محمد شحلال
لم تشذ العاصمة الرباط عن زخم الاحتفاء بحلول السنة الأمازيغية،حيث توقفت الحركة مساء يومه الثلاثاء قبالة مقر البرلمان،لينتشي المواطنون بمتابعة وصلات من ،،أحواش،،التي انخرط فيها بعض الحضور من الجنسين، ومن كل الأعمار.
كان مروري بهذا الشارع الفسيح خلال الزيارات السابقة،يتزامن مع المظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي تحولت إلى ،،طبق،، شبه يومي يتربص بممثلي الأمة.
أما اليوم،فقد خلا الشارع الفسيح ،من محتليه الذين يؤرقون مسؤولين يكتفون بالصمت ، لربح مزيد من الوقت، عبر جرعة من الديموقراطية التي تخرس الألسنة الباحثة عن مبررات الهجوم والضغوط، لذلك يتعجب المرء من ،،تعقل الأمن ورزانته،،حيث يكتفي رجاله في زماننا هذا، بالمراقبة ورصد ما يستحق الرصد.
لعل المحتجين قد توقفوا عن الصراخ مؤقتا ،لإفساح المجال أمام الأمازيغ المحتفلين بعامهم الجديد حتى لا يحدث اصطدام ،،يشتت الصفوف،،وهكذا سلم جد المناضلين مكانه لمرح المحتفلين الذين استقطبوا جمهورا واسعا من المتابعين لم ينفضوا إلا مع حلول الظلام.
استوقفني مجموعة من الشباب الذين انخرطوا في نوبة هيستيرية من رقصة،،أحواش،، فغبطتهم على إقبالهم القوي على الحياة ،وكذلك على فتوتهم وهم يحركون أطرافهم بكل الخفة،،الكهربائية،،التي تقتضيها جل رقصات أهل سوس المخلصين في التجارة والفن المتوارث !
غادرت المكان وأنا أشفق على مقر البرلمان الذي ارتبط في الماضي البعيد، بأسماء وازنة بصمت تاريخنا الحديث بأفكارها ومواقفها ،بل وبمعاناتها مع القائمين على شؤون البلد،وها هو الان مشرع أمام نكرات ونماذج بشرية داست على الإرادة الشعبية بفضل المال القذر، الذي استباح كل شيء،هذا المال الذي فضح الشاعر العربي دوره في تشييء المرأة كأبرز الضحايا حين قال :
المال حلل كل غير محلل حتى زواج الشيب بالأبكار