Home»International»مجلة فرنسية : « كيف تعمل شبكات النظام الجزائري على زعزعة استقرار فرنسا »

مجلة فرنسية : « كيف تعمل شبكات النظام الجزائري على زعزعة استقرار فرنسا »

0
Shares
PinterestGoogle+

عبدالقادر كتــرة
« في الشقة الصغيرة الواقعة في ضواحي باريس حيث استقبلنا، وأمام مكتبته المكدسة بالكتب، يرتجف صوت « غيلاس عينوش ». « هربنا من السلطة والبلطجية، وها نحن نجدهم هنا. هل يجب عليّ أن أطلب اللجوء إلى الولايات المتحدة؟ » »
يبلغ من العمر 36 عامًا، وجه ملائكي، ويحمل مجموعة من الأقلام في صندوق بلاستيكي يتنقل به منذ سنوات بين ضفتي البحر المتوسط.
تعرض هذا الرسام الشاب، الذي اكتشفته صحيفة « شارلي إيبدو » في عام 2014، للاضطهاد في الجزائر بسبب رسومه الكاريكاتورية التي استهدفت الرئيس عبد المجيد تبون وقادة الجيش، وهي رسومات اعتبرت مسيئة لدرجة أنه في عام 2017 أُغلق صحيفته.
تعرض للضرب والفصل من عمله.
وصل إلى فرنسا في عام 2020 كلاجئ سياسي، معجب كبير بـ »كولوش Coluche  » (الذي يعتبره صوت الشعب الحقيقي، بدون كراهية أو vulgarité). استمر « عينوش » في استخدام منصات الإنترنت وصفحته على فيسبوك للسخرية من السلطة الجزائرية بأسلوبه الساخر وأقلامه الجرافيتية. هذا الأمر أثار غضب السلطات الجزائرية التي حكمت عليه في عام 2022 بالسجن عشر سنوات بتهمة « تمجيد الإرهاب ».
في فرنسا، لم تُظهر السلطات أي رد فعل على قضيته، لكنه أصبح هدفًا لتهديدات مستمرة عبر فيديوهات مؤيدي النظام الجزائري المنتشرة بين أفراد الجالية الجزائرية في فرنسا.
يقول « غيلاس »: « أتلقى تهديدات باستمرار، وأصبحت هذه التهديدات جزءًا من حياتي. أتجنب الجلوس في المقاهي، وأغير طريقي عند العودة إلى المنزل، حتى أخواتي في الجزائر، اللواتي تعرضن للتحرش، هاجرن أيضًا إلى الولايات المتحدة. عشنا الإرهاب الإسلامي، ونشهد الآن إرهابًا قوميًا.
لا أفهم كيف تترك فرنسا هذه الأمور تحدث منذ سنوات ».
هذه شهادة لأحد الجزائريين المضطهدين من طرف النظام العسكري الجزائري المارق أوردتها مجلة « لوبوان » الفرنسية ضمن مقال تحقيق نشرته تحت عنوان “شبكات النظام الجزائر التي تريد زعرعزة استقرار فرنسا”، حول شبكة من العملاء والمؤثرين الجزائريين المجندين من قبل النظام الجزائر لزعزعة استقرار فرنسا ودول أخرى انطلاقا من الأراضي الفرنسية. حسب ما جاؤ في مجلة « لوبوان ».
في الأيام الأخيرة، تم اعتقال عدد من المؤثرين الجزائريين الذين يدعون للعنف ضد معارضي النظام في فرنسا.
بدأت هذه الاعتقالات بعد بلاغات من المدون القبائلي « شوقي بن زهرة »، الذي ساعدت معلوماته السلطات في تنفيذ هذه الاعتقالات. تعيش الجالية الجزائرية في فرنسا حالة من الصدمة بعد اكتشاف تورط أفراد من داخلها في الترويج للكراهية ودعوات علنية للعنف، حسب المجلة الفرنسية.
في « مونبلييه »، لفت أحد أفراد الجالية، وهو عامل تنظيف يبلغ من العمر 59 عامًا، الانتباه بسبب تصرفاته العدائية على مواقع التواصل الاجتماعي.
فجأة، حصل على جواز سفر جديد من القنصلية الجزائرية بعد أن كان يفتقر إلى الوثائق الرسمية، مما أثار شكوكًا حول ارتباطه بالمخابرات الجزائرية.
وتشير التقارير إلى أنه عُرضت عليه مبالغ مالية كبيرة مقابل استقطاب مؤثرين آخرين لدعم النظام الجزائري.
يتهم مراقبون النظام الجزائري، استنادا لما تشته مجلة « لوبوان » بمحاولة تعزيز نفوذه داخل الجالية الجزائرية في فرنسا عبر شبكة من المؤثرين والمبادرات السياسية والدينية.
في هذا السياق، يتحدث الكثيرون عن دور الجامع الكبير في باريس، الذي يعتبره البعض مركزًا للتأثير الجزائري في فرنسا بعد أن تم تكليف المسجد بإدارة صادرات المنتجات الحلال من الاتحاد الأوروبي، وهو احتكار يدر عشرات الملايين من اليوروهات سنويًا.
ويرى محللون أن الجزائر تسعى لتصدير أزماتها الداخلية إلى الخارج عبر خطاب قومي وعدائي تجاه فرنسا، في الوقت الذي تعاني البلاد من ركود اقتصادي وضعف في التنوع الاقتصادي خارج قطاع المحروقات، ما يدفع الشباب للهجرة بحثًا عن فرص أفضل.
وعلى الرغم من التوترات، يؤكد خبراء أن التعاون الأمني بين الجزائر وفرنسا لم يتوقف تمامًا، على الرغم من تباطؤه بسبب الخلافات الدبلوماسية الأخيرة.
وفي هذا السياق، يُنظر إلى الجالية الجزائرية في فرنسا على أنها ورقة ضغط مهمة للنظام الجزائري، الذي يسعى لاستغلالها لتعزيز نفوذه واستقرار سلطته.
تحاول السلطات الجزائرية كسب ولاء الجالية الجزائرية في فرنسا عبر مبادرات مثل جمعية « أواصر »، التي نظمت لقاءات لدعم الرئيس تبون خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
ورغم الجهود المبذولة، لم تتجاوز نسبة المشاركة بين الجالية الجزائرية في فرنسا 4%، ما يعكس ضعف تأثير هذه الحملات.
ويظل السؤال المطروح: إلى متى ستستمر هذه الديناميكيات؟ وهل ستؤدي إلى تصعيد أكبر في العلاقات الفرنسية الجزائرية أم أنها ستتجه نحو تهدئة مؤقتة؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *