تاريخ سهل أنجاد وثقافة سكانه (22)
تاريخ سهل أنجاد وثقافة سكانه (22)
ذ: الفيلالي عبد الكريم
ذاكـرة الأمــكـنة
8 ـ وجدة
تمثل مدينة وجدة أهم مركز حضري ببسيط أنـﯕاد وقد كان لها دور مهم جدا في المنطقة باعتبارها ثغرا وممرا بين الغرب والشرق، يقول ابن أبي زرع عن بنائها: «بنى (زيري بن عطية المغراوي) مدينة وجدة، وشيّد أسوارها وقصبتها، وركب أبوابها، وسكنها بأهله وحشمه، ونقل إليها أمواله وذخائره، وجعلها قاعدته ودار ملكه لكونها واسطة بلاده. وكان اختطاط زيري بن عطية لمدينة وجدة، في شهر رجب الفرد سنة أربع وثمانين وثلاثمائة»[1].
وقد تعرضت مدينة وجدة للتدمير عدة مرات بسبب الحروب، يقول محمد اللبار: «هذا وقد تعرّضت مدينة وجدة للهدم والتخريب عدة مرات أيام حروب تلمسان بين بني عبد الواد والمرينيين كما شوّه العثمانيون معالمها في نهاية القرن السابع عشر وبعد كل هدم كانت تبنى من جديد في حلة جديدة وتصميم جديد فوق نفس البقعة. وقد كان لهذا الهدم ولهذا التجديد دور كبير في إتلاف العديد من معالمها التاريخية وإتلاف جزء مهم من تاريخها القديم والوسيط.
وطابع مدينة وجدة اليوم طابع علوي سليماني، إذ حررها المولى سليمان من يد الأتراك العثمانيين سنة 1211هـ / 1796م بعد احتلال دام أربع سنوات وبنى بها مسجدا وحماما، وأصلح قلعتها ودار إمارتها. ولكنها بقيت بدون سور أو بسور متآكل متهدم، ما زاد مع الأيام إلا سقوطا إلى أن وصفها فوانو في سنة 1880م بأنها مدينة بدون أسوار وفي حالة يرثى لها. حتى إذا كان عهد السلطان المولى عبد العزيز واستجابة لنداءات سكانها وبمساهمة منهم بالثلث، أحيطت المدينة بسور وضعت له أربعة أواب (باب سيدي عبد الوهاب، باب أولاد عمران، باب الخميس، باب تازة أو الباب الغربي»[2].
[1] ـ الأنيس المطرب. ابن أبي زرع. تحقيق عبد الوهاب بنمنصور. دار المنصور للطباعة والوراقة. الرباط. 1973. ص: 105.
[2] ـ مسألة تأسيس مدينة وجدة: زيري بن عطية. وجدة والتاريخ القديم. (م س). ص: 135.
Aucun commentaire