يعرف المغرب منذ فترة حراكا شعبيا على
غرار باقي شعوب المنطقة العربية توج بظهور حركة 20فبرايركمكون إصلاحي تحت شعار
محاربة الفساد بمختلف أنماطه ،وإحداث تغييرات اقتصادية واجتماعية وسياسية خدمة
لكرامة الإنسان المغربي كمواطن مغربي صرف بعيدا عن كل مظاهر العنصرية والعرقية
التي تتستر خلف شعارات فضفاضة لا مكان لها إلا في نفوس مجموعة تعودت على إسداء
السخرة للأسياد التاريخيين منذ فترة طويلة مستغلة حاليا الحراك الاجتماعي وهامش
الحرية الذي تعيشه البلاد .ونخص بالذكر هنا ما أصبح ينعت بالحركة الأمازيغية ,لا
أحد يجادل في أن الأمازيغ عنصر فعال من باقي العناصر المكونة للهوية المغربية
،وليس هناك عاقل ينكر اللغة الأمازيغة
كإرث تاريخي للشعب المغربي تجب المحافظة عليه وتفعيله ثقافيا,غير أن المصيبة عندما
تركب جماعة من المندسين موجة الحراك وتكشف عن حمولتها العنصرية وتوجهها العرقي
الهادف الى تمزيق المجتمع المغربي وإدخاله مرحلة النزاعات الطائفية ( لبننة
المجتمع المغربي) وبذلك نكون أمام خطة مبيتة للمغاربة لا شك أن العناصر المنفذة
لها تحت عباءة وشعار « الأمازيغية »تدرك جيد ا أنها ستدخل المغرب والمغاربة
بمختلف جذورهم مستنقعا قد يكون من المستحيل الخروج منه بسلام ولن ينجو أحد من
ويلاته, إن اللا هثين خلف هذه النزعة المقيتة والقذرة لاينتمون أبدا للمغاربة
الأحرار( دون تصنيف)فالمغاربة منصهرون لدرجة يتعذر معها على أعتد مختبرات العالم
فك وتصنيف إنتماءاتهم وهي القناعة التي بات
يؤمن بها الجميع حتى أولئك الذين راهنوا على خطة ( الظهير البربري)…لكن ليس
مستغربا أن يعاود الإستعمار مجددا مؤامراته الخسيسة مستنجدا بأطراف نذرت نفسها
للعمالة للعدو على حساب الوطن.قد يبدو هذا الإستنتاج مستفزا للبعض وقد ينعته
آخربالحكم الجاهز البعيد عن الواقع.غير أن قناعتي بصحة الإستنتاج تستخلص من مجموعة
من الملاحظات:
1- أن الدعوة الى دسترة الأمازيغية صاحبها هجوم شرس وأحيانا لا أخلا قي علي
اللغة العربية والنيل منها بنعوت وأحكام لايعتمد أصحابها على مؤشرات علمية وإنما
على خلاصات مجانبة للموضوعية ،وكأن اللغة العربية هي المسؤولة عن تهميش الأمازيغة
وليس أنظمة ونخبا فرانكفونية تداولت على السلطة بتفويض من الإستعمار الذي ناصب هذه
اللغة العداء منذ القدم ولا زال يسخر أزلامه لذلك,

2-أن الحملة المحمومة واكبها
إعتداء شنيع على العنصر العربي المغربي وكأن العنصر العربي كان وحده الذي حكم
المغرب وهمش الأمازيغ ،وأن أحرضان والعنصر وعرشان
وووووو،كانوا بعيدين عن السلطة ولم ينعموا بكراسي الوزارات أبدا .,إن رواد
الحملة القذرة نسوا أو تناسوا الشراكة التي أقامتها طبقة الأقطاع المؤلفة من ا
لعنصر العربي والأمازيغي و ووو…ضد
المستضعفين من كل الشرائح والفئات دون تمييز.

3-أن الهجمة المسعورة والمبيتة لم
يسلم منها الدين الإسلامي الحنيف لاعتبارين أساسيين:الأول :كونه نزل باللغة
العربية التي يمقتها هؤلاء كما فعل الإستعمار من قبلهم ،والثاني:أنه يعتبر الدين
الرسمي للبلا د وأن هذه الزمرة تعشق العلمانية التي تراها رمزا للإباحية والشذوذ
والمدافعة عن المثليين وأكلة شهر رمضان…….

4-أن هذه الحركة تتشكل في أغلبهامن
فصائل ذات توجه انفصالي يدعو الي حق الشعوب في تقريرمصيرها .

إ نطلاقا مما سبقت الإشارة
إليه يمكن الجزم بأن هذه الحركة المتسترة وراء
الأمازيغ وهم براء منها تتقاطع وبشكل كبير مع الفكر الإمبريالي ويتأسس هذا
الإستنتاج على :آ –أن خطاب الحركة ينبني على التقسيم العرقي للمجتمع
المغربي،والرغبة في إشعال الطائفية وهو سلوك ميز الحقبة الإستعمارية تحت شعار
« فرق تسد »قصد الهيمنة والتسلط,

ب-أن الهجمة على اللغة العربية تأتي
في خضم التراجع الملحوظ الذي تعرفه اللغة الفرنسية على المستوى الدولي ورغبة فرنسا
في إعادة إحياء لغتها بالمستعمرات القديمة من جهة ،ومن جهة ثانية محاولة الحد من
نفوذ اللغة العربية التي أصبحت تحتل المرتبة السابعة عا لميا (قبل الفرنسية )في
التخاطب عبر الأنترنيت

ج- إن شتم بعض عناصر الحركة للإسلام
لاينأ ى عن دائرة العدوان الغربي الإستعماري الذي لا يتوقف إعلامه عن شتم الرسول
الكريم والقرآن العظيم

د-أما عن حق الشعوب في تقرير مصيرها
فلا يطبق إلا داخل الدول المتخلفة لتسود الصراعات ويتقاتل أبناء الشعب الواحد
بمباركة القوى الاستعمارية مسخرة في ذلك عملاءها المخلصين من أبناء الوطن ،والواقع
يطفح بكثير من الأمثلة( لبنان-العراق أفغانستان ,,,,,,,,,)أما حق الشعوب في تقرير
مصيرها ببلدان الغرب الإمبريالي فذلك من المحرمات التي يمنع التداول فيها،هل تسمح
و م الأمريكية بالحديث عن حق الهنود الحمر في تقرير مصيرهم وإسبانيا عن حق البا سك وفرنسا
عن حق شعوب جزربو لينيزيا في أقصى جنوب المحيط الهادي ،عندهم ليس للشعوب حق تقريرالمصير أما عندنا

فالعملاء يتلقفون
بسرعة فائقة تعليمات أسيادهم من الغرب ،دون أن يرف لهم جفن أو يندى لهم جبين ..

علي أبو سامي