Home»Jeunes talents»ثمن الزمن الضائع

ثمن الزمن الضائع

0
Shares
PinterestGoogle+

كانت سمية، فتاة على قدر كبير من الجمال، عبقرية الروح بديعة الجسد، تمردت على فقر أبيها فارتمت في حضن أول رجل صادفته في طريقها، كان ثريا، يكبرها سنا وحالما فاز بها حمل الحب الى جسدها الصغير واذرف عليها الهدايا الثمينة، فارتمت بين ذراعيه وصدقت وعوده.

اصبحت حياتها الجديدة حفلات ، وفساتين فاخرة وأقراط ثمينة وعطور وأحذية فارهة ورزمة من المعجبين ، عاشا معا  حياة سعيدة حافلة بالمتع والتمتع  لأكثر من ستة أشهر وما أسرع ما وجدت سمية نفسها جزء من طبقة اجتماعية مرموقة لطالما حلمت بها في اليقظة والأحلام، فنسيت الفقر والحرمان  وحصن العائلة الدافئ.

لم تعرف العاشقة عن حبيبها إلا ما كانت هي نفسها  قد أضفته عليه من أوهامها اللذيذة ، الى أن فاجئها بسفر غير مرتقب خارج الوطن لوحده، فحمل حقيبته تاركا وراءه أكثر ثيابه وعطره وبعض أغراضه الشخصية… انتظرت سمية عودته  طويلا الى أن بدأت  تنفجر حياتها وهي تتأمل جثة حبها المهشمة، فعجزت عن تحمل هول الصدمة ولم تعد تستطيع النوم ، فقتلته آلاف المرات في يقظتها وأحلامها ، ضاعت عذريتها في غمرة نشوة زائفة وهي لم تتجاوز السابعة عشرة ربيعا ولم تبلغ الثراء الذي كان منها بعيدا و ما يزال.

سعت الى النسيان عبر المتعة من كل سبيل واتخذت لنفسها العشيق تلو العشيق  تؤنس لياليهم وتبيع لهم اللذة فأصبحت تشترى وتباع حتى لقبت بسمية الزانية، آنذاك أدركت بأن البساط الأحمر سحب من تحت قدميها ،وأنها جرت وراء سراب لن ترى بعده سوى الضباب والمستقبل المنشود  أصبح مجرد طريق مسدود لا أمل فيه، ووقفت وجها لوجه أمام استحالة الفوز بمستقبل سعيد وأنها في لحظة طيش ضيعت من بين يديها كل شيء مثل قطرات ماء تساقطت من بين أصابع طفل صغير.

تجربة قاسية اجتنت منها سمية ثمار فجة، فليس أمعن في الفشل من أن تكون الثمرة فجة خالية من أي نكهة أو مذاق، تأتي بعد طول انتظار، إنها لأقسى صور الفشل وخيبة الأمل. شعرت بالزمن الضائع وأدركت أن تلك المادة الثمينة  بددتها دون أن تفطن الى أن ثمة أشياء في الحياة لا يمكن أن تتكرر مرتين.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. محمد شركي
    15/04/2011 at 19:54

    أحيي الأديبة الأخت الفاضلة صباح الشرقي أولا لعودتها للكتابة والنشر على هذا الموقع وقد كانت من الأوليات اللواتي ينشرن ابداعاتهن على هذا الموقع وثانيا لأنها سنت سنة كتابة الأقصوصة الهادفة على هذا الموقع وآمل أن تواصل ابداعها الوازن وأرجو لها المزيد من التألق الأدبي والحقيقة أن غيابها به وزنه على هذا الموقع وعلى موقع دنيا الوطن الفلسطيني فعود محمود ومرحبا بالأخت صباح في موقعها وجدة سيتي وبمدينتها وجدة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *