المظاهرات المؤيدة للقضية الفلسطينية في كل بلاد المعمور جعلت الدول الداعمة للكيان الصهيوني في حالة شرود من خلال تنكرها للالتزام بالقيم الإنسانية التي تتبجح بها
محمد شركي
فضيحة من العيار الثقيل لحقت بالأنظمة الغربية الداعمة للكيان الصهيوني أمام شعوب العالم قاطبة، وشهد شهود من شعوبها على هذه الفضيحة المدوية، التي كشفت عن بؤس هذا العالم وهو تحت رحمة دول ذات أسلحة دمار شامل، تهدد بها كل من تحدثه نفسه بمعاكستها، فيما تريد ارتكابه من حماقات، وفظائع ضحاياها أبرياء مستضعفون ولدان ونساء وشيوخ لا حول لهم ولا قوة، ولا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، ولقد كانت المظاهرات في العواصم الغربية ضد فظائع الكيان المغتصب لأرض فلسطين بمساعدة الاحتلال البريطاني له، كما يشهد على ذلك التاريخ، وهو أصدق الشاهدين بعد رب العالمين، فضحا لإفلاس المنظومة الأخلاقية الغربية، التي تدعي الوصاية على رعايتها، وهي تدوس عليها بكل وقاحة واستكبار وغطرسة.
ولا شك أن المواطن الغربي قد أدرك أن ساسته الذين طالما صدَّق ادعاءاتهم بالدفاع عن القيم الإنسانية، قد استخفوا به وبعقله، وهم ينزلون بتلك القيم إلى أسفل درك، كما كان الحال إبان فترات تاريخية سيطر فيها الطغيان في المعمور، ولقد سفهت المظاهرات في البلاد الغربية ما تدعيه أنظمتها من إنسانية، وتبين لها أنها في منتهى الوحشية، وهي تزكي كيانا إرهابيا، وتطلق له العنان ليغتال بكل وحشية مواطنين أبرياء، بقصفهم بأسلحة تزوده بها تلك البلاد التي ذهبت مصداقيتها امام شعوبها، علما بأنها مصداقية مفقودة في نظر الشعوب العربية والإسلامية منذ زمن بعيد، وهي على يقين بأن الكيان الصهيوني وهو صناعة غربية، يعتبر جبهة له وسط العالم العربي، طمعا صارخا في مقدراته وخيراته، وهذه قناعة راسخة لدى تلك الشعوب، وهي تتأكد باستمرار كلما كرر الكيان الصهيوني جرائمه ضد شعب اعزل، وصاحب حق، وصاحب قضية لا غبار على عدالتها، ولم يغب أبدا عن مواطن عربي أو مسلم أن الشعب الفلسطيني يقاوم في حقيقة الأمر أنظمة غربية ضالعة في الإجرام والعدوان، وهي تتستر خلف الكيان الصهيوني. ومن خبثها هذا التخفي الفاضح.
Aucun commentaire