أكاذيب من اختراع الأنظمة الغربية المغرضة وتسويق الأنظمة العربية الفاسدة
بات من المعروف لدى الرأي العام العالمي أن الأنظمة الغربية اخترعت العديد من الأكاذيب من أجل تبرير تحركاتها العسكرية في بعض بقع العالم العربي والإسلامي من أجل الوصول إلى أهداف مادية اقتصادية أو سياسية استراتيجية. وأشهر هذه الأكاذيب أكذوبة أسلحة الدمار الشامل التي لفقت للرئيس الشهيد صدام حسين المجيد ، أو أكذوبة العلاقة مع الإرهاب وتنظيم القاعدة التي لفقت له أيضا ولغيره . وقد تأكد أن التهمتين معا محض كذب وافتراء ، وأنهما مجرد ذريعتين من أجل الوصول إلى البترول العراقي من جهة ، ومن أجل تأمين الكيان الصهيوني في المنطقة العربية من جهة أخرى. و إذا كانت الأنظمة الغربية قد اخترعت هذه الأكاذيب من أجل تحقيق أغراضها التي لم تعد أسرارا ، فإن الأنظمة العربية الفاسدة جارتها في أكاذيبها وسوقتها من أجل مصالحها أيضا وعلى رأس هذه المصالح المحافظة على الحكم المستبد الفاسد الذي يغتني بموجبه الحكام على حساب المحكومين . ومنذ أن اخترع النظام الأمريكي مسرحية الحادي عشر من شتنبر الهزلية التي لا يقبلها عقل سليم من أجل تبرير غزوه للعراق وأفغانستان لتحقيق مآربه والأنظمة العربية الفاسدة ترتزق بذريعة محاربة الإرهاب وتنظيم القاعدة . والمؤسف هو أن يصدق الإنسان العربي الساذج هذه الذريعة ويجعها مسلمة لا تقبل الشك أو النقاش مع أن الواقع يؤكد أنها محض أكاذيب. فالنظام الأمريكي عندما يتعلق الأمر بالافتخار والزهو أمام أنظار العالم نجده يفخر بأجهزة مخابراته العتيدة التي قد يصل افتخاره بها حد وصفها بما توصف بها القدرة الإلهية من معرفة خائنة الأعين وما تخفي الصدور ـ تعالى الله عن هذا علوا كبيرا ـ فكيف إذن تخترق هذه الأجهزة العتيدة بشكل مسرحي هزلي لا يستسيغه عقل ؟ وكيف بهذا الاختراق لا يتكرر مرات عديدة ؟ وبالرغم من تهافت مسرحية الحادي عشر من شتنبر فالأغرار من العرب بمثقفيهم وسوقتهم لا زالوا يصدقون ما حكمه حكم الأسطورة أو الحكاية العجائبية . وبمجرد أن تم تمرير مسرحية الحادي عشر من شتنبر على هؤلاء الأغرار بدأت المسرحيات الهزلية المماثلة في البلاد العربية تسوق من طرف الأنظمة للارتزاق بها لتمديد عمر فسادها
ولقد جاءت تحركات الشارع العربي شرقا وغربا لفضح هذه المسرحيات الهزلية ، ذلك أن المواطن العربي ذاق الويلات من هذه المسرحيات حيث تم تعميم ما يسمى قانون الإرهاب ، وهو قانون أقسى وأعتى من قوانين الطوارىء التي صارت عادية في العديد من البلاد العربية لعقود طويلة
. ومر زمن هذه المسرحيات الهزلية دون أن تتكرر كما كان الشأن بالنسبة لمسرحية الولايات المتحدة حتى صارت مبتذلة ومثيرة للسخرية ، وثبت أن أم هذه المسرحيات وهي مسرحية الحادي عشر من شتنبر مجرد أكذوبة ومع ذلك استمر الاحتلال الذي كانت وراءه للعراق ، وانكشفت الحقيقة وهي استغلال حقول النفط العراقية لعقود من السنين ، والبقاء في أفغانستان لتأمين الممرات التي تحتاجها الولايات المتحدة في آسيا من أجل حماية مصالحها. ولقد كان من المفروض أن يزول احتلال ترتب عن أكاذيب ، لبطلان ما يبنى على باطل ، ولكن ذلك لم يحصل مع الأسف مما يدل على أن أحداث الحادي عشر من شتنبر ما هي إلا مسرحية هزلية ، وأن ما شابه تلك الأحداث في البلاد العربية إنما كانت مسرحيات هزلية شبيهة بالمسرحية الهزلية الكبرى . ولقد جاءت تحركات الشارع العربي شرقا وغربا لفضح هذه المسرحيات الهزلية ، ذلك أن المواطن العربي ذاق الويلات من هذه المسرحيات حيث تم تعميم ما يسمى قانون الإرهاب ، وهو قانون أقسى وأعتى من قوانين الطوارىء التي صارت عادية في العديد من البلاد العربية لعقود طويلة حيث ازدادت الأنظمة العربية المستبدة استبدادا ، ووجدت الفرصة سانحة لتصفية حساباتها مع كل شكل من أشكال المعارضة ، وصارت تهمة الإرهاب جاهزة لكل من تحدثه نفسه بمعارضة نظام من هذه الأنظمة . وها نحن نعاين تشبث أنظمة مستبدة بالحكم بذريعة محاربة الإرهاب كما هو شأن النظام اليمني والليبي والسوري والعراقي وهلم جرا، ذلك أنه لما انتفضت شعوب هذه الأنظمة عليها مطالبة بالحريات وبالعدالة بادرتها هذه الأنظمة بتهمة الإرهاب والانتماء للقاعدة الجاهزة للتسويق والتصدير. والمضحك أن الأنظمة الغربية التي اخترعت أكذوبة الإرهاب والانتماء للقاعدة تعلم جيدا أن الأنظمة العربية الفاسدة إنما تسوق لأكاذيب ومع ذلك لا زالت ترتزق بها بالرغم من إحراج الأنظمة العربية الفاسدة لهذه الأنظمة الغربية التي تسوق شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان حيث لا زال الغرب يصدق أن النظام اليمني شريكه في محاربة الإرهاب الوهمي و كذا النظام العراقي والنظام الليبي . وبدا موقف الغرب متناقضا تناقضا صارخا فمن جهة يندد باستبداد الأنظمة الفاسدة ، ومن جهة أخرى يتعاون معها على محاربة الإرهاب الموهوم . ومعلوم أن مصطلح إرهاب هو صناعة صهيونية يطلقها الصهاينة على المقاومة الفلسطينية ، وتم بعد ذلك تصدير المصطلح وعولمته ، وهو يعني أن كل من يعارض الاحتلال الصهيوني والغربي للبلاد العربية والإسلامية يدخل ضمن خانة الإرهاب .
فحتى النظام السوري الذي يتهمه الغرب بأنه يدعم الإرهاب بالمفهوم الصهيوني صار يقتل الشعب السوري بذريعة محاربة الإرهاب ، مما يعني أن الإرهاب بالنسبة للأنظمة العربية الفاسدة هو أن تطالب الشعوب العربية المقهورة بالحريات والكرامة ،
فحتى النظام السوري الذي يتهمه الغرب بأنه يدعم الإرهاب بالمفهوم الصهيوني صار يقتل الشعب السوري بذريعة محاربة الإرهاب ، مما يعني أن الإرهاب بالنسبة للأنظمة العربية الفاسدة هو أن تطالب الشعوب العربية المقهورة بالحريات والكرامة ، كما أن الإرهاب بالنسبة للكيان الصهيوني هو أن يطالب الفلسطينيون بحقهم في أرضهم المغتصبة كما أن الإرهاب بالنسبة للغرب وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية هو أن يطالب العراقيون والأفغان باستقلال بلدانهم . وها هي الثورة الشعبية الليبية تتهم بالإرهاب من طرف النظام الفاسد المستبد ، وفي نفس الوقت تحوم حولها شكوك الغرب الذي يصدق أكذوبة تلفيق تهمة الإرهاب لثورة شعبية تريد التحرر من الدكتاتورية مع علم الغرب المسبق بأن الأمر لا يعدو مجرد أكذوبة مخترعة غربيا ومسوقة من طرف الأنظمة العربية الفاسدة التي فضحتها انتفاضات الشعوب من أجل المطالبة بالحريات حيث سقطت أقنعة هذه الأنظمة الفاسدة وتبين أنها مجرد خادمة لمصالح الغرب وإسرائيل بطريقة أو بأخرى. والمحزن أن تظل بعض شرائح الشعب العربي المغفلة تصدق أكاذيب الغرب والأنظمة الفاسدة وتؤمن بأساطير و مسرحيات الإرهاب والقاعدة الهزلية .
Aucun commentaire