Home»National»في ملتقى البحرين

في ملتقى البحرين

0
Shares
PinterestGoogle+

وأنا ألامس تراب مدينة طنجة ،بعد رحلة شاقة  على متن القطار  من أقصى الشرق المغربي امتدت إلى مايناهز اثناعشر  ساعة ،أفاقتني دهشة من نسائم البحرين  وشئ من الأريج الأسطوري  الذي ميز المدينة منذ آلاف السنين…حيث يقول المأثور الشعبي المتداول بين الساكنة أن سفينة نوح عليه السلام ضلت الطريق  وهي تبحث عن اليابسة ،وذات يوم حطت حمامة فوق السفينة التائهة والوحل في رجليها فصاح الركاب الناجين ….((الطين جا …الطين جا)) مجازا عن دنو اليابسة ومن تم سميت المنطقة بطنجة…فبالرغم من أنطلوجية التسمية إلا أن الحكمة تبقى عميقة ومفيدة  جدا خصوصا  في مخيلة كل من وطأت قدماه عروسة الشمال…

 الطين جا..الطين جا)) اختصارالماضي والحاضر للصدمة،الرهبة ،الحب والإحساس بالحياة….هكذا اعتقد كبار الأدباء والفنانين والسياح الأجانب بأن من يتملكه النبع الطنجاوي لن يظمأ أبدا..وهو نبع سهل الإحداثيات بين أوروبا وإفريقيا  وبين المحيط والمتوسط..في تلك الكومة الغناء  من  ((مدينة الحلم)) كما سماها بول بولز….ويقال أن من زارها لا بد أن يعود إليها ،ومن عاد إليها لا بد أن يسكن فيها ويسكن إلى فضاءاتها ،لذلك وجدتني فيما يشبه الشغف الطفولي  مع الزميل الإعلامي  ((شفيق بنصفية)) نرتب لعودة أخرى ونحن نحتسي شايا منعنعا في إحدى المقاهي الشعبية بالسوق الداخلي ،أحد أهم  المشاهد المتحركة للبنوراما الطنجاوية…

ماتيس وديلاركو)) وغيرهم من رسامين فرنسيين وإسبان، كانوا محقين عندما استلهموا لوحاتهم من عروسة الشمال ،وآخرون اختاروا أن يبقوا رهائن  للسحر في الحياة مثل الممات، كوالتر هاريز مراسل جريدة ((التايمز)) اللندنية توفي في مالطا ونقل جثمانه إلى طنجة بناءا على وصيته حيث دفن في  المقبرة الإنجليزية وكذلك جان جينيه الذي ارتبط بها ارتباطا وثيقا فدفن غير بعيد عن عبقها((العرائش)) …أما الأديب الكبير محمد شكري فله رحمه الله رأيا آخر عندما كان يناديه أحدهم بالأديب العالمي كما  حدث مع صديقي الأستاذ حسن بريش الذي حضيت بشرف توقيعه لكتابه الأخير/ شكري.. وأنا/  في جلسة  رفقة أدباء ومثقفين مثل الإعلامي الكبير السيد سعيد نعام  والصحافي عمر أجانا….بإحدى المقاهي الأدبية في مدينة الثقافة بامتياز—طنجة—فبينما كان الكاتبين في //النجريسكو//  سأل السيد حسن بريش محمد شكري :أنت سي شكري كاتب عالمي ولست كاتبا طنجاويا فحسب..  

محمد شكري :لا..بالدرجة الأولى أنا كاتب طنجاوي ،لولا إقامتي في طنجة لما كتبت شيئا..

ولعل المساحة لا تكفي لنستفيض أكثر في من جمعهم بالمدينة  ثنائية الأثر والتأثر كمارك توين وصموئيل بكيت وأنطوني كوين ومشاهير الأدب و نجوم الفن  العربي……

  وهذا انعكس  إيجابا على المشهد الثقافي بالمدينة فطنجة تنتج سدس إنتاج المغرب من الطباعة والنشر بل أصبحت من أهم المدن الثقافية في إفريقيا لاحتوائها على عدد كبير من دور المسارح والمتاحف وقاعات الفنون والموسيقى بالإضافة إلى الجمعيات الكثيرة التي تعنى بالشأن الثقافي..

 غناها أيضا يظهر في  الآثار و الجمادات التي تتحدث لغة التاريخ فقد مر من هنا الفينيقيون والبونيقيون والرومامانيون والموحدون والمرابطون والبرتغاليون والفرنسيون والإسبان والألمان….ولعل ذلك  ما جعل  الطنجاويون أكثر سماحة وانفتاحا على الآخر….طنجة لا زالت تستهوي زوارها بنفس البريق وأكثر ،  فبدت لنا  غاصة بالزوار أجانب ومغاربة والإختناق يظهر جليا في المحطات الطرقية وعلى متن القطارات والحافلات ..الصيف حالة طوارئ حقيقية بالنسبة للمسافرين ،وحجم الإزدحام يظهر كلما اقتربنا من وسط وشاطئ المدينة وفي بعض الأماكن كشارع محمد السادس والملتقى الطرقي لكاسطيا…. وهذا دليل على كون المدينة محجا  ومنطقة جذب قوية للزائرين… 

 وعلى رأي المثل العربي ((إذا ظهر السبب بطل العجب)) ..قليلا من التأمل الهادئ من سور المعكازين الفاتن.. تتذكر  أن طارق بن زياد انطلق من هنا…وابن بطوطة انطلق من هنا ويوسف ابن تاشفين انطلق من هنا كذلك…..  رائعة أنت يامدينة الأحلام بأعلامك وبتألقك….

محمد بوعلالة

bouallala112@gmail.com

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. jihane nador /fac med1
    01/08/2011 at 09:10

    Tanger la belle, la mystérieuse, la mythique, la nonchalente, s’est vue volé la vedette par sa concurrente coréenne.

    Non, elle ne s’exposera pas aux yeux du monde.

    Non, elle ne dévoilera pas ses milles facettes, ses beaux atours.

    Elle restera comme aujourd’hui, visitée par tous, méconnue de tous

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *