تعلم الفايسبوك ……لا يغلبوك !!!!!!
سايرت مقولة » تعلم حرفة بوك،لا يغلبوك » حقبا و أزمنة طويلة،المغربي، داخل الأزقة الضيقة للمدن التي امتهنت الحرف التقليدية كالدباغة،و صباغة الجلود،و صناعة الأحذية و الأواني و النسيج،و كان تلقين الحرفة يتم غالبا من الأب نحو ابنه،و الذي يخلفه على عرش المهنة،و يعتبر وارث سره.
و قد كان التلقين ،و الطرق البيداغوجية داخل دواليب هذه الحرف، يتم بشكل عمودي،من عنف و تنكيل و تحرش ،و إعادة إنتاج علاقات الولاء،و غياب وسائل الحوار و النقاش البناء.
لكن ما وقع من أحداث و ثورات في تونس و مصر، وما يقع حاليا بليبيا، وضح لنا بأن ما كنا نخاله افتراضيا،تحول بقدرة قادر إلى حقيقة لا راد لقضاء الله فيها.
أما الآن فالعالم تغير،فقد انتقل إلى واقع تهيمن عليه التكنولوجيا، بحيث أصبحنا نعيش في ظل مجتمع خدماتي، تلعب فيه سيولة و تدفق المعلومات دورا أساسيا.
فكثيرا ما كنا نسمع بالعالم الإفتراضي داخل شبكة الأنترنيت،و اعتقدنا واهمين أنه عالم غير حقيقي،و أنه بعيد عن الواقعية،لكن ما وقع من أحداث و ثورات في تونس و مصر، وما يقع حاليا بليبيا، وضح لنا بأن ما كنا نخاله افتراضيا،تحول بقدرة قادر إلى حقيقة لا راد لقضاء الله فيها. لقد استطاع شباب الفايسبوك في بلادي الزيتونة و الكنانة،أن يخلقوا فضاءات للنقاش العمومي و السياسي باللغة التي يفهمونها هم،و بالتحليل الذي يفهمونه هم.
فكثيرا ما انتقدت الطبقة السياسية الشائخة في البلدان العربية الشباب،و اعتبرته قصيا عن ممارسة الفعل السياسي،كلا،إن هذا الشباب في غور و عمق السياسة،لكن نأيه عنها،هو ممارسة سياسية فعلية،لأنه رفض الوصاية و اعتباره قاصرا.
إن شبابنا الحالي،ينتقد واقعه الإجتماعي ،و الاقتصادي و حتى السياسي بالوسائل التي يراها مناسبة له،فطريقة لباسه، يمكن أن تعبرعن رفضه،كما أن أداءه لأغنية من نوع
« RAP » .فجيلنا الجديد يأبى الخوض في التحليلات السياسية الكلاسيكية،فهو ينفر السجالات السياسية العقيمة،و التي كانت تدوم ساعات و أيام طويلة داخل أروقة الأحياء الجامعية و في الليالي الباردة
توحي لنقد واقع مزري يرفضه.فجيلنا الجديد يأبى الخوض في التحليلات السياسية الكلاسيكية،فهو ينفر السجالات السياسية العقيمة،و التي كانت تدوم ساعات و أيام طويلة داخل أروقة الأحياء الجامعية و في الليالي الباردة، من قبيل هل الإتحاد السوفياتي حليف تاكتيكي أم استراتيجي،و ما هي اللغة المفترضة في العهد الشيوعي الموعود و غير ذلك،شبابنا يريد أن يلامس الحاجيات الحقيقية ،من خصاص في الماء الشروب ،وبناء مسالك طرقية في مناطق نائية،و شغل قار يمكنه من بتاء بيت يأويه و أسرته.فهو لا يحتاج إلى « فاعل سياسي » في المقهي يعتبر نفسه محللا يفهم في علم النفس،و الجيوبوليتيكا ،و العلوم السياسية ….إلخ ، ،بقدر ما يحتاج إلى سياسي يكون مطلعا على الشأن المحلي في بعده الميكروتنموي .و تبقى التحليلات من اختصاص معاهد البحث المعنية.
فعيب سياسيينا ،أنهم يخالون فهم كل شيء ، و لكنهم يفهمون النزر القليل.إذن علينا أن ننتقل إلى ميدان الإختصاص و التخصص،و كل واحد « يشد بلاصتو ».
إن شباب 20 فبراير بالمغرب،دخل المسرح السياسي المغربي- عبر نقاشات الفايسبوك- من بابه الواسع،باعتباره كفاعل حقيقي،يزاحم الفاعلين التقليديين.لقد نقل الفضاء الإفتراضي إلى عالم حقيقي.وهذه دعامة أساسية لموازين القوة الإجتماعية و السياسية لصالح قوى التغيير.فهي فرصة تاريخية لكل الإرادات التي تروم تنمية سياسية تؤهل المغرب للسير قدما إلى قرن الواحد و العشرين،معززا بسلاح الديمقراطية كأداة تحصنه،و تمكن كل أطياف الشعب المغربي من المساهمة في تقدم البلد،و خلق الثروات،و الإستفادة من ثمارها.لقد أبان الشباب المغربي عن إرادته الأكيدة من أجل حلحلة المياه الراكدة،و عبر على أن الطبيعة لا تقبل الفراغ،بحيث التجأ إلى إفراز نقاشات،داخل المواقع الإجتماعية للتواصل،بعيدة عن فضاءات الكهول التقليدية،فهنيئا لشبابنا بديناميته.و هنيئا لمغربنا بحراكه.إيوا تعلم الفايسبوك…….لا يغلبوك !!!!!
رشيد حمزاوي
1 Comment
ana ma3akom