التعليم قاطرة التنمية
كثيرا ما نسمع أن التعليم قاطرة من قاطرات التنمية، لكن هل وعت بلداننا العربية هذه الحقيقة؟
لا شك أن المجتمعات المتحضرة أكثر تعلما من المجتمعات المتخلفة، فالتعليم يتيح للمجتمع فرص تطوره الذاتي، وذلك من خلال اكتشاف الافراد المتعلمين لقدراتهم الذاتية، واستغلالها أحسن الاستغلال من أجل العيش على سطح هذا الكوكب، وحسن التعامل مع الموارد التي يوفرها لنا، بطريقة عقلانية تضع في الحسبان حاجيات الأجيال الحالية، وطبعا لا ننسى حاجيات الأجيال الآتية؛ فالانسان المتعلم يسهل التعامل معه وتوجيهه حيث يستطيع تسخير طاقاته من أجل نفسه ومجتمعه، فالدولة أذا وفرت له وظيفة أو عملا، فهي كذالك تزيد من فرص تقدمها وأزدهارها، لأن هذا العامل المتعلم يزيد من الانتاج القومي بشكل أو بآخر،وذلك عكس غير المتعلمين الذين لا يحسنون التعامل مع مستجدات العلم من آلات وتكنولوجيا المعلومات، وبالتالي نهدر المال والوقت: إما من خلال تكوين هؤلاء العمال الاميون، رغم أن هذا التكوين لن يقدم لنا جديدا لأن العامل ليس له تكوين أساسي،وإما من خلال الاضطرار إلى جلب اليد العاملة المؤهلة من الخارج، وهو ما يكلف دولنا العربية أموالا طائلة، لأننا والحالة هاته، ندفع بالعملة الصعبة ونوفر الاقامة و… و… من الشروط التي تشترطها هذه الاطر الآتية من خارج الوطن. هذه الأموال كان يمكن أن نستثمر نصفها أو أقل في النهوض بالتعليم في أوطاننا، تعليم مجاني وجيد يقدم للجماهير، في مدارس عمومية جذابة في مظهرها ومرافقها ومحتويات مناهجها، تعليم عصري يستجيب لمتطلعات العصر والمصر، تعليم ينتج النجاح، وليس كتعليمنا الحالي الذي لا ينتج سوى الفشل والامية والجهل.
وللوصول إلى هذا المستوى، يجب أن تكون هناك إرادة حقيقية لذى النخب الحاكمة، على أساس المصلحة العليا للوطن، وليس أساس تكريس الطبقية القائم عليها تعليمنا الحالي. وأن نغير نظرتنا للتعليم على أنه قطاع غير منتج، إلى اعتباره اللبنة الاساس في التنمية، والاتجاه نحو الاستثمار في العنصر البشري، لأنه السبيل الوحيد لاستمرارنا على هذا الكوكب
Aucun commentaire