قصيدة :  » اشفع عليك سلام الله يا نَجِدُ « 

شعر : محمد شركي

مـن كَلْــم  غــّزةَ أضْنــــانيَ الكَمَــــــــدُ        ويعلــم الله مــا أطْـــوي وما أَجـــــدُ

ثَغْر العروبة والإسلام مُــذْ وُجـــــــدت         وصرح عِــزّ على الجبّار تعتمـــــدُ

منــها السبيل إلى العليــــاء يسلكــــــها         جُنْــــد الإلــــه إذا يغـــزو له المَــددُ

كــــمْ قائـــــد نَدبـــــتْ سِيــقت جحافله         فاسْتبسلت ما نجــا من غزوها بلـــدُ

تاريخــــها حافــل بالمجد يصنعـــــــه          مِنْ خيْـر مـا حملـتْ أُنْثى وما تضعُ

يــا أهـل غـزة قد عـزّت أُرومتكــــــم          واللهِ أنتـــم لديـــــــن الله مُسْتَنـــــــُد

القاهــرون عِــدىً ما ضرّكــم أحــــدٌ          لَأْوَاؤُكـــــم قــدرٌ قضى به الأحـــــدُ

القائمــون صيامـاً وِرْدُكُم ســــــــــورٌ          أنتــــم كذاك هُـــــدىً ما أبَّدَّ الأبــــدُ

واللهُ أسكنكـــــم فِردوْسَـــــه نــــــُزُلاُ          حــوض الرسـول نَمِيـــرٌ كلكم يَـــرِدُ

دماؤكـــم بِعَبير المســــك فائحــــــةٌ           تـاجُ الوقـار لكمْ يُهـــديكمُ الصمــــــدُ

يـاقوتــةٌ صاغهــــا المَنَّـــان جائـزةً           والحُــــور أنْشأهــا كالـــدُّرِّ لا تَلِــــــُد

وآمنـــون إذا مــا غيركُــمْ فزعـــوا           والقبـــر روضتكـم أنتـم بها سُعُـــــــدُ

تلك المقاعـــدُ فيهــــا الله بوَّأَكــــــم           أَكْـــرمْ بربِّكُـــــمُ مُعْــط إذا يَعِــــــــــدُ

ومُرســلُ الرُّسْــــل لِلآنام  تُرشدها           ساداتُنا خيـرُ من ســادوا ومن حُمِـدوا

صلَّى بهم خيـرُ منْ تسعى به قـــدمُ           نِعم الإمـــــام إذا مـــا أمّ والسنـــــــــدُ

حـــاز الشفاعةَ من ربّ حباه بهـــا           يوم التغــــابن  لا خِـــــلٌّ ولا مَــــــدَدُ

سُرَّتْ بمـــولده العُرْبـــان والعجــم           مَـنْ مثله في الورى إن عُدّتِ العُمُــــدُ

هديّـــــة الله للآنــــــام قاطبـــــــــة          أَعْـــذِبْ بـه مـــوردًا  للناس إن وَرَدُوا

هو الســراج الـذي من نـوره قَبَـسٌ         يجلــــو الدّيــاجر إن غمَّتْ فتبتعـــــــــدُ

كـمْ تــــائه عَمِــه في الناس أنقــــذه        نِعْــمَ  الغيـــاثُ إذا مـــا عزَّتِ الرُّفُــــــدُ

عمَّتْ فضائلــه في الناس وانتشـرت        مثــل الحَيـــــا مُسْعـفٌ إن أمحلت بِيـــَدُ

ألــوذُ بالمصطفى حِصني ومعتمـدي       هـــو المــــلاذُ إذا مــــا خانني الجَلَـــــدُ

تحت الصفائح في الظلماء مضطجعًا      عـــار سوى كفـــن رَث ولا وُسُــــــــــدُ

والسائلون شـــــدادٌ أمـــرهم جـــــللٌ      كيف الجـــواب إذا ما حُلّـتِ العُقَـــــــــدُ؟

والزَّاد يُعوِزني  والفَــرْض والنَّفَــــلُ      مـــا لي ســــواك رسولَ الله معتمــــــــدٌ

هـــذا قريضي  ومنك العفـــو والبُرَدُ      فاشْفع عليك ســـــلام الله  يـــــا نَجِـــــــدُ

ثم الصلاة من الرحمان قد فُرضــت      يشــــدو اللســـــان بها ما عدّها عَـــــــدَدُ

والآلِ والصّحْبِ طُرًّا سـادة نُجُـــبٌ      مــــا سبّــــح الكون للدَّيَّـــان والأبــــــــــدُ