بالعلم سادت الأمم
عندما خرج الإستعمار الفرنسي بالكفاح المسلح وحصلت بلادنا على الإستقلال سادت منظومة تربوية سبب نجاحها كان إرادة الجميع في تعليم جيل كانت البلاد في حاجة إليه حيث كان الكفاح لا يزال يذكي روح الوطنية وصاحب ذلك نوع من الجد والصرامة والإخلاص, فتخرجت أجيال تتقن القراءة والكتابة وحملت فكرا وعلما, لكن لم يواكب ذلك إصلاحات جوهرية تهتم بكل العلوم وتؤسس لمجتمع متعلم ولبناء مؤسساتي يحكمه تخطيط بعيد المدى.إذ توالت تخطيطات ومنظومات تعليمية قصيرة المدى بقصر عمر الحكومات والبرلمانات المتعاقبة, فبدأ الانحدار التدريجي, وبدأ التجريب فينا باستيراد منظومات لاتواتي قدنا ولا تنبع من خصوصياتنا كشعب وكأمة. ولعلي أورد هذا الكلام بمناسبة الدخول المدرسي, ووسط اتفاق الآباء كلهم أن التعلم لم يعد يفي بالغرض المنوط به ذلك أن المتعلم الذي هو جوهر كل شيء انشغلت عنه المنظومة بامور تسمى إصلاحات استعجالية يصعب تتبعها وتطبيقها لأنها وسمت بالطابع الإستعجالي ولا شك أن غالبا ما يتبع الاسعجال الارتجال. بينما الامم الراقية إذا اصلحت أو غيرت فإنها تأخذ الوقت الكافي والتدقيق الوافي وتدرس الامر من جميع جوانبه سلبياته وإجابياته, مدى فشله ونجاحه من أجل التصويب وتستحضر نية التبع الهادف وترصد مؤشرات التفوق, وتسير ببطء ولا تنتقل من أمر لآخر إلى بعد الإتقان والجودة, والمهم في ذلك كله العنصر البشري والسير بالبلاد نحو التفوق والرقي والتقدم. إن الإنسان في الأمة العظيمة هو لب الإستثمار, ولكن متى يصل الأمر عندنا إلى هذه القناعات ونحن أمة لها دين سبق إلى الدعوة إلى هذه الامور ما يربو على اربعة عشر قرنا؟
نحن قوم سدنا العالم وقدناه في عصور ظلامهم وجهلهم بالتزامنا وجدنا وإخلاصنا وتعظيمنا للعلم والعلماء. ألفنا الكتب وطرجمنا علم غيرنا, وترجم غيرنا علمنا يوم كانت النيات صادقة وكانت عزيمة السيادة والقيادة حاظرة, وكان هدف علمائنا نشر العلم ونفع الإنسان به, قبل أن يصبح الواحد منا باحثا عن المنصب بالعلم مريدا للشهرة والرياء
فعجبا لمن أصبح يفخر بالحاضر ويدعو إلى التجديد الذي يراه في الاستراد من غيرنا ويصب جام غضبه على ما تعلم به جيل ما بعد الإستقلال وينسى ان الذي ينقصنا هو الإخلاص في العمل, فقد قال الله سبخانه وتعالى :{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون} صدق الله العظيم
Aucun commentaire