نقد العقل التربوي:تعليم النخب واعادة الانتاج ؟
مدارس أبناء الأعيان و الثانويات الإسلامية : وهي مدارس مخصصة للنخبة المغربية التي تضم أبناء الأعيان و الوجهاء و الموظفين المغاربة الكبار و أبناء كبار التجار و الملاكين وكانت مهمة هذه المدرسة هي إنتاج و إعادة إنتاج النخبة نفسها ، و إعداد الموظفين الصغار و المتوسطين ليقوموا بدور الوسيط بين الحماية الفرنسية بوصفها إدارة و اقتصاد و بين » الأهالي » الذين يشكلون مجموع المواطنين المغاربة.
مدارس ابتدائية مهنية : تتحدد مهمتها في تكوين يد عاملة تخدم الاقتصاد الاستعماري في مختلف الميادين، ففي المناطق القروية نجد مدارس فلاحية مهمتها إمداد المعمرين باليد العاملة المتعلمة، و في المناطق الحضرية الصناعية و التجارية و الإدارية نجد مدارس مهنية تمد المعامل الرأسمالية بالعمال المدربين في أشغال البناء و النجارة و الصيد و الملاحة.
بهذا الأسلوب عملت سلطات الحماية الفرنسية على حصر التعليم في مناطق محددة على تنويع أشكاله حسب الفئات المتواجدة بالمغرب حرصا منها على المحافظة على كل فئة حسب جذورها الاجتماعية، و ذلك خدمة لمصالحها السالفة الذكر، لقد عملت السلطات الفرنسية على عزل البادية عن المدينة، وذلك بخلق نظام تعليمي متنوع يستجيب لمخططاتها، كما عمقت الفرق بين الأنشطة الاقتصادية بين المدن والقرى، إن وضعية التشتت التي ورثها المغرب المستقبل سنة 1956 عن سلطات الحماية ستكون إرثا معقدا حركته الخلفيات الأيديولوجية و السياسية و الاقتصادية لسلطات الحماية عبئا ثقيلا يصعب مواجهته و إيجاد حلول ملائمة له غداة الاستقلال .لقد خططت فرنسا لسياسة تعليمية تسمح لها باتمام غزوتها للبلاد بغزو الفكر المغربي واخضاعه لمصالحها التوسعية , فبعد ان كان التعليم مبني على تعاليم اسلامية وتقاليد وطنية وشخصية مستقلة وهو المساهم الاساسي في بناء الشخصية المغربية ,ادخلت فرنسا تعليما جديدا غايرا ومنافسا لهذه البنية الاصلية المبنية على تقاليد واعراف معينة ,مما جعل التعليم لايستطيع منافسة ما كان التعليم الاوروبي يطمح الى تحقيقه عبر المستعمرات في اطار مشروعه العام: اخضاع الارض والعباد وربط مصير الشعب المغربي بقوى المركز وبالاخص المستعمر الفرنسي ,ويظهر هذا التوجه عبر خطاب سلطات الحماية التعلق باللغة التي يجب استعمالها في تنفيذ السياسة التعليمية. كتابي محمد
Aucun commentaire