قصيدة : » حماة القدس بالطوفان » شعر محمد شركي
قصيدة : » حماة القدس بالطوفان «
شعر محمد شركي
من هجـــــر جافيــــة شفّنــي شجـــــن + إن جــــنّ ليلـــــي فتسهيــــدٌ ولا وسنُ
نعم الخليلــــةُ لــو دامــت مـــــــودّتهـا + لكنها صرمــــت فالقلـــــب مُـــرتَهــنُ
في الصـــدر منكســــر أزرى به ولـه + والقلـــب منفطـــــر يشقــــى به البــدنُ
منّيـــتُ نفســـي بوصل لا انفصام لـه + لا يُركب المُهرُ مـا لــم يُلجـــــم الرسنُ
أُمســي وأُصبــح لا عيني تقــر بمن + أهــــوى ولا خبــــرا سُـــــــرّت به أذنُ
نـــزر الكـــلام إذا رنّت هواتف من + أرجــو به باخـــلٌ بالـــوصل يُمتحـــنُ
ضــاقت مُتيّمَتي بالهجر من عذلـــي + فـــزادها ولهــــي دَلاَّ بهـــــــا قَمــــــنُ
أضحــت منـازلهـا في الحي خاليـة + مــن دون طلعتهـــا كـــأنهــــا دمـــــــنُ
كــم عببت بهـــا راحــا معتقـــــــة + مــن عشـــق فاتــــنة والعهــــد مؤتمـــنُ
فنـاب عـــن طيـب أفـراحنـا كمـــدٌ + كــأنهــا لم تـــكن مــن قبــله منــــــــــنُ
لقـد بكيت التي في مهجتي سكنـت + وزادنــي ألمــــا لمّــــا نـــــأت حَــــــزَنُ
وزادنــي بـــرحا أهلٌ لنــا ظلموا + في أرض غــزة إذ دُكـّــــت بهــــا مـــدنُ
شعــب الكـرامة إن عُدّت مناقبهم + فــاقت محـــامدهم مـــا قد حــوى الزمــنُ
حُمـاة قدس بها مسرىَ ومسجدها + صلّـــى به المصطفى بالرّسل مُؤتَمــــــــنُ
مــن أجــل نجدته هبّت جحافلهم + طــوفانهم عـــرم أبطـــالـــه فُطُـــــــــــــنُ
خاضوا المعارك أنفاقهم ثُغــرت + قـــد خطّهــــا جَهبــــذٌ للحــــذق يَمتهــــــنُ
منهـا تفجّـر ياسيــن ٌ لــه شـــرر + وعـــاصفٌ وشُــــواظٌ باللظـــى شحـــــــــنُ
تـرمي الصفائح بالنيران تنسفها + والموت يخطــف مــن فيها ويختــــــــــــزنُ
والحـائمات أخو السنوار سيّرها + تـــرمي القــــذائف مــن أعلـــى لهـــا دخـــنُ
والـراجمات كشهب الليل بارقـةٌ + كالــرعد هــــادرةٌ تهــــوي بهــــا قُنــــــــنُ
راعـت بـها بُهَــمُ القســام زَعنَفة +عُـــبّاد عجــــل وأنجــــاس هُــمُ الــــــــدرنُ
لـم تُجدهم عُــدّة الصُلبان أوعددٌ + نفعـــــا ولا عمُّهـــــم ســــــامٌ له سفــــــــنُ
خلف الحصون رعاديدٌ بهم خورٌ +أهــــل النيـــاحة في الوغــــى لهـــم خَنــــــنُ
قـد هالهم ما رأوا من بأس مَفرزة +أُســــد الوغــــى بَسُلـــت أنفـــاقها عُـــــــرُنُ
بــربّها اعتصمت باعت له مُهَجًا +تـــرجــو الشهــــادة كي يَسمُقُ الوطــــــــــنُ
طـوفانها غضبٌ من أجل مقدسها +والله عــــاهدهـــا فـــردوســــه ثمــــــــــــنُ
نعــم الأشــاوسُ في أنفاقهم صُبُرٌ +أُســـدٌ بأيديـــهمُ الرشــــاش والكفـــــــــــــنُ
شـادوا المعالــيَ كالأبراج شاهقةً +عـــزّت مـــلاحمهم سجّــــل أَيـَــــا زمــــــنُ
أبطــــال غـــزة ما لانت قناتهـمُ +لله درهـــم ُ صالــــوا ومــــا وَهَنـُــــــــــــوا
والله يكلــــؤهم بالجُنـــد آزرهـم +والنصـــرَ أوعـــــدهم بــــلاؤهم حســــــــنُ
ما ضرّهم أبدا خذلان من خذلوا +أو همّهـــم شـــامتٌ بالــــذل مُـــــرتَهـــــــنُ
والمـاكرون بهم حتما يَحيق بهم +مثــلُ الــذي مكـــروا تـُـودي بهـــم فتــــــنُ
والداعمون لهم تُجزى رفــائدهم + والله أقســــط مــــن يُـــــوفـــي إذا يَـــزنُ
Aucun commentaire