مكانة رجل التعليم في مهب الريح
كان رجل التعليم ذلك الرجل المثالي,الذي يقتدى به في المجتمع,باعتباره مبلغا لرسالة نبيلة تعود بالنفع الجزيل على الافراد وعلى المجتمع,رسالة قادت الامم الى العلا والامجاد,وصنعت اعلام الفكر والادب واصناف العلوم,بل صنعت ابطال الملاحم وقادة التحرر من براثين الاستعمار.
وهنا يطرح التساؤل:هل لا زال رجل التعليم يحظى بالاحترام والتقدير؟لا اظن ذلك قطعا ,لاعتبارات عدة اذكر منها على سبيل المثال لا الحصر
-نظرة المجتمع السلبية لرجل التعليم باعتباره مستهلكا لا منتج ,بل كثيرا ما يروج انه يتقاضى الاموال الطائلة مقابل عمل مليء بالراحة والعطل
-تحميل المسؤولية لرجل التعليم في تدهور المنظومة التربوية واحتلال المغرب للمراكز المتاخرة في التصنيف العالمي
-استفحال التقاليد الغربية في المجتمع المغربي على مستوى الملبس والحلاقة وطرق الحواروجعل رجل التعليم في مقدمة المسؤولين على هذه الظاهرة التي تتنافى والقيم الوطنية والعقائدية
والحقيقة ان رجل التعليم بريء من هذه التهم والافتراءات براءة الذئب من دم النبي يوسف,فانتاج رجل التعليم لا يضاهيه اي انتاج,ومادامت هذه النظرة اليه فان التطلع الى الرقي والتقدم والازدهاراضحى ضربا من الخيال,
وتدهور المنظومة اسهمت فيه كل اطياف المجتمع,والساهرون على الشان التربوي,والتخطيط الارتجالي لرهان الاصلاح,اما التقاليد العمياء للمجتمعات الغربية كرستها عوامل عدة بدءا من الاسرة والاعلام والمجتمعات الغربية نفسها والتي تستهدف القيم الوطنية بنشر ثقافاتها لغرض في نفس يعقوب.
قد يعتبرني البعض انني نصبت نفسي للدفاع عن رجل التعليم,وانفي عنه مسؤولية ما الت اليه اوضاع التعليم,لكنني اقر ان الاستثناء وارد,وهناك من اسهم فعلا في تكريس هذه الاوضاع بسلوكات اقل ما يقال عنها انها لا ترقى الى مستوى النبلاء والشرفاء .سلوكات لو بعث شوقي من قبره لندم على قوله:كاد المعلم ان يكون رسولا.
لا اخوض في ذكر هذه السلوكات بل اترك الحرية كاملة للقارئ الكريم لذكرها واترك الحرية ايضا لرجل التعليم ليسائل نفسه هل هو من هذه الفئة.
Aucun commentaire