقيقة لا ريب فيها  ، وأن ما  سواها من المرجعيات باطل وكذب صادر عن الأهواء. ولما كانت الرسالة أي القرآن الكريم حقا ، فالرسول  مرسل بالحق ، لهذا يقول الله تعالى : (( إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ))  وما الرسالة التي أوتي الرسول صلى الله عليه وسلم إلا آيات القرآن الكريم المتلوة من لدن رب العزة عليه بالحق ، لهذا يقول جل من قائل : (( تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين)).ويخبر الله عز وجل البشرية بأنه قد بلغهم الحق بواسطة الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: (( يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم )). والغاية من إرسال الرسول بالحق هو أن يحكم بين الناس بالحق أي بالعدل  وهو وضع الأمور فيما وضعت له أصلا ، لهذا يقول الله عز وجل : (( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله )) . وهذا يؤكد أن مرجعية القرآن الكريم هي الحق والحقيقة . والحق والحقيقة لا يدركان بالظن لقوله تعالى : (( وإن الظن لا يغني من الحق شيئا )). وبمقتضى هذا لا بد من اليقين مع الحق لهذا قال الله تعالى : (( فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون )) فلا يستطيع البشر أن يشك في أنه ينطق ، فكذلك يجب ألا يشك في مرجعية القرآن الكريم وهي الحق ، ولهذا قال قائلهم «   أنا أفكر إذن أنا موجود  » والتفكير نوع من النطق الداخلي ، ولهذا  تيقن صاحب هذا القول من وجوده يقينه بتفكيره، و شك  بعد ذلك الشك المنهجي في كل ظن ، ولكنه لم يشك في أنه يفكر أو ينطق ، و النطق أعلق بالمنطق وبالعقل وبالتفكير ، فقال :  » لا أشك في أني أشك  » . ودأب الله عز وجل أن يصون الحق والحقيقة في ملكوته ، لهذا قال سبحانه : (( ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته )) وما كلمات الله عز وجل سوى القرآن الكريم الحق الذي به يحق كل شيء مهما كان . ولقد نهى الله عز وجل عن تلبيس الحق بالباطل الشيء الذي يحدث خللا في ملكوته ،فقال جل من قائل : (( ولا تلبسوا الحق بالباطل ))  ووصف الله عز وجل  حالة الكون إذا ما تلبس الباطل بالحق فقال جل شأنه : (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق )) فبدون حق يكون البغي والإثم والفواحش ما ظهر منها وما بطن . وما الفواحش سوى ما زاد عن الحدود التي وضعها الله عز وجل  لكل شيء خلقه بمرجعية قوامها الحق . والله تعالى تعهد بصرف أهل الباطل أو أصحاب الأهواء عن الحق فقال سبحانه : (( سأصرف عن آياتي الذين يستكبرون في الأرض بغير الحق )) فبموجب هذه الآية الكريمة يكون الاستكبار، وهو بغي نتيجة غياب الحق . ومقابل صرف  الله عز وجل أهل الباطل، أو أهل الأهواء  عن القرآن الكريم ، هدى من خلقه أمة إلى القرآن الكريم  وهو الحق فقال سبحانه : (( وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون )) فالهداية تتحقق بالعدل ، والعدل يتحقق بالحق . وإرادة الله عز وجل في ملكوته هي إحقاق الحق لهذا قال سبحانه : (( ويريد الله أن يحق الحق )) مهما كان الحق وحيثما كان . والحق إنما يحق  بالقرآن الناطق باسم الإسلام، لهذا قال الله تعالى : (( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق )) . ولم يجعل الله عز وجل بعد الحق إلا الضلال فقال سبحانه : (( فماذا بعد الحق إلا الضلال )) . ووصف الله عز وجل الذي لا يحصل له العلم بمرجعية القرآن التي هي الحق بالعمى ، فقال جل من قائل : (( أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى )) . وما العمى سوى الكفر والجحود بالحق والحقيقة  ، لهذا قال الله تعالى فيمن يكفر بالحق : (( وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين )) . وما السحر سوى الخرافة، والوهم ،والأسطورة أوالميثولوجيا على حد تعبير العلماني في قناة مدي1 سات في برنامج بدون حرج . ولقد نفى الله تعالى عن القرآن الكريم النعت الميثولجي نفيا قاطعا  فقال سبحانه  (( إن الحكم إلا لله يقص الحق )) فمن كان قصه حقا لا يمكن أن  تنسب إليه الميثولوجيا كما يزعم العلماني المتجاسر على رب العزة بدون حرج . وما كلام العلماني سوى جدل باطل أي كاذب لدحض الحق ، وهو ما قال عنه الله عز و جل : (( ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق )) . والله تعالى يتعقب الباطل حيثما كان  فيقذف عليه بالحق  فيدمغه ويزهقه كما جاء في قوله تعالى : ((  بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق )). وينبه الله عز وجل إلى أن غالبية البشر كارهة للحق  في قوله تعالى : (( وأكثرهم للحق كارهون )). ومن أساليب دمغ الباطل وإزهاقه  قول الحق لقوله تعالى : (( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )) . والحق هو ما جاء في القرآن الكريم ، وما  سرده وقصه الله تعالى حقائق  ملموسة لا ميثولوجيات  كما زعم سفيه العلمانية بدون حرج ، لهذا  قال الله تعالى في أخبار الأولين : (( نحن نقص عليك نبأهم بالحق )) ويتعلق الأمر بأهل الكهف والرقيم ، وما أظن العلماني إلا قائلا فيهم إنهم أسطورة وميثولوجيا ، أو أن الحديث عنهم هو الجانب الميثولوجي في القرآن الكريم . ومما قد يعد  ضربا من الميثولوجيا بالنسبة للعلماني خبر ابني آدم هابيل وقابيل اللذين قال فيهما الله عز وجل : (( واتل عليهما نبأ ابني آدم بالحق )) فالخبر عنهما حق وليس ميثولوجيا . ومثل ذلك قد يقال عن قصة موسى وفرعون اللذين قال فيهما لله عز وجل : (( نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق )) . ويصف الله عز وجل الجاحدين بالحق بأنهم أظلم خلقه فيقول : (( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه )) وهل يوجد أكذب من  علماني قناة مدي 1 سات الذي زعم كاذبا ودون حرج أن في القرآن جانبا ميثولوجيا ؟  ومقابل الظالمين  المفترين على الله الكذب ، المكذبين بالحق، ذكر الله عز وجل المؤمنين المستيقنين بمرجعية القرآن الكريم التي هي الحق والحقيقة ، فقال جل من قائل : (( فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم ))  ، وليس من قبيل الصدف أن يقترن الإيمان بالعلم لقوله تعالى في هؤلاء المؤمنين : ((  ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك الحق )) . وأخيرا أختم بقول الله تعالى : (( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا )) صدق الله العظيم وكذب العلماني في ميدي 1 سات  بدون حرج .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. المهدي رقم 12
    10/06/2014 at 21:54

    تحية السلم والمسالمة وسلام تام بوجود مولانا الامام حامي حمى الملة والوطن والدين وامير المؤمنين ورئيس لجنة القدس الشريف جلالة الملك المعظم محمد السادس اعزه الله وبعد
    ان موضوعك ايها الكاتب المحترم في محله ونصابه وفيه من الايضاحات ما ترمز كلها الا للحق وحيث انه ظهر فان للاسباب العلمية في ذلك عمل مرئي من الله وبلغ صيته لرسول الاسلام محمدا صلى الله عليه وسلم وها هم المؤمنون يقراون تضاريس العلم المؤتى كما اوتي اوائل امة بني اسرائيل لاذكركم سيدي الكاتب اني منقب وباحث ودارس عصامي وغاز للفضاء الخارجي وشاد الرحال لبيت المقدس هجرة لله ولرسوله ولتكون فعلا هجرة للله ولرسوله زمن الماديات ومصطحب لمفتاح امارة المؤمنين حجزته من ساحة الحرب العلمية الباردة مع الدجال الاعور الذي خرج خروجه غير المرئي لياتي على الاخضر واليابس كما فعل ببعض الدول العربية الاسلامية ترونهم راي العين ،وحينما صادفت موقع موضوعك هذا فانه احق لي ان آتيك بتقنية العجب العجاب الكائنة في القرآن واظهار الحق الذي ظل مكتوما من لذن كاتميه وتقبلوا رابط موقعي الى حين ان اعود وشكرا لطاقم الجريدة والنصر لمولانا الامام اعزه الله http://WWW.aljadid el baouchari

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *