وأي احتفال أجدر بأن يحضر غير الاحتفال بنتائج ناشئتنا ؟؟؟
سألني بعض الفضلاء عن رأيي في الاحتفال الذي أقيم مساء اليوم بقاعة المحاضرات بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة ، والذي أقامته أكاديمية الجهة الشرقية احتفاء بذكرى عيد العرش المجيد ، وابتهاجا بنتائج الدورة العادية للموسم الدراسي الحالي ، وقلت بكل عفوية : وأي احتفال أجدر بأن يحضر غير الاحتفال بنتائج ناشئتنا ؟ فالأمة التي تحتفل بكل ما له صلة بالعلم والتعلم أمة راقية تقدر العلم وأهله ، ولا يوجد أفضل من العلم الذي رفع الله عز وجل من شأنه في قوله وهو أصدق القائلين : (( يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات )) وفي الأثر » خيركم من تعلم العلم وعلمه « . فإذا كان الله عز وجل قد رفع من قدر العلم وسواه بالإيمان رفعة ، وكان رسوله صلى الله عليه وسلم قد رفع من شأنه خيرية فلا يضير الاحتفال بنتائج أبنائنا إن لم يحضره من هو مدين للمؤسسات التعليمية بالكثير ،ولولاها لما كان له ذكر. وعندما يحضر المسؤولون في الجهة مثل هذا الاحتفال فهذا شرف لهم وليس للاحتفال الذي خصص للناشئة المتعلمة التي تبسط لها الملائكة أجنحتها . ولئن ترفع أحد أو استنكف عن حضور مثل هذا الاحتفال فإنه إنما يسيء إلى نفسه عندما يترفع عمن تبسط له الملائكة أجنحتها ، ويرفعه الله عز وجل درجات ، ويجعله رسوله صلى الله عليه وسلم أفضل وخير الناس . ولا يمكن أن يغيب عن مثل هذا الاحتفال إلا جاهل بقدر العلم يلتمس العزة في غيره ، وما هو بمدرك عزة في غيره أبدا . ولقد كان من المفروض أن يكون حضور هذا الاحتفال وأمثاله من الاحتفالات في نيابات الجهة الشرقية مشهودا ومتميزا ، ومنقولا على الشاشات وعلى أمواج الأثير لأنه حدث بارز وجد هام وهو احتفال بإنتاج فريد من نوعه . فإذا ما تهافت البعض على الاحتفال بالفواكه والخضر والورود ، والخيول وحتى بالتهريج أحيانا ، وحرصوا على تسجيل حضورهم ، وتسجيل انطباعاتهم أمام عدسات وسائل الإعلام المختلفة ، فإن الأكياس العقلاء يحرصون على حضور الاحتفال بالعنصر البشري المتعلم وهم أطر المستقبل العليا في كل القطاعات ورواد النهضة والتقدم والرقي ، وصدق المتنبي إذ يقول :
إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا //// أن لا تفارقهم فالراحلون هم
فالذين قدروا على حضور الاحتفال بنتائج أبنائنا ولكنهم لم يفعلوا يشملهم حكم المتنبي ، فهم الخاسرون الذي خسروا شرف الحضور في احتفال به يشرف من حضره ، ولا يشرف هو بمن حضره. ولقد شرف من حضر الاحتفال بأبناء وبنات شرفوا الجهة بنتائج سارة ، وكانوا وراء المكانة التي حازتها الجهة الشرقية وعاصمتها عندما فازت جهات ومدن أخرى بمراتب المعيشة و السياحة والفلكلور وغير ذلك… بينما فازت هي بمرتبة العلم والتعلم . وأخيرا أقول إن الاحتفال بنتائج المتعلمين هو أشرف احتفال على الإطلاق ، وكان من المفروض أن تتخلل هذا الاحتفال التفاتة إلى الذين كانوا وراء تحقيق المتعلمين لهذه النتائج السارة ، وهم أخيار الناس بتعبير رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم أولى وأجدر بتقديم الجوائز للمتعلمين ، وأولى وأجدر بأن تقدم لهم الجوائز عرفانا بما قدموه للمتعلمين عوض أن يقدم عليهم غيرهم عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : » من أسدى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تكافئوه فادعوا له » وإذا ما كانت مكافئة المعلمين قد غابت في هذا الاحتفال مع شديد الأسف فنسأل الله عز وجل أن يجازيهم عن فلذات أكبادنا خير الجزاء في عاجلهم وآجلهم ، وسامح الله من غيب تكريمهم في هذا الاحتفال قاصدا أو غير قاصد ، ونرجو أن يتدارك التقصير في حقهم قريبا ، وما أحكم وأعقل أسلافنا الذين كانوا يكرمون معلم العلم قبل الابتهاج بمن تعلم من أبنائهم .
Aucun commentaire