قاضي مراكش يوقف حركة 20فبراير
قاضي مراكش يوقف حركة20 فبراير
رمضان مصباح
بدا جليا الآن أن عربة الدستور الجديد لا بد أن تدخل الطريق السيار؛حتى تسير بأقصى سرعة ممكنة.
لم تعد « لا » تلقى الا في وجه الفساد؛بعد أن اعتنقت الأغلبية الدستور ,وغدت المقاطعة نسيا منسيا ؛ربما ندم عنها حتى أصحابها ,اذ حولتها العديد من التصريحات الوازنة- الداخلية والخارجية- إلى تهمة ,بعد أن كانت موقفا.
لا خلاف حول محاربة الفساد, بين جميع الأطياف ؛و الخطاب الرسمي ,مدعو ليكون السباق إلى الفعل ؛وإلا ماكان الدستور ليربط المسؤولية بالمحاسبة, بعد سكوت,عن التصريح المباشر ,في كل الدساتير السابقة.
إن ما يروج عن قرب تقديم ثلاثمائة مسؤول إلى القضاء – ربما استنادا إلى تقارير المجلس الأعلى للحسابات – إن صح ,ليس سوى وصل الدخول إلى الطريق السيار؛وصل نتسلمه دون مقابل ؛لكن » دخول الحمام ماشي بحال خروجو ».سيحاسب الجميع في النهاية.
لماذا قاضي مراكش؟
لأن معاذ بن جبل هذا أحيى الثقة في الميزان و السلهام الأسود والمطرقة ؛ وفي العمل القضائي المغربي,عموما, الذي يبدو أحيانا وكأنه يخبط خبط عشواء ,لتعدد الغارات عليه .
تزامنت نازلة مراكش – حيث انفصلت السلطة القضائية حتى عن أواصر الأبوة والبنوة والزوجية- مع التطهير الذاتي ( الكاتارسيس) الذي غدا خطابا عاما؛حتى بدا الوطن وكأنه يجمع لوازمه للذهاب إلى الحمام. كما الجسد يهرع يهرع إلى الماء الطهور.
لا يهم أن يكون هذا التزامن صدفة ؛أو ترتيبا إلهيا – حسب زاوية النظر- المهم أن النموذج هنا ,قائم ,كفعل بليغ الدلالة ,وكرد فعل عليه,بالغ الدلالة أيضا.
حدثني عدل مسن من فاس ,عن بواب المحكمة الشرعية بالبطحاء ذات عدل صارم:
كان يفتح الباب صباحا وينادي بأعلى صوته: فين كم يا ولاد لحرام.كانت فرائص المنتظرين,وخصوصا الجناة, ترتعد حينما تسمع هذا النداء الذي لا يعني : صباح الخير.
وسمعنا من علماء القرويين , ونحن طلبة, أن القضاة أنفسهم كانوا شديدي الاحتياط في أحكامهم لأن العلماء كانوا منتصبين للفتوى ,والطعن ,إذا صدر حكم غير عادل.وكانت الفتوى تواجه بالفتوى ,في حضور العلماء والقضاة.سوق عكاظ فقهية.
محاربة الفساد ,والآن. المجلس الأعلى للحسابات قائم ,بكل أرقامه واتهاماته .
سلالة عمر ومعاذ وأبي ذر ,موجودة في كل عصر ؛ومنها قاضي مراكش ,وغيره كثيرون .
الفصل بين السلط قائم ,منذ يوم الجمعة ؛ولا أحد سيقول للقضاة افعلوا. هم الفاعلون ,ابتداء, المحركون للملفات .
ويبقى أن قرينة البراءة ارتقت الى الدستورية ,حتى لايكون هناك شطط.
بهذا سيكون قاضي مراكش هو الذي سيدخل أبناءنا الى منازلهم ,حتى لا يخرجوا الا الى دراستهم ورياضتهم,وترفيههم.
ملاحظة: قاضي مراكش هو القاضي الذي أمر- منذ أسابيع- باعتقال ابنيه ,بعد ما جرى بينهما وبين مواطن,من سباب ,أثناء شنآن مروري, في شارع من شوارع المدينة.
ولم يكن نصيب رجال الأمن وهم يتدخلون,بأحسن من حال المواطن . وقد أثنى المجتمع المدني ووسائل الإعلام على تصرف القاضي الذي يعد سابقة في العمل القضائي المغربي.
2 Comments
كان حريا بك أن تبدأ بسرد النازلة عوض تسبيق التعليق، ثم إن عنوانك لا يعبر عن المضمون كما أن نزاهة قاض لن توقف الاحتجاجات إن كان هذا هو قصدك
« لاسبيل للعمارة الا بالعدل ,والعدل الميزان المنصوب بين الخليقة نصبه الرب وجعل له قيما وهو الملك » من كلام الموبذان بهرام بن بهرام في حكاية البوم التي نقلها المسعودي .
ومن كلام انوشروان في هذا المعنى بعينه :
« الملك بالجند والجند بالمال ,والمال بالخراج والخراج بالعدل ,والعدل باصلاح العمال واصلاح العمال باستقامة الوزراء , …. »
مقدمة ابن خلدون , الصفحة45
ويرى عبد الرحمن بن خلدون ان الظلم مؤذن بخراب العمران , وان عائدة الخراب في العمران على الدولة بالفساد والانتقاض.
اذن فلاسبيل للعمارة الا بالعدل .
والعدل اساس الملك.
شكرا على المقال فاول الغيث قطرة و ان مسيرة التغيير قد انطلقت وستجرف كل من يقف في طريقها لانها تجسد ارادة ملك وشعب ….ا