ضرورة نسف وتحريق العجول السامرية في الوطن العربي
من المعلوم أن عجل السامري هو رمز تاريخي لأكبر عملية تزوير وتضليل في التاريخ البشري على الإطلاق ، ذلك أن السامري استغل غياب نبي الله موسى عليه السلام فأخرج لقومه عجلا جسدا له خوار فقال هذا إلهكم وإله موسى. ولا يوجد أقبح من تزوير الإله في تاريخ البشرية ، ولا أقبح من تزوير ثورات الشعوب . وعلى غرار عملية التزوير السامرية وقعت في الوطن العربي بعد مرحلة الاستعمار الغربي أكبر عمليات تزوير الثورات العربية فيه حيث حرص الاستعمار الغربي الذي اضطرته مقاومة الشعوب العربية على الجلاء عن وطنها إلى إخراج أنظمة تحاكي تدبيره تماما كما أخرج السامري العجل لضمان استمرار استعمارها الفكري والثقافي والاقتصادي . وهكذا نشأت في الوطن العربي أنظمة مزورة وعجول سامرية في غياب الثورات الموسوية . وعلى غرار طريقة السامرية في التزوير جاءت الانقلابات العسكرية العربية حيث قبض الانقلابيون قبضة من أثرالمقاومات فنبذوها في الانقلابات وأخرجوا للشعوب العربية أنظمة عجول، وكذلك سولت لهم أنفسهم. وفي غياب الزعامات الموسوية الصادقة الكفيلة بنسف العجول وتحريقها استمرت الأنظمة المزورة الفاسدة لعقود من السنين ، وبقيت الشعوب العربية في العذاب المهين قبل أن يأتي ربيع الثورات العربية الموسوية الغاضبة المهددة بنسف وتحريق العجول السامرية التي ملت هذه الشعوب خوارها . ومشكلة الأنظمة العربية العجول أنها فرخت بدورها شبكات من العجول السامرية في كل القطاعات ، وهذه العجول الأخطبوطية هي التي تعطل نسف وتحريق العجول السامرية الكبرى. والثورات العربية الحالية حائرة في العجول الأخطبوطية التي تحمي العجول السامرية الكبرى ، ذلك أن الأنظمة الفاسدة المنهارة استطاعت أن تجعل من هذه العجول الأخطبوطية دروعا تحتمي بها ، فلا تكاد الشعوب العربية الثائرة تخرج لنسف أو تحريق عجل من العجول السامرية حتى تجد نفسها وجها لوجه أمام الطوابير الخامسة من العجول الأخطبوطية الحاملة لصور العجل السامري ، والهاتفة بخواره ، والمباهية بأطول لواء احتفاء بالعجل السامري الخوار في وسائل الإعلام الرسمية . وعلى الشعوب العربية أن تقضي وقتا طويلا في نسف وتحريق العجول الدروع التي توفر الحماية لكل عجل سامري قبل أن تصل إلى نسفه وتحريقه . و حتى في البلاد العربية التي نسفت فيها العجول السامرية كمصر وتونس لا زالت عجولها الأخطبوطية الدروع تقاوم من أجل استبدال عجل بائد بآخر مما جعل الغضب الشعبي الموسوي يشتد ، وتزداد الشعوب غضبا على بعضها على طريقة غضب موسى من هارون الذي استضعفه السامري وكاد أن يبطش به لما رفض التزوير السامري . فالشعوب العربية بعد ربيعها يأخذ بعض طوائفها برؤوس ولحى البعض من فرط الغضب الذي تسببه الأنظمة العجول السامرية . وتراهن هذه الأنظمة على زرع الفتن والصراعات بين طوائف موسى وطوائف هارون من أجل بقاء العجول السامرية كما كانت لعقود من السنين . ولا نستغرب خوار العجل السامري الليبي الذي لا زال يبكي العجل السامري المصري والتونسي ، ويتهم الشعبين المصري والتونسي بالغباء لرفضهما العجلين السامريين . ولا نستغرب بطش الطائفة السامرية في سوريا التي تبطش بالشعب السوري من أجل الإبقاء على العجل السامري السوري، كما أننا لا نستغرب صمود الطائفة السامرية اليمنية بعدما حرق عجلها السامري اليمني إلا أنه لم ينسف بعد . ولقد أصبحت الضرورة ملحة لنسف العجول السامرية وتحريقها من أجل نهضة الوطن العربي النهضة الحقيقية إلا أنه لا بد من الحذر من انصراف الشعوب العربية عن عملية نسف وتحريق العجول إلى أخذ بعضها بعضا من الرؤوس واللحى خدمة للعجول السامرية المتشبثة بكراسي الحكم.
Aucun commentaire