Home»International»مخاطر رواسب العرقية والمعتقدات الضالة المهددة لثوابت دين الإسلام ( الحلقة الثالثة )

مخاطر رواسب العرقية والمعتقدات الضالة المهددة لثوابت دين الإسلام ( الحلقة الثالثة )

0
Shares
PinterestGoogle+

مخاطر رواسب العرقية والمعتقدات الضالة المهددة لثوابت دين الإسلام ( الحلقة الثالثة )

محمد شركي

استكمالا للحلقتين الأولى والثانية ، سنواصل الحديث عما يهدد ثوابت دين الإسلام جراء مخاطر رواسب العرقية والمعتقدات الضالة  لدى بعض الأمم التي لها صلة بالمسلمين ، وذلك كالآتي :

3 ـ أمة اليهود : ويعود نسبها  حسب مصادرهم إلى النبي يعقوب أو( إسرائيل ) ابن  النبي إسحاق ، ابن النبي إبراهيم  الخليل عليهم السلام . وأبناء يعقوب من زوجتيه ليئة وراحيل ،ومن جاريتيه بلهة وزلفة  دائما حسب مصادرهم، وهم الأسباط : ( رأوبين ، شمعون ، لاوي ، يهوذا ، يساكر ، زبولون ، دان ، جاد ، نفتالي ، أشير ، يوسف ، بنيامين) ، ومنهم انحدرت اثنتا عشرة قبيلة كونت شعب أو أمة اليهود . وتقول نفس المصادر أنهم هاجروا من أرض الشام فرارا من مجاعة  إلى مصر في عهد النبي يوسف عليه السلام ، ثم خرجوا من مصر زمن النبي موسى عليه السلام  فرارا من اضطهادهم ، ولم يعودوا إلى الشام إلا في عهد يوشع بن نون فتى موسى عليه السلام  بعد موت هذا الأخير . واستمر وجودهم بالشام إلى  عهد النبيين داود وسليمان عليهما السلام  وكان لهما ملك فيه . ولقد قضوا فترات تاريخية مختلفة سابقة ولاحقة لذلك العهد تحت اضطهاد البابليين ، والفراعنة ، والرومان ، والقوط ، وكان ذلك سبب انتشارهم في العديد من أقطار المعمور في أسيا، وإفريقيا، وأوروبا ، وفي القارة الأمريكية في التاريخ الحديث .

وديانتهم  هي الديانة اليهودية ، ومفهوم الله  فيها عندهم عبارة عن ثالوث حلولي هو : ( الرب، والشعب، والأرض ) ، ويعتقد اليهود أن آخر الأنبياء هو( ملاخي )، وهم  ينتظرون مجيء نبي هو الآخر في اعتقادهم وهو ( المسيا ) المخلص الذي سيخلصهم من الشتات ، ويعيد إنشاء مملكة إسرائيل كما كانت زمن داود وسليمان ، و يزعمون أنه سيملك أقاصي الأرض ، ويقيم الوصايا ، ويعيد بناء هيكل سليمان مكان المسجد الأقصى المبارك ، ويسود في فترته العالمَ السلامُ حتى يساكن الذئب الحمل  ولا يؤذيه . وهم لا يؤمنون بنبوة المسيح عيسى ابن مريم  الذي يزعمون أنهم قتلوه ، ولا يؤمنون  بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كخاتم الأنبياء والمرسلين . وأساس ديانتهم اليهودية  كتاب التوراة، و هي جزء من( التناخ )أو الكتاب المقدس العبري ، فضلا عن شروحه المسماة  (الهلاخاه)، و( المدراش ) ، و( التلمود ) .

وتجدر الإشارة إلى أن مصادرهم المعتمدة  في تاريخهم حولها خلاف كثير . وفي القرآن الكريم أخبارهم  الصحيحة لأنه لا يأتيها باطل من بين يديه ولا من خلفه .

وما يعنينا من أمر أمة اليهود هو مخاطر رواسبهم العرقية والاعتقادية المهددة لثوابت الإسلام . أما رواسبهم العرقية ، فهم يعتقدون أن عرقهم فوق كل الأعراق البشرية  باعتبار عودة نسبهم إلى النبي إبراهيم الخليل عليه السلام، وولده إسحاق ، وحفيده يعقوب ، ثم الأسباط أبناء هذا الأخير. وهم يدعون أنهم أبناء الله ـ تعالى الله عما يصفون علوا كبيرا ـ كما جاء في الذكر الحكيم حيث قال تعالى : (( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير )) ، سورة المائدة ، الآية 18  . وكذّب الله تعالى زعمهم أن إبراهيم الخليل عليه السلام كان يهوديا حيث قال : (( ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين )) سورة آل عمران، الآية 67 .  وكذّب  الله تعالى نسبتهم الولد له ، فقال : ((  وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون )) ، سورة التوبة ، الآية 30 .

 ومع تسفيه القرآن الكريم لمزاعم تفوقهم العرقي ، فقد ظلوا عبر التاريخ ولا زالوا ، وسيبقون كذلك  إلى نهاية العالم متشبثين بها ، ويفاخرون بها على  كل البشر ، ويستغلونها لابتزازهم  وتسخيرهم كعبيد أو خدم لهم ، ولهذا يعتبرون كل من يسفه مزاعمهم العرقية  معاديا لما يسمونه السامية .

وقصتهم مع نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فصل فيها القرآن الكريم تفصيلا ، ذلك أن من هاجروا منهم إلى شبه جزيرة العرب واستقروا بها ، وعاشوا فيها كشتات بسبب ما تعرضوا له من اضطهاد  على أيدي  بعض الأمم كما مر بنا أعلاه ،عادوا دعوته عليه السلام أشد العداء ، وكادوا له كل كيد خبيث لأنهم أولا يعتبرون عرقهم أفضل من عرقه ، وهم يفضلون النبي إسحاق على أخيه النبي إسماعيل جد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع أنهما ابني إبراهيم الخليل عليه السلام  وعرقهما واحد . وثانيا لأنهم لا يؤمنون بنبوة سيدنا محمد صلى الله وسلم عليه ، باعتباره آخر الأنبياء والمرسلين ، وهذا ما جعل حقدهم على الإسلام أشد ،وعداءهم له ألد. ولقد عانى كثيرا من كيدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أمره الله تعالى أن يضع حدا لكيدهم  من أجل صيانة بيضة الإسلام التي كانوا يستهدفونه ، ويتآمرون عليه مع كفار مكة ، ومع منافقي يثرب.

ومن أجل بيان خطر رواسب العرقية اليهويدية ومعتقداتهم الضالة المهددة لثوابت دين الإسلام ، نذكر بكيد اليهودي عبد الله بن سبأ الذي مربنا ذكره في الحلقة الأولى ، والذي تلقف منه التشيع من تشيعوا في زمانه ، وفي ما بعده، خصوصا في فترة حكم الصفويين في بلاد فارس ، وهو ما أحدث شرخا في صف المسلمين ، ونتجت عنها صراعات بين طائفتي السنة والشيعة كانت لها، ولا زالت  لها تداعيات خطيرة على دين الإسلام الذي جاء لتوحيد الله تعالى دون شركاء معه مهما كانوا شركا  يلابس توحيده سبحانه أو يلّبسه على معتنقيه. ولم يقف كيد اليهود للإسلام والمسلمين عند حد الكيد السبئي، الخطير بل حكاية كيدهم يطول الحديث عنها، خصوصا وأنهم ساكنوا المسلمين  طويلا في بلادهم  بخلفيتهم العرقية المستعلية ، وبخلفيتهم العقدية الضالة .

ولا شك أن الصراع العربي الصهيوني هو مما نسل عن تلك الخلفيتين حيث وطّن الاحتلال البريطاني في القرن الماضي بعد احتلاله الشام ، وكان من ضمن ما حكمه الأتراك العثمانيين من البلاد العربية في منطقة الشرق الأوسط  شتاتَ اليهود الذين كانوا يعيشون في أوروبا بأرض فلسطين بعدما اضطهدهم النازيون الألمان ، فطردت العصابات الصهيونية الإرهابية  المسلحة من طرف الانجليز سكان فلسطين من أرضهم، وهجّرتهم قسرا خارج وطنهم ليعيشوا هم أيضا في شتات ، وفي مخيمات أو تحت اضطهادها . ولقد ركب  الصهاينة  ما سماه الفيلسوف الفرنسي رجاء جارودي ( الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل ) ، ومنها أسطورة الوطن القومي لليهود فوق أرض فلسطين  ثم بعد ذلك امتداده ما بين فرات العراق ، ونيل مصر ، ليتوسع مع مرور الزمن حتى تتحقق نبوءتهم المخترعة التي يطمحون من ورائها إلى السيادة على العالم أجمع، والتحكم فيه تحت ذريعة إحلال السلام فيه ، وتحقيق خرافة  مساكنة الذئب للحمل على حد زعمهم . ووسليتهم لتحقيق هذه الأحلام الخيالية هي الاعتماد على العنف في أقصى مظاهره من أجل القضاء على الشعب الفلسطيني ، ومدهم بعد ذلك يدهم الطولى إلى كل شعوب العالم العربي، وإخضاعها واستغلالها لصنع رفاهية ما يسمونه شعب الله المختار أو أبناء الله ـ تعالى عما يدعون وما يصفون علوا كبيرا ـ

ولو تتبعنا ما حل بالأمة الإسلامية في مختلف أزمنة التاريخ المتعاقبة  من محن ومصائب لوجدنا دائما أيد يهودية خفية تقدح شراراتها . وتكفي الإشارة إلى حركات الاحتلال الغربي لبلاد المسلمين في التاريخ الحديث التي كانت من تدبير اليهود المندسين  بين صفوف صناع القرار في البلاد الغربية . وتكفي الإشارة إلى اللوبي الصهيوني العالمي الذي يؤثر كبير التأثير  في صنع القرار في كل  العالم بعد تغلغل عناصره اليهودية في كل مراكز صنع القرار العالمي إلى جانب السيطرة المطلقة على الاقتصاد العالمي ، وعلى كل الموارد المالية ،وعلى الإعلام العالمي  حتى أن  العالم الغربي يبدو مسخرا وبيد هذا اللوبي يفعل به ما يشاء ، ومن خلاله يفعل ما يشاء في العالم بأسره ، ويدوس على ما يسمى بالقوانين الدولية  التي يستثنى اليهود وحدهم  من الخضوع لها دون سائر الأعراق البشرية في المعمور .

وخلاصة القول أن رواسب العرقية اليهودية، وضلالهم العقدي شكلا، ويشكلان مخاطر مهددة لثوابت الإسلام ، وقد نجح اليهود منذ القديم في بث الفرق والشقاق بين  شعوب المجتمعات الإسلامية  فرقة عقدية، وعرقية، وسياسية ،وثقافية ، وفكرية ، وهو ما جعل بأسهم بينهم شديد ، وكل ذلك  يخدم خدمة عظمى الكيان اليهودي الصهيوني الذي يعيث اليوم فسادا في بلاد المسلمين ، ويرتكب مجازر رهيبة في فلسطين ، و يرتكب إبادة جماعية لم يستطع العالم كله  وقفها كما أوقف إبادة النازية لهم ، والتي يدفع اليوم ثمنها الشعب الفلسطيني الذي لا صلة له بالعرق الجرماني ، ولا يتحمل أية مسؤولية عما اقترفته النازية ،  بل هو شعب ككل الشعوب العربية والمسلمة قد آوى اليهود لقرون طويلة ، وأحسن ضيافتهم بعدما كانوا مستضعفين مضطهدين  في شتاتهم تضطهدهم الأمم الغربية خارج فلسطين، وللتاريخ على ذلك شهادات لا يمكن طمسها . وكان على اليهود الانتقام من الأمم التي اضطهدتهم، وليس تلك التي آوتهم ، وأحسنت إليهم . ولئن ساكن الذئب الحمل، ولم يغدر به  كما يزعم اليهود في أساطيرهم ، فسوف يساكنون هم المسلمين  في أمن وسلام .

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى  في حلقة رابعة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *